facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عندما صُححت مشاهد البرزنتيشن


طاهر العدوان
11-06-2009 04:20 AM

لا اعرف بالضبط, المناسبة واليوم, الذي حضرت فيه احتفالا او مؤتمرا وشاهدت فيه لاول مرة عرضا يُسمى البرزنتيشن, عندما يجلس الحضور ويشاهدون فيلما مصورا عن مشروع لا يزال طور الاعداد حيث يُقدم للمشاهدين فيلم عن ما سيكون عليه بعد تنفيذه.

لقد مر من السنوات ما يكفي للقول بأن كثيرا مما شاهدنا عن مثل هذه المشاريع لم يتحقق على ارض الواقع, وبعضها تحقق جزء منه. وهو مثال على حالة وضع العربة قبل الحصان. فلقد تعودنا, في تقاليدنا الوطنية والعربية, ان نحتفل بحجر الاساس للمشروع الذي عادة ما يكون حجرا في منطقة خالية يقوم بوضعه الملك او رئيس الوزراء, ثم يجري احتفال آخر عند استكمال المشروع, وفي نفس المكان, حيث يُقص الشريط إيذانا بانتهاء العمل. وهنا تكون المناسبة بالفعل حدثا وطنيا وإعلاميا.

يبدو ان ثقافة البرزنتيشن دخلت حياتنا من الباب العريض, فأصبحت عادة وطنية واضافة الى التكلفة الكبيرة لافلام البرزنتيشن التي يعيش على تجارتها, شركات وموظفون وسماسرة, فانها اصبحت تنغّص افراحنا وتشوه مظاهر ابتهاجنا الطبيعية والعفوية.

والفيلم الذي جرى عرضه في ملعب ستاد عمان الدولي بمناسبة الذكرى العاشرة للجلوس الملكي هو مثال على ذلك, فبينما كانت الشوارع في عمان والمدن الاردنية تفيض بمشاعر الحب والوفاء والولاء للملك من خلال مظاهر فرح طبيعية, تتمثل برفع الشباب العلم الاردني على سياراتهم مع صور جلالتي الملك والملكة, وبينما كانت الاهازيج والاغاني تصدح مستنفرة الرجال والنساء والاطفال للوصول الى اماكن الاحتفال على الشارع الذي سيمر به موكب جلالته, فان افضل ما خرجت به اللجنة المنظمة للاحتفال كان مجرد مشاهد مصورة, والحي منها اشبه بما يجري على خشبة المسرح. ولولا لمسات القوات المسلحة ومساهماتها البرية والجوية في الاحتفال لكان ابعد ما يكون عن مضمون المناسبة الوطنية.

هكذا, امتصت ثقافة البرزنتيشن مظاهر الفرح الحقيقي والاحتفال الذي يليق بالمناسبة الكبيرة على ارض الاستاد, فيما كان الفرح والاحتفال والابتهاج النابع من قلوب الشعب في شوارع عمان يحظى بالاهمال من قبل منظمي الاحتفال الذين اشغلوا مشاهدي التلفاز بالمناظر التي تلتقط من الجو ل لل وقصور دابوق الفاخرة وشوارع عمان الخلفية الفارغة, ولم تظهر الجماهير المحتشدة على كاميراتهم إلا اثناء مرور الموكب, اما الكاميرات فكانت منصوبة بطريقة خاطئة ومن زاوية خاطئة في نقل مشاهد مسيرة الموكب الملكي (اسألوا عن ذلك اي مخرج).

كان لا بد من ان يجرى تصحيح, وقد جاء ذلك في الوقت المناسب, ليعيد الاحتفالات الى وضعها وعنوانها الطبيعيين وهو (لقاء الملك القائد بشعبه) في هذه المناسبة الوطنية الكبيرة. لقد جرى بالفعل تصحيح المشهد برمته وذلك عندما قام الملك في آخر دقائق من الاحتفال بالتوجه سيرا نحو جماهير الشباب المحتشدة في الملعب مقتربا منهم بالسلام وتبادل التحية مختلطا بجموع الشباب الذين اندفعوا للاحاطة بجلالته ومحاولة لمسه والاقتراب منه وتبادل الحديث معه والتعبير عن فرحتهم بالمناسبة الغالية.

بهذا المشهد الطبيعي البعيد كل البعد عن ثقافة البرزنتيشن الدخيلة تكللت احتفالات التاسع من حزيران بالنجاح, لانه مشهد ليس فيه حسابات ربح او خسارة, ولا بحث عن منصب او ثناء او الادعاء بموهبة قلّ نظيرها, انه المشهد الذي يمثل جوهر العلاقة الصادقة العفوية بين الملك وشعبه.. بلا حواجز ومن دون شغف باخراج افلام بدل تسجيل مشاهد تاريخية لمناسبة تاريخية.0


taher.odwan@alarabalyawm.net





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :