facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مشروع قانون ضريبة الدخل بين الوفرة و العدالة


عيسى عبدالرحيم الحياري
12-05-2018 04:47 PM

من المعروف أن التشريع الضريبي يعتبر انعكاساً لظروف المجتمع و أوضاعه السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ، و لما كانت هذه الظروف و الأوضاع مختلفة و متغيرة من وقت لآخر نتيجة التغيرات و التطورات الدولية التي تنقل مجتمعاً ما من مرحلة إلى أخرى قد تكون متقدمة و متطورة و قد تكون علة العكس تماماً , لذلك فإن التشريع الضريبي يجب أن يساير و يلائم ظروف كل مرحلة من المراحل .

و لما كانت الضريبة بشكل عام و ضريبة الدخل بشكل عام خاص أداة فعالة لتحقيق أهداف الدولة المالية و الاقتصادية و الاجتماعية , فالمطلوب إذاً من الضريبة على الدخل التوفيق بين وفرة المال للخزينة العامة و تشجيع الادخار و الاستثمار و تحقيق العدالة الاجتماعية "و هنا أستشهد بمؤلف الدكتور المحامي جهاد الخصاونة مطرح الضريبة على الدخل – منشورات نقابة المحامين 1995”.

مما سبق نرى أن الضريبة عنوان مشاركة و ولاء و مواطنة و تبعية بالنسبة للمتمتعين بجنسية تلك الدولة التي حققت الضريبة على مواطنيها و ساهموا في تمويل نفقاتها , و دون اعتبارها صدقة أو منة من قبل المكلف بدفع الضريبة , و هذا القول يأتي انسجاماً مع القاعدة المشهورة في علم المالية العامة " خزينة الدولة جيوب رعاياها " .

و قد حرص المشرع الأردني على النص على الضرائب في القانون الأساسي للدولة لما لها من حسنات في توزيع الثروات و تحقيق العدالة الاجتماعية ، فقد نصت الماد (111) من الدستور الأردني على ما يلي :

" لا تفرض ضريبة أو رسم إلا بقانون و لا تدخل في بابها أنواع الأجور التي تتقاضاها الخزانة المالية مقابل ما تقوم به دوائر الحكومة من الخدمات للأفراد مقابل انتفاعهم بأملاك الدولة ، و على الحكومة أن تأخذ في فرض الضرائب مبدأ التكليف التصاعدي مع تحقيق العدالة و المساواة الاجتماعية ، و أن لا تتجاوز مقدرة المكلفين على الأداء و حاجة الدولة للمال . "

باستقراء نصوص مشروع قانون الضريبة المعدل نجد أنه يخالف ما ورد في المادة (111) من الدستور المشار إليه جملة و تفصيلاً ، ذلك أن الدولة الأردنية تمر بظروف مالية صعبة انعكست على كافة المواطنين و الاستثمار بشكل عام ، فبدلاً من أن تتقدم الحكومة بمشروع قانون يوائم ما بين الوفرة و العدالة ، أي ما بين حاجة الدولة إلى المال و قدرة المكلفين على الدفع ، نجد أن المشروع جاء جبائي بامتياز و طارد للاستثمار و يحمل في ثناياه قانون عقوبات و ليس قانون ضريبة كما أشرت سابقاً , حيث أن من المفروض أن يكون التشريع و في هذه المرحلة الصعبة جاذباً للاستثمار و يحقق أهداف اجتماعية و اقتصادية و سياسية تصب في مصلحة الدولة الأردنية و رعاياها ، فقد جاء مشروع القانون بجملة نصوص مؤداها تغليظ العقوبات بصورة مخالفة لقانون أصول المحاكمات الجزائية و قانون العقوبات ، فضلاً عن قيام المشرع بزيادة عدد الشرائح الضريبية من جهة و تقليص الإعفاءات من جهة أخرى بدلاً من تخفيف العقوبات ، ذلك أن معظم قضايا التهرب الضريبي تكون ناتجة عن أخطاء في التبليغات كون القانون النافذ و في المادة (59) منه يخضع للاجتهادات المتناقضة بتفسيره بدلاً أن يكون واضحاً و شفافاً ، و أرى هنا أن يتم تطبيق إلغاء نص المادة (59) من القانون رقم (34) لسنة 2014 و استبداله بنص المادة (5) من قانون أصول المحاكمات المدنية و بما يتلائم مع قانون ضريبة الدخل ، كذلك نجد أحياناً مكلفين لا يستطيعون الطعن بقرارات التقدير بسبب عدم توفر الرسوم لديهم من جهة و أحياناً بسبب وجود خلافات ما بين الشركاء و المفوضين بالتوقيع تحول دون تقديم دعاوى للطعن بالقرارات الصادرة من دائرة الضريبة سيما و أن الخلافات تتفاقم ما بين الشركاء بوضع اقتصادي صعب و بسبب الخسائر التي منيوا بها .

لكل ما تقدم فإنني أقترح بأن يتم حوار وطني شامل تشارك به كافة القطاعات التجارية و الصناعية و الزراعية و المهنية بما في ذلك النقابات المهنية للوصول إلى تشريع عادل يوائم ما بين الوفرة و العدالة و تحقيق أهداف الدولة الأردنية بكافة مناحي الحياة .

و الله من وراء القصد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :