facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عيد العمال .. الزمن يعود الى الوراء


طاهر العدوان
01-05-2009 06:26 AM

عندما أحتفل بعيد العمال في الاول من ايار عام 2008 كان الاحتفال باهتاً كالعادة, لان الليبرالية الجديدة كانت تتربع على القمة فيما كان الجميع يصفق لمجدها الذي وجد فيه الاثرياء ان ثرواتهم اقرب الى الاسطورة, بينما انضمت صفوف طويلة من الاثرياء الجدد الذين تحولوا من الفقر الى الغنى برمشة عين من جني مصباح علاء الدين السحري.

لم يكن احد يتخيل حتى اكثر اذكياء لعبة الاحتمالات انه لن يمر على عيد العمال آنذاك سوى شهرين حتى ينهار قصر الجليد وتتدحرج من فوقه الليبرالية الجديدة جارة العالم بأسره الى حافة الهاوية في اقسى ازمة اقتصادية منذ الكساد الشهير في اواخر العشرينيات من القرن الماضي.

لقد اراد الليبراليون الجدد ان ينشئوا عالماً يُطحن فيه العمال والطبقات الفقيرة بلا هوادة, لان الاقتصاد الذي سعوا الى بنائه في العالم لا يقوم على حقائق الانتاج والنمو الصناعي والتجاري, انما اقتصاد يقوم على المضاربات وعلى (طاولات الكازينو) في اسواق المال بينما أُغرقت الطبقات الوسطى والفقيرة, خاصة شعوب العالم الثالث في حمى الاستهلاك والجري خلف الاوهام والديون.

»ان عصر الاعتقاد بان شيئا ما من الممكن ان ينشأ من لا شيء قد انتهى« كما يقول جوزيف ستيغليتز, الاقتصادي الاشهر في هذا العالم الحائز على جائزة نوبل عام .2001 ويضيف, »ان النظرية الاقتصادية القائمة على اعتقاد مفاده ان افقر فقراء المجتمع يستفيدون على نحو تدريجي من تعاظم ثروات اغنى اغنياء المجتمع لم تفلح قط في اثبات صحتها«.

لقد وقع افقر فقراء المجتمع, وافقر فقراء الشعوب في هوة الفقر والبطالة ومستنقع الديون بسبب اقتصاد المقامرة, الذي بُني على الارقام الخيالية, والاقتصاد الوهمي, وليس على قوة العمل وانتاج العمال الحقيقي. ولان الانهيار كان خطيراً ومدوياً فان الفقراء والعمال »سيكونون الاشد تضرراً من الازمة العالمية« وفق آخر تصريحات صندوق النقد الدولي. لكن بالمقابل المتضرر الاكبر هي سياسات الليبرالية الجديدة المتوحشة التي تلاقي السخط والغضب من جميع شعوب العالم.

الزمن يعود بالفعل الى الوراء الى ايام تدخل الدولة لضبط الاقتصاد وانقاذه, فما من ازمة اقتصادية مرّ بها العالم خلال القرنين الماضيين الا واعقبتها تغييرات عميقة في النظام السياسي العالمي ونظريات الحكم والاقتصاد. واذا كانت قلعة الرأسمالية, الولايات المتحدة, قد تدخلت بمئات الآف المليارات من اجل مساعدة الملايين من اصحاب المساكن الذين يفقدون مساكنهم فان الحكومات الرأسمالية اخذت تعود الى احتلال المواقع الرئيسية في الاقتصادات العالمية, مما يعزز دور القطاع العام ورقابة الحكومات على القطاعات المالية والاقتصادية, الامر الذي سيعيد للشفافية اعتبارها في مراقبة الاسواق, وهو في صالح العمال على المدى البعيد.

لقد ارادت الليبرالية الجديدة ان تبني قصوراً من الاوهام في ظل عالم تخيلت ان لا قيمة فيه الا لمن يجيد المقامرة والمغامرة, مما حط من قيمة العمل والانتاج الحقيقي. ومع انهيار هذه القصور فان من يدفع التكاليف الباهظة هم فقراء وعمال العالم. والمستقبل يحمل الوعد بعودة الحياة الى نضال العمال والفقراء من اجل حقوقهم واجورهم العادلة وهو ما سيدفع بالحكومات, في الوقت نفسه الى الاهتمام بالجانب الاجتماعي وبابعاد التطور الاقتصادي وبان يكون مقياس نجاح التنمية هو مردودها بشكل واضح على الفقراء والعمال.

taher.odwan@alarabalyawm.net





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :