facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في الذكرى الـ 67 لاستشهاد الملك المؤسس


د. فيصل ألغويين
21-07-2018 07:02 PM

حكمت رؤية الأمير/ الملك عبدا لله خلال حكمه في شرقي الأردن/ المملكة ثلاثة أهداف استراتيجية، وهوهيكي :

1- عرش سوريا الموحدة، وذلك لتنفيذ برنامج الأسرة الهاشمية الذي تم وضعه منذ بداية النهضة العربية الكبرى، والذي استند إلى ميثاق دمشق.

2- عرش العراق المتحد مع الأردن، على أن يتم هذا الاتحاد بعد إنجاز الهدف الأول.

3- عرش الحجاز واستعادة مسقط رأسه "مكة المكرمة".

وركّز الموقف السياسي الأردني الذي مثله الذي مثله الأمير/ الملك عبد الله على رفض جميع الاتفاقات والمشاريع الغربية التي كرّست التجزئة، وخصوصاً تلك التي سعت إلى تقسيم بلاد الشام إلى وحدات سياسية متعددة، وقد عبّر عن ذلك بقوله :" سوريا في اعتقادي هي سوريا الصحيحة – سوريا الكبرى- ديار الشام المعروفة بالتاريخ، وليست سوريا التي يتعارف عليها اليوم بمثل ما خطط الاستعمار، وجعلها هذا الجزء من سوريا الشمالية فقط"

ورغم إدراكه لصعوبة الوصول إلى هذه الأهداف، فقد سعى الى تحقيقها مستعيناً بالزمن والصبر، فهو يرى أنه :" إذا كان هناك هدف لا يمكن تحقيقه فانه لا يوجد هناك سبب للتخلي عنه، وأن الزمن قادر على تغيير الأوضاع".

لم يخف عبد الله بن الحسين طموحه السياسي، ولم ير في حكم شرقي الأردن سوى مرحلة مؤثتة على طريق الوحدة السورية الكبرى. وأعتبر وحدة الأقطار السورية الأربعة خطوة مهمة نحو الوحدة العربية، واتصل بالقادة السياسيين السوريين واللبنانيين والفلسطينيين على اختلاف أحزابهم وميولهم السياسية يدعوهم إلى الوحدة، ولما اتهمه أعداء الوحدة السورية بالطمع الشخصي، نفى عن نفسه هذه التهمة، وأعلن استعداده للقبول برأي سكان الأقطار الشامية في نظام الحكم الذي يختارونه، سواء أكان ملكياً أو جمهورياً في رسالة بعث بها إلى فارس الخوري، أحد قادة الكتلة الوطنية في سوريا.

كان الموقف المصري والسعودي ومعظم زعماء الكتلة الوطنية في سورية والحكومة اللبنانية يعارضون مشاريع سوريا الكبرى والهلال الخصيب اضافة الى معارضة بريطانيا. وقد شكك الأمير عبد الله بالجامعة العربية وجدواها، وتعامل معها كأمر واقع، واستنكر نزعة الزعامة وسياسة المحاور التي سرعان ما ظهرت بين الدول الأعضاء، وقد عبر عن موقفه من الجامعة بالقول :" أما الجامعة العربية ومركزها بمصر، فهو أمر خطير للغاية، اسم كبير ودعاية عريضة طويلة، واجتماع ممثلين ليس لهم من الاتصال بالرغائب القومية وسيلة من الوسائل. وكل دولة من دول الجامعة مرتبطة بدولة أجنبية كبيرة لا تمكنها من التصرف خارج الالتزامات المتعهدة بها".

وفي يوم الخميس 19 تموز 1951 أعلن الملك عبد الله أنّه سيؤدي صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، ورغم تحذير سمير الرفاعي للملك من وصول إشارة لاسلكية من السفير الأمريكي في القاهرة تؤكد أن هناك محاولة اغتيال ربما تنفذ في القدس، إلا أنّه أصرّ على المضي الى القدس.

وفي تمام الساعة الحادية عشرة وخمسين دقيقة، وبينما كان يهم بدخول المسجد الأقصى اقترب منه شاب يناهز العشرين لكي يصافحه، وهكذا مدّ الملك يده لكي يصافح الشاب ويتناول منه ورقة استرحام أو مظلمة – كما جرت العادة - وبدلاً من أن يمد الشاب يده، اقترب من وجه الملك، وأطلق رصاصة واحدة، نفذت داخل الرأس. أما القاتل ويدعى مصطفى شكري العشو فقتل فوراً على يد الضابط الخاص للملك عبد الله محمد السعدي.

تعددت الاجتهادات في قضية اغتيال الملك عبد الله، وقد تبين أثناء المحاكمة أن خيوط العملية حيكت في القاهرة عندما كان عبد الله التل لاجئاً سياسياً يعمل ضمن جماعة أمين الحسيني الموجود في القاهرة، فقد وكانت الهيئة العربية العليا تعارض ضم الضفة الغربية الى الأردن، وتسعى الى تأسيس حكومة مستقلة على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية بعد قيام دولة الكيان الصهيوني على أثر حرب 1948، لكن ذلك السعي رفض من قبل الملك عبد الله الأمر الذي أدى الى تشكيل معارضة قوية قادتها كل من مصر والسعودية وسوريا.

وفي مقدمة كتابه "من قتل الملك عبد الله" يؤكد ناصر الدين النشاشيبي أنه بحث لأسابيع وشهور طويلة في وثائق وزارة الخارجية البريطانية، وأنه وصل الى استنتاج مفاده أن الملك عبد الله هو أحد ضحايا الاستعمار البريطاني، وأن مشاريعه الوحدوية كانت مشاريع وطنية صادقة، وكانت سبب الخلاف والتصادم المستمر بينه وبين الانجليز، وأن الرجل كان وفياً لعروبته وإسلامه، وأن الانجليز تآمروا على طموحاته التي كانت أكثر بكثير من إمكانياته، وأنهم أفسدوا خططه، وفعلوا كل شيء لتشويه صورته حتى في أذهان مواطنيه وأبناء شعبه.

وفي ربيع عام 1950 يتحدث الملك عبد الله عن زيارة لمبعوث دبلوماسي بريطاني يحمل تفاصيل المؤامرة التي كشفت عنها السلطات الأردنية، والتي كانت تستهدف الملك. وأبدى عدم اقتناعه باعترافات المتهمين، من أن دمشق وراء المؤامرة، ووصف هذه الاعترافات بالكلام الفارغ. ثم يؤكد أن شكري القوتلي لن يستفيد شيئا من موتي.

وأن المستفيد هو من يتمنى مجيء الفوضى والخراب لهذه المملكة، ليتمكن اليهود من احتلال الضفة الغربية بحجة الدفاع عن أنفسهم، وأن من خطط هو من أزعجهم إلحاح الملك عبد الله بضرورة تنفيذ مشاريع الوحدة مع سوريا، أو الذين يدرون ما يجول بخاطره حول ترتيب أمور الوراثة على عرش الأردن بالاتفاق مع الأسرة الهاشمية في العراق.

ويضيف : "وقد يتمنى موتي "فاروق" الذي يحلم بالخلافة الإسلامية، ويحس أن الأسرة الهاشمية تنافسه على ذلك. أو الذين يظنون بأنني سأهادن اليهود على حدودي الغربية كي أتفرغ لحل مشاكلي على حدودي الشرقية أو الجنوبية ... وتحدث عن مقاومة بريطانيا لكل مشروع طرحه للوحدة مع سوريا أو مع العراق.

وقبل 24 ساعة من الاغتيال يذكر النشاشيبي أن الملك عبد الله حدّثه عن تحذير وصله من السفارة الأمريكية عن مؤامرة معدة لاغتياله، ومكان تنفيذها القدس أو عمان، وأن المخابرات الأمريكية نصحت بعدم سفره الى القدس، وقال الملك للرسول الأمريكي: "وهل تريدون أن أقطع علاقتي مع شعبي، وأن أحبس نفسي في القصر؟ إنني ملك مسلم اؤمن بأن لكل أجل كتاب، وأنه، لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وأن القدس هي البلد الأمين بالنسبة لي وأهلها أهلي....

ويؤكد ناصر الدين النشاشيبي أنه كان في وزارة الخارجية البريطانية ملفان يتعلق أحدهما بموسى الحسيني والآخر بعبد الله التل، وكان من المفروض أن يسمح بالاطلاع عليها بعد مرور ثلاثين سنة على الحادثة، ولما ذهب النشاشيبي بقصد الاطلاع عليها فوجئ بأن أمرا قد صدر من الخارجية البريطانية بإبقاء الملفين مغلقين لمدة 75 سنة أخرى.

ويورد النشاشيبي العديد من القرائن والوثائق التي تؤشر على أنً مخطط الاغتيال كان بريطانياً.

أما علي أبو نوار فيقول :" التقيت بعبد الله التل سنة 1957 في القاهرة عندما لجأت إليها، وتباحثت معه في التهمة التي وجهت إليه، وأقسم لي انه بريء ولا علاقة له باغتيال الملك عبد الله".

ويقول الملك الحسين (رحمه الله) معلقاً على هذه المسالة :" فكّرت دوماً بأنّ مصر كان لها نصيب من المسؤولية في الاغتيال، إلا أنّ جدي كان له فيها كثير من الأعداء، ولقد كانت مؤامرة ترمي الى تفكيك أجزاء الأردن".

كان الملك عبد الله يسير في سياسته على خطى الواقعية والمرونة، وظل طوال حياته ينظر إلى ما هو ممكن وما هو غير ممكن، وإلى أن الوطنية الحقة تحتاج إلى شجاعة معنوية فائقة وإلى نظر بعيد ونفس طويل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :