facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التسامح الاسلامي في ظل صراع القوميات


فؤاد الحميدي
28-05-2009 10:21 PM

يعتبر الاسلام اكثر تسامحا من القومية ويسمح بالاندماج، لانه دين مضاد للعنصرية ، وتتجاوز النظره الاسلاميه للانسان القوميه والوطنيه والدوله والامه بمفهومها الحديث ،فالاسلام في نظرته شموليه لا تفرق بين انسان واخر،ويعتبر جميع الناس من اصل واحد، ولهذا استغنى العرب عن انتماءهم القومي لمصلحة الاسلام والتسهيل على غيرهم الدخول للاسلام، وهذا ما جعلهم يخلطون في كثير من المفاهيم والمصطلحات الحديثة مثل الامة والقومية ، حتى ان التيارات الاسلامية هاجمت القومية ،وهذا ما جعلهم يغيبون كقوميات وينكر عليهم انتماءهم لوطنهم وحضارتهم وتراثهم .

فاذا كانت نظرة الاسلام للانسان مستقبليه كونيه انسانيه وروحيه ماديه متجدده تسعى لسيادة الانسان المستضعف الذي اختاره الله سبحانه وتعالى خليفة له في الارض ،الا انه في ظل غياب حكم الشريعة الاسلاميه واصبح من الصعب احياء الخلافه الاسلاميه استوجب على الشعوب القبول والتوفيق بين العقيده الاسلاميه وبين المفاهيم والمصطلحات الحديثه بحيث لا تمس العقيده الاسلاميه بشئ.

نعم ان الاسلام جعل من العرب غير عنصريين نتيجة اسلامهم وسهل عليهم الاندماج مع غيرهم من الشعوب الاسلامية وغير الاسلامية وبالمقابل تنكرت تلك الشعوب لهم ولقوميتهم ،فالعرب تنكرو لقوميتهم لمصلحة لاسلام، في حين غيرهم حافظ على قوميته واسلامه وتنكروا لقوميات العرب لدرجة ان العرب تاهوا بين السراب والحقية في تعريف القومية والامة .فايران مثلا حافظت على قوميتها ودولتها الفارسية وتنادي بالاسلام والال البيت وبانتمائها الى الاسلام وتمكنت من التدخل في القضايا العربية وخاصة قضية فلسطين امام شعوب عربية ضعيفة مفككة الى دويلات متناثرة تتنازع فيما بينها او على الاقل غير متفقة على هدف محدد ،فبدأتايران بالتدخل لمعالجة القضية ، وهذا حقها كدولة اسلامية دخلت من البوابة الاسلامية ، الا ان لايران مصالحها الخاصة التي ترغب في تحقيقها .

وهنا يجب على الانسان العربي ان يميز في العداء بين ايران البلد الاسلامي الذي لها تاريخها في المنطقة وبين اسرائيل التي اغتصبت ارض فلسطين وجمعت الصهاينة من مختلف بقاع العالم لتقيم دولة اسرائيل على ارض فلسطين بعد ان تشتيت شعبها وقتلتهم ومارست كل انواع العذاب بحقهم ، فايران شئنا ام ابينا دولة محورية في المنطقة لها تاريخها وحضارتها سواء كانت فارسية او صفوية او شيعية سميها كما شئت المهم انها دولة لها حضارتها وتاريخها في المنطقة .

وهذا امر مشروع ان يكون لايران شخصيتها القومية ، ومصالحها الخاصة بها لمواجهة ضرورات الحياة شريطة الانفتاح على القوميات الاخرى بحيث لا تاخذ شكل العصبيه التي نها عنها الاسلام ونبذتها المجتمعات الانسانيه وذلك لان العصبيه تحط من قدرة الشعوب وقيمتها ، والانسانيه تكمن في انسانية المجتمع أي عندما يكون الانسان اجتماعيا متفاعلا مع مجتمعه ومع المجتمعات الاخرى وهذا ما نطلبه من المجتمعات الاسلامية الاخرى سواء تركيا او باكستان او غيرها .

والوحده القوميه الناجحه بالمفهوم الاجتماعي التي نسعى لهافي بلادنا لا ترتكز على اساس اللغه واللون والدين والسلاله ، بل انها تبنى على اساس الانسان والارض والدوره الاقتصاديه والاجتماعيه وماينشأ عنها من تفاعلات لتحقيق الاهداف الانسانيه .

فما يجري في فلسطين من جراء قيام دوله عنصريه منغلقةعلى نفسها من ممارسات عنصرية على ارض فلسطين وما يتعرض له الشعب العربي الفلسطيني من قتل وذبح واباده وتشريد وكذلك ما يجري في العراق من ممارسات ووحشيه في سبيل نهب خيراتها والسيطره على المنطقه العربيه ، نتيجة الممارسات الخاطئه وقلب مفاهيم المبادئ والقوانين والاعراف الدوليه لتحقيق اغراض استعماريه واشباع رغبات واهواء شخصيه لعدد من القاده الذين يعانون من امراض نفسيه وانحراف خلقي ، وما تقوم به في كثير من البلاد العربية من ممارسات لا انسانيه ، بعيدة كل البعدعن المصالح المشتركة بين الشعوب بل وحشية وتخلف .

امام قوة ايران واسرائيل وحتى لو افترضنا انهما يتنافسان على المنطقة العربية، اين هي القوة العربية ؟ نعم، اين هي القوة التي يمكن ان تدافع عن هذه المنطقة ؟ بحيث تكون هذه القوة بعيدة عن التاثير الايراني والتاثير الاسرائيلي او من ينوب عنها ، نحن شعب لنا حقوقنا ولنا ارض محتلة من قبل ايران ، كما ان اسرائيل جاءت الى المنطقة وطردت الشعب الفلسطيني من ارضه وحلت محله ، فلا بد من قوة لحماية بلادنا التي تتجاذبها المؤمرات المتلاحقة ، وحتى لو وجدت هذه القوة التي نامل ان تكون، ماذا ستفعل ؟ باعتقادي انها ستقوم بالتفاوض والتحالف مع ايران لايقافها عند حدودها ويكون لها شخيتها ومصالحها ولنا شخصيتنا ومصالحنا وبالمقابل فانه من الصعب الحوار مع اسرائيل لانها لا تعترف بحدود ولا بشعوب اخرى وعلينا ان نحاور اولا دول العالم التي زرعت اسرائيل في المنطقة والتي من الصعب ان تتخلى عنها بسهولة .

نعم، ايران تفتش عن مصالحها فكان لها موقف في دخول امريكا لافغانسان كما كان لها موقف سلبي في العراق وجميعنا بكينا دم عندما اعدم الرئيس الراحل صدام حسين، وكان لايران دور فيما جرى ويجري بالعراق ،ولكن في الوقت الحالي لا مصلحة لنا في معاداة ايران لحساب الصهيونية ولا مصلحة للعرب في معاداة ايران لانه من حقها ان تمتلك مفاعلات نووية .

والسؤال الذي يطرح نفسه ، من كلف اسرائيل ان تقوم بدور الشرطي في المنطقة لتسمح او لاتسمح في امتلاك دول المنطقة الطاقة النووية وحتى السلاح النووي ؟فاسرائيل تمتلك (200) راس نووي وبدعم غربي وامريكي ،فلماذا تخشى سلاح ايران وهي تمتلك اكبر ترسانة اسلحة في العالم ؟جميعنا ندرك ان الحرب على العراق كانت بحجة السلاح النووي في حين كان المطلوب تدمير العراق وتفتيتها لاضعافها لكي لاتبقى قوة في المنطقة غير اسرائيل ، فلو اعترفت العراق باسرائيل لما تم تدميرها ودخول الغزاة الى العراق ونهب خيراتها وقتل علمائها .
اما الشيعة العرب فهم عرب ينتمون الى قومياتهم العربية ولا يمكن ان يتخلوا عنها مهما كان الثمن ،ولكن في ظل دولة قومية عربية قوية ، واقرب هذه الجهات الى ايران هو حزب الله كما يدعي البعض "الشيعي " فهو حزب لبناني عربي اصيل تمكن من تحقيق انجازات عظيمة وانتصارات لا يستطيع ان ينكرها احد وكان ذلك بفضل مساعدة ايران فلو ساعدته دولة عربية قوية في التغلب على مشاكله لما لجأ الى ايران وهذا يقودنا الى التعرف على بعض الحيثيات التي كانت تجري في لبنان .

لقد واجه ابناء الجنوب اللبناني وغالبتهم من الشيعة الحرمان و الويلات نتيجة الهجمات الاسرائيلية ونتيجة العمليات التي كان ينفذها ابطال المقاومة الفلسطينية من ارض جنوب لبنان ونتيجة الاحتلال الاسرائيلي للجنوب ووجود جيش لبنان الجنوبي التابع لاسرائيل ، مما ادى الى الى هجرةالاف اللبنانيين الشيعة الى ضواحي بيروت، وبعد ان اشتعلت الحرب الاهلية اللبنانية كان الضغط على المحاور والضواحي التي كان غالبتهم من الشيعة من ابناء الجنوب ممن لجأوا الى بيروت فدمرت منازلت وحصدت ارواح الكثير منهم حتى ان هجوم اسرائيل على صبرى وشاتيلا كان اغلب الشهداء من اللبنانيين ولم يكن هناك من معين لهم في ظل غياب السلطة في لبنانوعدم اكتراث العرب بما يجري لهم ،فظهرت حركة المحرومين على يد موسى الصدر وتطورت الحركة الشيعية سواء لجهتي حزب الله او حركة امل بالتعاون مع الاحزاب الوطنية والقومية وتمكنت من بناء قوة لا يستهان بها لتحرير مناطق الجنوب من اسرائيل وهذا ما دفعها لان تكون حركات مسلحة وموالية للدولة التي قامت بتسليحها وتمويلها الا انها منتميةالى لبنان .
هذا الامر لا ينفي قومية وعروبة الشيعة في لبنان ، بل هم قوميون اكثر من غيرهم وانتماؤهم الى ارضهم ثابت وتحريرهم لارضهم مشروع ، واصبحوا قوة لا يستهان بها في المنطقة ، والاهم ان لها قيادة حكيمة قادرة على مواجهة التحديات الصهيونية .

ومن هنا كان التدخل الايراني في الصراع مع إسرائيل ، فكان تسليح جماعات المقاومة وهذا امر مشروع للمقاومة ان تملك السلاح، كما انه مشروع لايران ان تقدم لهم السلاح اما، لماذا ايران تتدخل ضد الصهيونية كما اطلق عليها البعضفي اعقاب مؤتمر ''ديربان ''2 في جينيف لمناهضة العنصرية "الردح السياسي" فهذا الامرلا يستثير ويستفز عنصرية الغرب ضد العرب والإسلام، لانهم يميزون بين ايران والعرب ويدركون جيدا ادوار كل من الطرفين ، وهموان عدد من الدول الكبرى الداعمة للعنصرية الصيونية لم تشارك في المؤتمر قبل ان تردح ايران لانهم يدركون الدور الذي تلعبه اسرائيل في المنطقة والاستفزازات التي تمارسها والقتل والتشريد والتمييز العنصري التي تمارس ضد الشعب العربي الفلسطيني ،حيث تمارسه اسرائيل كل انواع العذاب على الشعب العربي الفلسطيني من تعصب وتشريد وقهر وقتل ومجازر ومماطلة في علمية السلام التي تطرحها الدول العربية ، بكل ما في ذلك من خطر مستقبلي على عرب الداخل والضفة وغزة والدول المجاورة وكلها تندرج تحت عنوان ،الممارسات العنصرية.

دعونا نترك الخطاب والخطاب المضاد ونكيل الاتهامات لبعضنا البعض واطلاق الاتهامات في التعامل على حساب قضايانا القومية ، فما علينا الا ان نتنبه مما يجري حولنا وان تكون بايدينا قوة حقيقة الى جانب طرح عملية السلام، لان ماحدث فى غزة ليس إلا نموذجا سافرا على الضعف الذي يجب ان نتخلص منه وان نعي الى ان قضية فلسطين هي قضيتنا الاساسية و المركزية التي يجب ان نعمل من اجلها وان نعمل على قيام دولة فلسطين على التراب الفلسطين وان نعمل على اعادة الحقوق المشروعة للانسان العربي الفلسطيني في ارضه ، يتوجب علينا ان نذكر دائما بخطورة المشروعه الصهيوني العنصري المتطرف على الشعب الفلسطيني وحقوقه وثوابته.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :