facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




القصة الكبرى والقصة الصغرى


سمير عطا الله
22-06-2018 12:53 AM

القصة الكبرى يعرفها جميع العارفين: ألكسندر بوشكين، أمير الشعر الروسي، لا قبل ولا بعد، قُتل في يوم من 1837 في مبارزة من أجل شرف امرأته، مع متأنق فرنسي. سارت في جنازته الرمزية روسيا برمّتها. ومن أجله، لعن أدباؤها فرنسا. ووقف الراثون على المنابر يودعون، ليس الشاعر، بل الشعر الروسي من بعده.

كان بوشكين يومها في السادسة والثلاثين من العمر، وفي عز عطائه. وكان الأكثر تأثراً بموته على يد عاشق تافه جاء من خارج البلاد ليقتل شاعرها مرتين. الشاعر الآخر ميخائيل ليرمنتوف. يومها كتب قصيدة مطولة، منها: «الرأس الشامخ انحنى اجَرا/ فاضت روحه بالآلام من الافتراءات الحقيرة فانفجرت/ قُتِل / وكل نُواحٍ من بعده عقيم/ اشهدوا الآن أن قنديل العبقرية انطفأ/ وإكليل الغار على جبينه يذوي/ كيف استطاع ذلك اللاجئ الانتهازي الوضيع أن يحتقر أرضنا هكذا».

تلك هي القصة الكبرى التي تراها في كتب الأدب والشعر والتاريخ. لكن لها تابع قد نسميه، إذا شئت، القصة الصغرى. ليس على سبيل الإهانة على الإطلاق، لكنها مسؤولية روسيا التي اعتبرت كل شاعر بعد بوشكين، شاعراً بلا مرتبة عالية.

إذن، أخبرنا جنابك أن السيد ميخائيل ليرمنتوف كان الأكثر تأثراً وألماً على مقتل «شاعر الشرف» بتلك الأداة «الخسيسة».
دعنا الآن، نقفز على طريقة أهل السينما، إلى عام 1841. يقولون إن حياة ليرمنتوف تبلبلت منذ لحظة مقتل بوشكين. القصيدة التي كتبها في رثائه «اعتبرها القيصر إهانة له، لأنها تعرضت لموظفي البلاط. ثم من قصد (بعاشقي الفساد وخانقي الحرية والعبقرية والعظمة)؟ أمر القيصر نقولا بالقبض على ميخائيل، الذي كان يومها في الثالثة والعشرين، وأحد فرسان الحرس الإمبراطوري، وأنزل رتبته العسكرية، ثم نفاه إلى بلاد القوقاز.

إذن، نحن في عام 1841 بعد أربع سنين على مصرع بوشكين. يقع ليرمنتوف في عشق امرأة جميلة. يقع في هواها أيضاً غريم له. يتحدى هذا ذاك إلى مبارزة بالسيوف، وليس بالمسدسات. يجري كل شيء على الأصول الفروسية المفروضة. تتقابل الصدور وتتلاحم السيوف. ولو كان الروس في زمن عنترة:

يخبرك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوغى وأعف عند المغنم!

لم يعفِ غريم ليرمنتوف. وتركه يموت من دون قصيدة كتلك التي كتبها في صاحب القصة الكبرى.

الشرق الأوسط





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :