facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نهارات صادرتها الحرب!

05-05-2007 03:00 AM

.... صديقات أربع نحن, نلتقي كلما سنحت ظروفنا ومشاغلنا,بعيدا عن عوائلنا وأهالينا, نغلق "موبايلاتنا" أولا, ونتخذ زاوية ما, في مكان تختاره إحدانا.
نتحادث ونتسامر, نتجادل ونتكاشف, نبوح بمكنوناتنا, ونفرش أسرارنا.نحصي خيباتنا, ونعدد كم حلم مات في مهده!نمارس طقوسنا في المشروبات والأرجيلة, والطلبات الخاصة في الأكل, وجميعنا يعشق "البطاطا". وأعياد ميلادنا نحتفل بها معا.
نبث مشاعرنا, وما تختلج أرواحنا من مآس تهزمنا, نبكي ونضحك, نتصارح ونتصالح. حقيقيات نحن. لسنا بحاجة لملامح لا تشبهنا, أو أقنعة نضطر لإرتدائها لتخفي ما يعتمل في صدورنا, وكلام ندعيه ولا نؤمن به. هكذا, منذ لقائنا الأول ونحن في السنة الثانية في الجامعة رغم اختلاف تخصصاتنا وجنسياتنا وانتماءاتنا, اتفقنا أن نكون معا...
ربما لأننا مررنا بقصص عشق مماثلة في وقت واحد, وفشلنا فشلا ذريعا في الحفاظ عليها... يقولون:"المرأة التي تفقد حبيبها إمرأة أحبت, والتي تحتفظ به, إمرأة عاقلة, أتقنت فن الحب..." تجادلنا كثيرا حول هذه النظرية, وحققتها احدانا, وما زالت أكثرنا تعقلا, فقد احتفظت بزوجها الذي صادفته في احدى الجلسات العائلية. وأقصد حبيبها, كما تحب أن تقول.
نتذكر جيدا, أن احدانا حاولت الانتحار عندما صدمها بالفراق, وأخبرها أنه مرغم على الزواج من ابنة عمه حفاظا على ثروة العائلة..."حجة للهروب لا أكثر". لم تحتمل الفكرة, ولزمت الفراش أكثر من ثلاثة أسابيع, ورفضت الطعام بحثا عن نهاية مأساوية. وبقينا بجانبها, ومنذ ذلك اليوم, بدأت علاقتنا الحميمية التي تربو عن خمسة عشر عاما, وما زلنا نحب "صبوحة" لأنها تحب الحياة.
همومنا الصغيرة محور نقاشاتنا, وما نراه من تصدع في علاقاتنا الأسرية أو الزوجية يجعلنا في حالة قلق لا نهاية لها. مثلما حدث مع إحدانا عندما قررت رفع قضية "خُلع" بعدما تيقنت أنه لا يعيش تفاصيلها, خصوصا حين فقدت والدها, فلم تحسُه معها, بحجة أن رحلة العمل التي حجز لها لا يستطيع الغاءها, وأدركت أنانيته في حياتها, وخيبتها فيمن اختارته. خسرت القضية, لكنه لم يعد موجودا.
أما الثالثة, تدير حياتها بنفسها, وزوجها -حسبما نعلم- لم يزدها الا وحدة. أنجبت ولدين, وهي المورد المالي والعاطفي لهما, وما زال غريبا عن روحها المتعطشة للدفء. زدنا تماسكا, وأحسسنا أن الأمور لم تعد تحسب كما كانت.
الرابعة, ما زالت تنتظر أن يفاجئها أحد ما, بحكاية جديدة, غير آبهة للزمن, تعيش حياتها عاشقة, معللة:"أن للحلم ولادة أخرى". وروحها لا تنفك تئن منذ أن غادرها من دون كلمة وداع. نحاول أن نقنعها أن الأيام تجري, لكنها مصممة, إذا قلبها لم يدق بعد, فالأولى أن تحتفظ فيه.
نحن -بلا رتوش- حقيقيات...
ألم أقل أن واحدة فقط هي الأكثر تعقلا?!
في الآونة الأخيرة, أصبحت السياسة الهم الأكبر لدينا, سرقتنا هزائمنا الكبرى من أنفسنا, ومواضيعنا.. وصارت الحرب بديلا للحب!! وشعرنا في احدى نقاشاتنا أننا سنخسر, فجنسياتنا وانتماءاتنا متعددة.
اختلفنا الثلاث, والعاقلة بقيت صامتة, استمر الجدال ما يقارب خمس ساعات, وهددت احدانا بقطع صلتها. لتقول صاحبة النظرية العقلية:"ليكن, لقد فعلت السياسة ما لم يفعله الزمن."
صمتنا, وجلسنا ننظر الى بعضنا باستغراب شديد.0





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :