facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




منتصف العمر ..


سهير بشناق
04-05-2018 01:21 AM

في مرحلة ما من العمر نتغير كثيرا هي تلك المرحلة التي نكون بها قد اكتسبنا بها خبرات وتجارب من الحياة ارست بنا نظرتنا لكل شيء من حولنا بما فيها الآخرين من حولنا

مرحلة نكون بها قد حققنا احلامنا او جزءاً منها واكتفينا بعدم تحقيق ما تبقى منها لنتعايش مع الواقع بكل ما اوتينا من قدرة على الاستمرار

هي مرحلة منتصف العمر الذي لا يزال روح الشباب تعيش فينا الا ان سنوات العمر تحاول جاهدة ان تنقلنا الى مكان اخر نتمسك بكل ما مضى ونصبح اكثر خوفا على ما هو آت.

لم تكن هي امراة مستسلمة لتلك المرحلة بالرغم من ادراكها بان سنوات العمر لا يمكن اخفاؤها لكنها كانت تمتلك من القدرة على التعامل بها بما يبقيها تحتفظ بالرغبة بالحياة ومحاولتها لتجديد ايامها والاحتفاظ بمن حولها اكثر بالقدر الذي يجنبها الالم والحزن

تغيرت كثيرا ليس فقط عمرا انما فكرا واسلوب حياة اصبحت لا تخشى خسارة الاصدقاء ان كان غيابهم عن حياتها بخياراتهم لانها ادركت بان الصداقة لا تغادر النفس والروح ولو غابوا اشخاصها فماذا ستغير غربتهم عنها طالما يعيشون هم بثنايا القلب ؟؟؟

اصبحت تميل اكثر الى الوحدة ليس يأسا وحزنا انما لاكتفائها من علاقات الاخرين وشعورها بان وجودهم اصبح متعبا للنفس فلا هي تمتلك القدرة على الاحتفاظ بهم ومحاولاتها الدائمة لنسيان اخطائهم وعثراتهم وسوء فهمهم لها .... فاعفتهم من محاولات البقاء في وقت هي لم تكن تحتاج سوى لمن يدرك مكنونات اعماقها ونفسها فيبقى دون ان تشكل علاقتها معهم عبئاً اخر لاعباء الحياة المتزايدة ...

اصبحت اكثر قدرة على التعامل مع ضعفها تارة وحزنها العابر تارة اخرى تحتفظ بما يعتريها لنفسها فتنكسر امامها وتضعف لكنها تعود تلملم ذاتها وتستمر فماذا سيمنحها الاخرون من تلك اللحظات التي تعيشها ان كانوا غير قادرين هم على ادراك ان ضعفها والمها ليس سوى محطة كل ما كانت تحتاجه بها تفهماً وقلوباً قادرة على استيعابها وبث روح التفاؤل بنفسها ...

اصبحت اكثر بحثا عن “ الايجابية “ بحياتها فقد اكتفت من سلبية الاخرين ونظرتهم الحزينة للحياة ولكل ما حولهم فهم يساعدونها في وقت مضى على عدم اكتشاف الجانب الاخر من الحياة ....في وقت يكون به الضعف وسيلة للاستمرار به والاستسلام لمتاعب الحياة او تغير الطريق كله لما يمكن ان يعيد للانسان توزانه بالعمر ويمنحه القدرة على الاستمرار ولو بقليل من التفاؤل والايمان بان الايام القادمة ستكون اجمل ...

الحب اصبح لها اكثر عمقا .... فهي لم تعد تعنيها من من تحب سوى قيمة الحب الذي بدا منذ سنوات طويلة مضت ولا يزال مستمرا فقيمة المشاعر والاحتفاظ بها في ثنايا القلب هي وحدها التي تصبح اكثر اهمية في مرحلة ما من العمر .

كل ما يمكنه ان يضعف ذاك الحب اصبحت تتجاهله المشاحنات .... سوء فهم الاخر ..... فترات الابتعاد غير المبررة تلك المساحات التي قد تمنح الاخر رغبة باكتشاف حب اخر تعاملت معها كاشياء مضت لم يعد لها وجود بعد ان تمكنت من اكتشاف ذاتها ومن تحب بشكل اعمق واقل ضبابية من اي وقت مضى .

لكنها لا تزال امرأة تعلم جيدا ان مرحلتها العمرية هذه مختلفة عن من تحب فالمرأة مختلفة عن الرجل هي اكثر قناعة بما تعيشه وما بين يديها لكن الرجل في منتصف العمر يبتعد عن فكرة وحقيقة انه بدا يودع مرحلة الشباب شيئاً فشيئاً مما يحمله الى مكان اخر يحاول به ان يكتشف نفسه من جديد وينعش كل ما يعيش بداخله من واقع يرفضه هو .

الرجل قد يبحث عن امراة اخرى ليس حبا انما حاجة لاستعادة ما يتسرب من سنوات عمره في وقت تكون امراته التي احبها وشاركها العمر كله مكتفية بوجوده وبحياتها لا ترغب بتغيرها وقد لا تتقن فنون التجديد الباحث هو عنه ... لتجد نفسها بين خيارات اخرى لم تكن تعتقد انها ستحياها بمنافسة مع امراة اخرى عابرة كانت او وجود لا يعنيها التسميات ان كانت قد اشرقت بحياتها بخياره هو

ولانها وصلت لمرحلة عمرية لا تسمح لها بالخسارة والبداية من جديد فانها تدرك جيدا هذا الاختلاف فيما بينهما وتتعامل معه كواقع وليس استمرارية ..

هي تؤمن بذاتها وبكل ما منحته لكنها لا تستطيع ايقاف الزمن عند عمر ما ولا ان توصد ابواب قلب من تحب ان كان قادرا على خوض تجربة الحب من جديد عبثا كانت او حقيقية لكنها لن تتمسك برجل اختار غيرها وان كلفها الامر حياتها كلها ....

لن تكون قادرة اليوم على تجديد مشاعره نحوها او محاولات فاشلة لاستعادة وجودها بحياته بعد كل هذا العمر كان بامكانه رؤية امراة اخرى وخوض تجربة جديدة ....

لانها تمكنت من فهم الحياة جيدا وتصالحت مع سنوات عمرها لا يمكنها ان تغير الاخرين ومن احبت او ان تستجدي بقاءهم باسم الحب والعمر الذي جمعهما سوية ...

في مرحلة عمرية معينة تكون الخسارة احيانا بحجم العمر ... لكن بقاء الاخرين بحياتنا برغم كل المهم وخيبتنا بهم خسارة لانفسنا لا نستحقها فمن اراد الرحيل فليرحل ومن اراد البقاء سيدرك يوما ما ان هناك اشياء لا تتكرر بالعمر كقلوب عاشقة ونفوس صادقة لا يعوضها اخر ولو كان عابرا ......

الرأي





  • 1 د.بسمه الشريف 04-05-2018 | 01:04 PM

    مقال رائع يخاطب ثنايا الروح أزمة منتصف العمر او العش الفارغ تواجه النساء والرجال وما احوجنا لفهم الاحتياجات النفسية والاجتماعية لهذه المرحلة لما تحمله في طياتها من معاناة الكثيرات في مجتمعاتنا العربية وتجاهل ما لديهن من حكمة وخبرة وألم لتوجيه طاقاتهن والعيش بتفاؤل وأمل فالمرأة لديها الكثير للعطاء فما احوجنا للإيجابية ولتقديم الدعم لتعيش المرأة كما تريد وليس كما يريدون لك التحية والشكر وننتظر المزيد.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :