facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المفاوضات من أجل المفاوضات أو مفاوضات طحن الهواء وخض الماء


راسم عبيدات / القدس
29-04-2007 03:00 AM

.......يبدو أنه عندنا في الساحتين الفلسطينية والعربية ، من أدمن قضية التفاوض من أجل
التفاوض ، ويرى أنه بمجرد قبول إسرائيل التفاوض أو الجلوس معه ، هو خطوة نوعيه وتوازي
تحرير الأندلس، والذي يدفعني إلى هذا القول ، أنه رغم معرفتنا للعقلية والذهنية
الإسرائيليتين ، إلا أننا نصر على أن نبيع الجماهير والشعوب الأوهام والسراب والوعود
البراقة والشعارات الرنانة ، فرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق " إسحق شامير " ، كان
يخطط أن يفاوض العرب عشرات السنين دون أن يعطيهم شيئا ً، وأحد أبرز أقطاب السياسة
الإسرائيلية والحائز على ما يسمى جائزة " نوبل للسلام " شمعون بيرس " ، قال ما المانع
أن نفاوض الفلسطينين عشرين عاما ولا نعطيهم شيئا ، وهناك الكثير من أقطاب اليمين
الإسرائيلي ، يريدون من المفاوضات مع العرب ، أن تصل إلى حد أن يسلم العرب ، بالمطالب
الإسرائيلية ، أي منحهم وإعطائهم الأراضي المحتلة ، مقابل منحنا الأمن والسلام ، هذه
الرؤيا والمنطق ، هما اللذان يحكمان قناعات وتصورات القيادات الإسرائيلية المتعاقبة ،
فشارون على سبيل المثال لا الحصر ، عندما طرحت خارطة الطريق ، كأحد الحلول الأمريكية
للقضية الفلسطينية ، ورغم أنها لا تستجيب للحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية ، إلا أنه
وضع عليها أربعة عشر تحفظا ، وذلك لكي ينقل التفاوض حول إشتراطاته ، قبل التفاوض حول
المقترح أو الوثيقة نفسها ، واليوم " أولمرت " ، وبرعاية أمريكية عقد ويعقد سلسلة من
اللقاءات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، حصيلتها حتى الآن صفر بإمتياز ، وهي لا
تعالج أية مسائل جوهرية وإستراتيجية ، مثل الإستيطان وإنهاء الإحتلال ، وإزالة الجدار
، واللاجئين ، ووقف تهويد القدس وأسرلتها ، بل تعالج أمور حياتيه من طراز تمديد فتح
عمل المعابر ، وإزالة حاجز هنا أو هناك ، أو إزالة " كومة " من التراب عن هذا المدخل
أو ذاك ، وحتى هذه الأشياء البسيطة ، سرعان ما يتم التراجع والتخلي عنها ، تحت حجج
وذرائع الظروف السياسية والأمنية ، والزعامة الإسرائيلية التي " أقرفتنا " وأشبعتنا
طحن هواء وخض ماء عن التنازلات المؤلمة والمفاوضات الجادة في سبيل السلام والعملية
السلمية ، فهي عند إزالة أحد " الكرفانات " الفارغة ، أو إحدى النقاط الإستيطانية
العشوائية ، يقيم المستوطنين الدنيا ولا يقعدونها ، وحسب سياسة الباب الدوار
الإسرائيلية يعدون إليها ، ولعل الجميع يذكر أنه في أحد القمم في شرم الشيخ ، والتي
طرح فيها رفع الحواجز والإنسحابات من المدن الفلسطينية ، ما أن إنتهت القمة ، وعلى
أساس أن يشرع في تنفيذ ما أتفق عليه ، كيف حول الإسرائيلين القضية إلى جدل ونقاش
وتفاوض على حاجز العوجا ، ولتنتهي الأمور ، إلى عدم تطبيق أي من بنود ما جرى الإتفاق
عليه في القمة ، وفى إحدى القمم أيضا، وكبادرة حسن نية ، وما أكثر " حسن النوايا "
الإسرائيلية ، والتي يلمس إثارها شعبنا على جلده وأرضه ، قتلا ً وإعتقالا ً ، ومصادرةً
وهدما ً ، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي إطلاق سراح عشرين أسيرا ً فلسطينياً ، ممن تبقى
لهم مدة قصيرة وأحكامهم خفيفة ، وبعد دراسة مستفيضة من " الشاباك " ، والهيئات
والدوائر الأمنية لملفاتهم ، ولكن حتى هؤلاء لم يتم الإلتزام بإطلاق سراحهم ،
والمفاوضات الجادة والتنازلات المؤلمة التي يتحدث عنها ، القادة الإسرائيلين ، هي التي
تمنحهم الأرض والأمن والسلام والتطبيع ، وأن يأتي العرب برؤيا واقعية وعقلانية ، بمعنى
أن ياتي العرب والفلسطينين ، ويقولوا أن الإحتلال " نعمه ، وأن يتخلوا عن مرتكزات
القضية الفلسطينية ، اللاجئين ، القدس ، والقبول ببقاء المستوطنات وضمها الى إسرائيل ،
والتخلي عن المياه ، وحتى المناطق التي يتم الإتفاق على الإنسحاب منها على ، سبيل
المثال ، يقوم المجتمع الدولي بتعويض إسرائيل عنها ، أو تقوم إسرائيل بإسئجارها ،
وبإختصار قصتنا مع المفاوضات طويلة ، والتي يرى البعض فلسطينياً وعربياً أنها الخيار
الوحيد الذي يملكه العرب ، وإذا ما تحدثت عن المقاومه كخيار أو إستراتيجية ، فأنت غير
واقعي ، أو كما يقول المأثور الشعبي " في رأسك ميه عتيقه" أو أنت حالم أو تعيش في زمن
آخر ، والجميع يذكر عندما طلب النبي موسى عليه السلام من اليهود أن يذبحوا بقرة ،
وذلك تكفيراً عن الإنتهاكات والإعتداءات التي حصلت في يوم السبت ، فقالوا له يا موسى
إسأل لنا ربك عن شكل البقرة ، ومن ثم لونها ، ومن ثم ما هيتها ، ومن ثم نوعها ... الخ
، باختصار كانوا يريدون تعجيز موسى عليه السلام ، وأخيرا كلم الله موسى وقال له ، قل
لهم صفراء فاقع لونها ، إذا كانت هذه العقلية والذهنية الإسرائيلية منذ القدم ، والتي
يعبر عنها قادتها حاليا بشكل واضح ، فأنا أجد من الغرابة أن يبني البعض فلسطينياً
وعربياً ، إستراتيجيته على هذا الأساس ، وأن يستمر في طحن الهواء ، أو خض الماء ،
وكأن الماء سيخرج زبداً ، فكم لقاءاً عقد الرئيس محمود عباس مع " أولمرت " وماذا كانت
حصيلتها ونتيجتها ؟ ، وهل جرى أي تقدم على صعيد القضايا الجوهرية للشعب الفلسطيني ؟ ،
أم أن الأمور تراوح مكانها !، بل وتزيد من حالة الإحباط واليأس في الساحة الفلسطينية
، هذه اللقاءات التي ينظر لها على أنها تشكل غطاءاً للسياسات والممارسات الإسرائيلية
، ففي الوقت الذي يجتمعون فيه مع الرئيس عباس ، يواصلون عمليات الإغتيالات والإقتحامات
في الساحة الفلسطينية ، وكأنه مطلوب من الشعب الفلسطيني المحتل ، أن يسكت ولا يدافع عن
نفسه وعن حقوقه ، والجميع منا يذكر المقولات الإسرائيلية بأنه لا مواعيد مقدسه ، وأن
من الصعب تنفيذ أو الإستجابة للمطالب العربية والفلسطينية ، لأن اليمين الإسرائيلي قد
يسقط الحكومة ، والحكومة غير قادره في هذه المرحلة على القيام بخطوات إستراتيجية ،
والحكومه مهدده بالسقوط ، والحكومه قد تضطر للذهاب إلى إنتخابات مبكرة ، وهكذا دواليك
، والعرب والفلسطينيون ، تحت رحمة الحكومة والأحزاب الإسرائيلية ، وينتظرون ويبنون
إستراتيجاتهم ويرهننون قضاياهم وحقوقهم على المجتمع الإسرائيلي وحكوماته المتعاقبه ،
والتي جميعها من أقصى ما يسمى باليسار ، إلى " ليبرمان " و" آفي إيتام " أقصى اليمين ،
لديه خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها أو التنازل عنها ، لا لعودة اللاجئين ، لا لوقف
الإستيطان ، ولا لعودة القدس ، ولا لإزالة الجدار ، وألف لا ولا ، ونحن عربيا
وفلسطينياً ، وحتى لا نتهم ب" الإرهاب " ومعاداة السلام قلنا في القمة العربية الأخيرة
، نعم للمفاوضات ، ونعم للسلام ، ونعم للإعتراف ، ونعم للتطبيع بعد السلام ، وأصبحنا
غير قادرين على قول كلمة لا واحده ، ومن يقول هذا الخيار غير مجدي ولن يوصلنا إلى
حقوقنا ، أصبح كم يشتم الذات الآلهية ، أو أكثر ، فهذا الإنسان يحلم أحلام وردية
وشيطانية ، ولا بد أن يتكيف ويستجيب للمتغيرات الدولية ، والمسألة يا عرب وفلسطيني
المفاوضات ، أننا لسنا ضد هذا الخيار ، ولكن أن نبني إستراتيجيتنا ونرهن حقوقنا لهذا
الخيار ، فهو قطعا لن يوصلنا إلى حقوقنا ، والعالم لا يحترم الضعيف ، والحق بحاجة إلى
قوة ورافع تسانده ، ولدينا من إمكانيات القوة الكثير الكثير ، ولكن المشكلة في عدم
إمتلاك الإرادة ، فهل نصحو ، ونوقف مسلسل المفاوضات من أجل المفاوضات ، ومفاوضات طحن
الهواء وخض الماء؟ أم نستمر في هذا المسلسل الهزلي ونزداد ذلاً وتهميشاً وإحتقاراً من
كل الشعوب والأمم ؟ .


البريد الالكتروني
rasim@shepherdsfieldymca.org












  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :