facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يوم الاستقلال


سميح المعايطة
25-05-2009 06:56 AM

بعض المناسبات الكبيرة والمرتبطة بالوطن واهله تفقد تأثيرها اذا لم نحسن ادارة تقديمها لانفسنا واجيالنا، فالرتابة تجعل من أي مناسبة دينية او وطنية عادة ولحظة مكررة، وربما اصبح تعاملنا عبر سنوات وسنوات مع مناسبة كريمة وعزيزة مثل يوم الاستقلال تعاملا مكررا سواء في الإعلام او حتى في التعامل الرسمي.

وجزء من هذا التعامل لايمكن تجاوزه لكن اجزاء اخرى تحتاج الى تجديد ليس في يوم الاستقلال فقط بل عبر اكثر من مرحلة، فليس الاحتفال بالاستقلال تكرارا لعدد من البرامج التلفزيونية القديمة التي سمع الناس كلامها ورأوا اشخاصها في كل مناسبة وطنية، بل ان بعض المواد الارشيفية بدأت تفقد الوانها من كثرة العرض وقِدَم الإعداد، وهنالك صورة نمطية ليوم الاستقلال تجعله يوما للحكومة او حدثا رسميا لاعلاقة للناس فيه إلا أنه يوم عطلة لم يشملها التقشف في العطلات، لكن ربما نسبة عالية جدا منا لا تعرف المسار الذي تم عليه استقلال الاردن، وما هي المحطات المهمة في تاريخنا وتحديدا في العلاقة مع الاحتلال الانجليزي، وما هي مواقف الاردنيين من شخصيات واحزاب وحتى موقف الملك المؤسس للوصول الى الاستقلال، لأن الأردن من الدول التي لم يكن في تاريخها عمل عسكري للحصول على الاستقلال، ومن هم رجالات الأردن عبر العقود منذ أن كان تأسيس الامارة حتى الاستقلال بل حتى تعريب قيادة الجيش.

نحن والكثيرون درسنا حصة الاستقلال في المدارس لكننا لم نتعلم منها الا العنوان العام وتاريخ الاستقلال، والإعلام عبر العقود لم يبنِ في اذهان الاردنيين قصة للاستقلال ومسارا متكامل المراحل، ولهذا فنحن نقرأ في كل عام مواد ارشيفية ونشاهد افلاما درامية مكررة ونسمع عن البرقيات الرسمية لكننا لم ننشئ في اجيالنا علاقة معلوماتية ووجدانية مع حدث الاستقلال، وهو اليوم الوطني الذي وضع فيه الأردن اقدامه على مسار التخلص من الاحتلال البريطاني.

وما دمنا في ذكرياتنا الوطنية الكريمة فإن هنالك ثغرة كبيرة في الاهتمام بالقضايا العامة وتحديدا المواعيد والايام والاحداث المرتبطة بالدولة الاردنية، ولعل ما تمّ من تدريس لمادة التربية الوطنية في المدارس والجامعات خطوة ايجابية لكنها ليست كل الحكاية فما تزال الثغرة كبيرة.

وهنالك الانتماء والجزء المعرفي والمعلوماتي منه، فقد تبني انتماء او جزءا منه عبر المادة التعبوية مثل الاغاني الوطنية لكن الجزء الاصعب بناء الجانب المعرفي من الانتماء، وكلنا يقر أن ذاكرة أجيالنا خالية من معرفة وعلاقة مع الأحداث المهمة وشخصيات الأردن الصادقة لكننا جميعا ونحن نقر بالتقصير لا نخطو خطوة نحو الحل، ولعل احداثا كبيرة وعظيمة ما تزال ليست اكثر من بضع اوراق لكنها لم توثق في اذهاننا؛ فلم نوثق معركة الكرامة وابطالها في عمل فني متميز، ولم نشاهد مسلسلا عن الشهيد فراس العجلوني مثلا، لكننا عرضنا مسلسلا عن المطربة اسمهان واجيالنا تعرف الحلاق ابو عصام والعقيد ابوشهاب اكثر مما تعرف عن ابطال الكرامة او شهداء باب الواد ولم نوثق مسيرة الاستقلال مسارا واضحا ومكتملا وربما لا يتوفر هذا المسار حتى عند كبار المسؤولين.

لنصنع رباطا معرفيا ووجدانيا بيننا وبين أيامنا الوطنية ولا نعزز الرتابة وتكرار المشاهد التي تفقدها مكانتها الكبيرة والعظيمة.

كل عام وهذا الوطن الكريم وقيادته وشعبه بألف خير، وكلما جاء الاستقلال كانت الحاجة ان نكون جميعا بحجم الوطن وان يكون عطاؤنا فطريا وصادقا مثل ايمان العجائز وحنان الام، فالاردن يستحق منا دائما ان نكون كبارا لا ان يكون الوطن لنا سوقا او منطقة ترانزيت او موقعا وظيفيا او اعطيات.

sameeh.almaitah@alghad.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :