facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما هكذا تكون الجامعات


د.نبيل الشريف
30-04-2007 03:00 AM

وضع احد مسؤولي الجامعات المحلية يده - من حيث لا يقصد - على أس الداء وأصل البلاء في ما تشهده جامعاتنا الاردنية من عنف واحتقان وتوتر يظهر على السطح في بعض الاحيان ، ويختفي مؤقتا في أعماق مؤسساتنا الاكاديمية الى أن تحين له من جديد فرصة الانقضاض على الهدوء المصطنع والسكينة الزائفة في جامعاتنا.
فقد قال مسؤول الجامعة من منطلق الفخر بخدمة الجامعة لمحيطها المحلي ان النسبة الاكبر من الطلاب هم من ابناء المنطقة ، ومعنى هذا ان طلاب الجامعة ينتقلون من المدرسة حيث لا يرون ولا يخالطون سوى ابناء قريتهم الى الجامعة حيث لا يحتكون الا مع ابناء قريتهم او البلدات المجاورة فقط.
لقد تغيرت الاحوال بشكل كبير ، فقد كنا نتباهى في السابق بأن لدينا طلابا يدرسون في مصر وسوريا والعراق ولبنان «حتى لا نقول الجامعات الاجنبية» فاصبحنا نتباهى الآن بأن جميع طلاب جامعاتنا هم من ابناء بلدتنا والقرى المحيطة بها.. فهل هذه جامعات أم مدارس ابتدائية مكبرة؟ ،
ان الجامعات هي في الأصل ملتقيات حرة مفتوحة للحوار وتلاقح الافكار والثقافات والخلفيات الاجتماعية.. وكلما ازدادت قاعدة التنوع الفكري والاجتماعي في الجامعة ، كلما اصبحت الجامعة أهلا لاسمها اي انها تجمع ما هو مفترق عادة.. أما اذا كانت تجمع ما هو مجتمع اصلا فما الذي يميزها عن المدارس الابتدائية؟ ،
انني اوشك ان اقول ان التوسع في بناء الجامعات الاردنية قد ولّد هذه الآثار العكسية التي لم نكن نشهدها سابقا ، فقد اصبح الطالب يتخرج من مدرسة القرية او المخيم ليذهب الى الجامعة القريبة فلا يتسع أفقه بالتعرف على أناس جدد ، ولا يتعرض لتحديات فكرية واجتماعية تجعله يخرج من اطاره الضيق الى فضاءات فكرية حرة تصقل مداركه وتعمق نظرته للحياة.
لقد كان طلابنا الدارسون في الدول العربية والاجنبية ادوات تطوير وتنمية لمجتمعاتهم.. فهم يعودون ليحدثوا أهلهم عما شاهدوه في الاقطار الاخرى من فكر وثقافة وفنون.. أما الآن فهم يأخذون للجامعات افكارهم الضيقة عن الحياة ويعودون الى بيئاتهم المحلية وقد ازدادت رؤيتهم ضيقا وتعصبا وانغلاقا لأنهم لم يحتكوا الا مع ابناء المحيط اللصيق بهم بكل ما في هذا المحيط من مشاحنات وتوترات.
ان الحل يكمن في العودة الى التوسع في سياسة الابتعاث للخارج ، ومطالبة الجامعات المحلية بتوفير «كوتا» للطلاب القادمين من خارج المحافظة حتى لو اضطرت الى اغرائهم بتخفيض معدل قبولهم فيها. فليس معقولا ان تتحول جامعاتنا الى كانتونات للأفكار العصبية الضيقة في هذا الوقت الذي يتسم بالتلاقي والحوار بين بني البشر في كل مكان.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :