facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




متى تنتهي الحروب ؟


محمد عبدالكريم الطرودي
12-04-2018 04:00 PM

دئما نسمع كلمة “الحرب” فماذا يدور ببالك؟ هل التحمس للقوة والعنف؟, أم تذكر الدمار وقتل وتشريد الأبرياء؟

أتمنى أن تكون مرتبطة بالأخيرة فهذه هي الإنسانية، أن تدرك أن الحرب لا تفيد مهما كان العدو ومهما كان المنتصر، فالحرب لا يمكنها أبدًا أن تؤدي إلى سلام حقيقي، الحرب لا تؤدي إلا للدمار وقتل الأحلام والآمال. إن الأموال التي تنفق على الحروب لهي كافية لأن تعمر كل بقعة في هذه الأرض بدلًا من تدميرها وجعلها خرابًا، تكفي جدًا ليتقدم هذا العالم وينهض فكريًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، وتكفي لبناء المدارس لتعليم الأطفال ما هي المحبة والتسامح واحترام اختلاف الآخرين بدلًا من تعليمهم الحرب والكراهية وازدراء الآخرين لجنسهم وعرقهم ولونهم، هذه الأموال أجدر بها أن تنفق على ملايين لا يجدون ثمن الدواء بدلًا من إنفاقها على صناعة القنابل الذرية التي تقضي على مئات الآلاف.

إذن فلماذا يخوض العالم هذه الحروب وهو يعلم جيدًا كم الدمار المادي والمعنوي التي تسببه، وهو يعلم جيدًا أن أفضل سبيل للسلام هو “السلام”؛ إن ذلك يخضع لشيء واحد هو أننا بشر
(الدمار الذي سوف يكون دمار لكل العالم )

فالبشر هم الذين اخترع الحرب

إن الأنانية دافع سخيف لكي تشن حربًا وتدمر كل ما هو أخضر، فالأنانية لا تعطي اعتبارًا للأرواح البريئة، ولا اعتبارًا بأن هناك أمًّا تنتظر ابنها حتى يقبل يدها ويتناول معها طعام العشاء، ولا حتى بأن هناك طفل ينتظر عودة أبيه، وفتاة تنتظر جوابًا لن يصل، لا يعطي اهتمامًا إلى رسومات طفل بريء مختلطة بالدماء. الأنانية تبلدك ولا تجعلك تشعر ما سيشعر به الآخرون. الأنانية تكون عندما يمتلك طرف في الحرب القرار بوقف هذه الحرب أو عدم دخولها من الأساس ولكنه يعاند وبعنده هذا يقتل الآلاف. إن الجبناء هم الذين يعلنون الحروب لأنهم يعلمون جيدًا أن سبب خوض هذه الحرب ليس من حقهم أصلًا، ليس لهم الحق في هذه الأرض مثلًا التي يتصارعون عليها.

البشر مختلون عقليًّا:
لقد كُرمنا بالعقل حتى لا نتساوى مع الحيوانات – مع أن الحيوانات بفطرتها أكثر إنسانية ورحمة منا– وحتى نعقل الأمور جيدًا وندرك أن الحرب والدمار لا يفيد أبدًا، ولكننا مع ذلك نضرب بهذا العقل عرض الحائط ونختار أن نتساوى مع الحيوان بإعلاننا خوض الحروب، العقل موجود لنفكر ونتوصل إلى أن هذه الحياة لا تستحق أن نعيشها في صراع وحروب ودمار، فهذه الحياة تُعاش مرة واحدة فقط

البشر يكرهون إلى حد الخراب:

الكراهية تولد العنف وهذا العنف نتيجته الحتمية هي الخراب، إن الذي يشن حربًا لم يعرف معنى الحب والسلام، فقد انتُزعت الرحمة من قلبه، تعميه الكراهية فلا يفكر في عواقب الحروب الوخيمة فهو يفضل أن يقتل الملايين على أن يكون مهزومًا بداخله، كراهيته للآخر ورغبته في البقاء تدفعه لفعل أي شيء وكل شيء ضد الإنسانية.

“دائمًا ما يتخذ الكبار قرار الحرب ولكن الصغار هم من عليهم خوض الحرب والموت فيها”.
البشر متجردون من الإنسانية:
إن من يحارب يكون متجردًا من إنسانيته، لا يشعر بأن الإنسانية ترغب في العيش بحرية وسلام، ولا يعرف أن الإنسانية تكره أن ترى الدماء. إن الذي يحارب يظلم معه أناس يريدون السلام وكفى، يريدون أن يعودوا إلى ديارهم، يجتمعون مع عائلاتهم، يقصون النكات ويضحكون ويمرحون بدلًا من أن يكونوا طرفًا في حرب لن يدفع ثمنها سواهم.

ما زلنا في اعوام وهناك حروب ودمار حولنا وكأننا نعيش في الجاهلية، بل أسوأ من ذلك. تقدم العالم ولكن أفكارنا عن السلام لم تخط خطوة واحدة. السلام غاية ربما لن تُدرك ولكن يمكننا تحقيقها في أنفسنا، كما قال غاندي: “كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم”.

إذا أردت السلام فلتتصالح مع نفسك ومع الآخرين، وإذا كانت لديك الفرصة لتوقف حربًا وتزرع أملًا فلتفعل ذلك ولتكن أنت السلام.





  • 1 الأمل 11-06-2019 | 06:06 PM

    كلام في غاية الروعه سلمت اناملك لن نرتاح وننتهي من تلك الحروب الا برحمة ربي ودخولنا الجنه الأرض دنيا دنيه للهلاك وفيها صعوبة العيش والشقاء . عسى بهذا التعب ان يرحمنا الخالق .


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :