facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الشباب في أعين أبا الحسين رسائل ملكية وأوراق نقاشية ونهج للحكومات


د.هشام المكانين العجارمة
20-06-2018 02:06 PM

إن المتفحص للأوراق النقاشية لجلالة الملك - حفظه الله ورعاه - والمتابع لحوارات جلالته وشغفه للاستماع إلى نبض الشباب الاردني - الذي لطالما عبر جلالته عن فخره واعتزازه به - ليلاحظ ايمان جلالته العميق بقدرات الشباب ودورهم على إحداث التغيير الذي لطالما نادى به ودعا إليه، إضافة لقناعة جلالته بأن الشباب هم عماد الأمة حاضرها ومستقبلها، وهم فرسان التغيير بهم يكن الأردن الذي نصبو إليه.

إن استهداف الملك للشباب في خطاباته وتوجه جلالته الدائم للقاء بهم واصطحابه لهم في جولاته ومطالباته المتكررة آخرها -بحسب ما ورد في الورقة النقاشية السابعة وأكد عليه في خطاب التكليف الاخير- إلى ضرورة اشراك الشباب في العمل الحكومي ليكونوا صناعاً للقرار الاستراتيجي في جميع المؤسسات أيضاً لهو دليل أكيد على ما ذكرت سابقاً. ومن هنا، فإنه لزاماً على واضعي السياسات وأصحاب القرار الاستناد بجدية إلى رؤى جلالته لتمكين الشباب والاعتماد عليهم ليكونوا خير نصير لوطن جلّه شباب، والاستثمار فيهم يعلو على أي استثمار.

ان الحكومات اليوم مطالبة أكثر من أي وقت مضى لتوجيه الشباب بالاتجاه الصحيح وبناء قدراتهم لتعزيز التنمية المستدامة المعتمدة في أطرها العامة على الاداء والاستثمار الحقيقي بالعنصر البشري. كما إن الاسراع في ايجاد نهج وطني - والذي لطالما كان مطلباً ملكياً عبر عنه جلالته بوضوح في ورقته النقاشية السادسة )سيادة القانون كأساس للدولة المدنية) - لتمكين الشباب وايجاد برامج عملية لهم بات حاجة ماسة خاصة في زمن انتشار الفكر المتطرف، وفوضى السلوك والتعبير والتواصل الاجتماعي، وانتشار المخدرات، وفراغ الوقت، وتحديات الواقع وعدم استقرار المحيط. كما أن الضرورة ملحة لذلك النهج للانتقال بالشباب من دائرة التأثر إلى دائرة التأثير في الحياة العامة ومجالاتها المختلفة وخاصة في مجال التنمية؛ فالشّباب هم قوّة الانتاج، ودفّة التغيير، وعماد الاستثمار الحقيقي، انتقال يُلبي الطموح بتمكين هذه الفئة لجذبهم في صف الدولة وانخراطهم في مؤسساتها، وعلى نحو يعزز قيم الولاء والانتماء الوطني والمشاركة في صنع القرار خاصة ما ارتبط منه بشؤونهم.

إن دعم العمل الشبابي، وتمكين المبادرات، وتشجيع العمل الريادي، ودعم الابداع، وتنمية العمل التطوعي، وإعادة النظر بدور المراكز الشبابية وتفعيل برامجها لتكون البيئة الحاضنة للشباب واليافعين لاشغال أوقات فراغهم وبناء طاقاتهم والاستثمار فيها والتطوير عليها، والعمل على إيجاد فرص العمل والتشغيل، وتحصين دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية وعلى رأسها الأسرة، وإعادة ضبط بوصلة الفكر الديني لينسجم وديننا الحنيف، وإعادة النظر في مضمون الخطاب الديني والرسمي ليكون داعماً وجاذباً لا منفراً وقاصياً، وإعادة النظر في منظومة الواقع الشبابي داخل المؤسسات التعليمية خاصة في أروقة الجامعات لتكون على قدر البناء المأمول في الإنسان الأردني، ودعم المشاركة الحزبية، وتثمين الإنجاز وبناء برامج الدعم والتطوير، وغير ذلك ما هي إلّا برامج عمل على الحكومات وعلى مؤسسات الدولة والقائمين فيها أيضاً الاستناد إليها- إذا ما سعت وسعوا إلى إرساء مبادئ المواطنة وقيمها وتعزيز دولة القانون والمؤسسات، ومثل ذلك لن يتأتى إلّا بإرادة رسمية تدعمها إرادة شعبية وأهلية داعمة لرؤى جلالة الملك.

إن رسائل الملك اليوم وتوجهاته في رعاية الشباب وما يرافقها من مساعي ولي عهده الشاب تشكل خارطة طريق لمن هم مطالبين بضرورة معالجة قضايا الشباب - في مرحلة حاسمة من حاضر الامة، بات الشباب فيها قادة للتغيير - معالجة شاملة تشترك فيها جميع قطاعات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني وعلى نحو يضمن ويتيح أيضاً مشاركة العنصر الشبابي- لكونهم الاقدر على التعبير عن حاجاتهم وفهم مشكلاتهم وايجاد الحلول المناسبة لها- مشاركة تضمن العمل وفق خطط منسجمة في الطرح، ومتناغمة في التنفيذ لتحقيق الأهداف المنشودة. وهذا ما دعت إليه أيضاً الورقة النقاشية السابعة التي أشارت إلى أهمية مشاركة الشباب وتسليحهم بمستوى التعليم المأمول ليكونوا على قدر التحديات، فالاستثمار بالشباب لن يكون ناجحاً إذا ماتم اقصاء الشباب أو تهميش دورهم، كما لم يعد من المقبول هدر الطاقات الشبابية بعيداً عن مصلحة الدولة أرضاً وشعباً وقيادة.

ولعل هذا ما على الحكومات ضرورة الالتفات إليه، كما أن هذا ما على الشباب أن يعوه ويعملوا لأجله، ولعل أول خطوات الاقدام اليوم افساح المجال للعمل وعدم اغتيال الفكر في ظل وصول رسالة الملك للجميع بأنه خلف الشباب عينه عليهم ويده في أيديهم داعماً ونصيرا، رسالة هي بمثابة إرادة ملكية سياسية رسالة جلّ نظيرها على مستوى المنطقة والعالم وما ترافقها من صوت الشباب المسموع في انتفاضاته الوطنية وحراكاته السلمية - التي أرسى دعائمها جلالته الملك عندما طالب جيل الشباب بأن يضغطوا على الحكومات لتغيير السياسات والنهج للأفضل- صوت الشباب الذي لن يعلو في يوم على صوت الوطن وإن علا فلن يكون إلًا للوطن.

نهاية حفظ الله الأردن أرضاً وقيادةً وشعبا





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :