facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ألم وأمل


رانيا اسماعيل
28-10-2018 10:03 PM

بداية أتقدم بالتعازي للوطن ولأهالي من قضوا في هذه النكبة المجتمعية ، فالموضوع ليس بسيط لحجم ما خلفه من خسائر بشرية و معاناة وحسرة الفراق ، علينا أن نترك اللوم والجدال ونسعى للعمل والتعلم مماجرى حتى ترقد أرواح الجميع بسلام . إن منهج الوقاية غير مفعل ، فنحن نصحو ونتجه للعمل والتغيير عند وقوع الكوارث والمآسي فقط ،من وجهة نظري على الدولة في هذه الظروف أن تشكل عدة فرق من أهل الخبرة والكفاءة والدراية والحنكة والإختصاص حتى يتم العمل على عدة مستويات بشكل متوازي . ليس فقط لمعرفة ما جرى وكيف جرى ، فمن الضروري معرفة سبب الحادثة والتي تتعلق سواء بالجسور أو السد أو المكان أو حتى القرارات الخاطئة الذي تسببت بالمأساة ،فالفريق الأول من الممكن أن يضم مختصين من وزارة الأشغال العامة ، ونقابة المهندسين الأردنيين وأهل الخبرة من المجتمع المحلي ، حتى لو اضطر الأمر لطلب خبرات من بلدان أخرى لديها نفس الظروف المكانية التي لدينا، وبالنسبة للسياسات الخاصة بالرحلات والنشاطات المدرسية والجامعية فيجب أن يتم بحثها من قبل فريق من وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي ومدراء من المدارس الحكومية والخاصة، و مرشدين نفسيين وتربويين ،وأهالي الطلبة المهتمين برسم سياسة تضمن مصلحة أبنائهم لوضع إطار وخطوط وتفاصيل لطبيعة هذه النشاطات وشروطها ومدى تأثيرها على الطلاب سواء كانت سلبية أو إيجابية، هادمة أم بناءة بمقاييس وشروط تضمن منفعة الطلاب ولا تعرضهم للخطر.

أما بالنسبة لأهالي الطلاب الذين أبكوا الصخر بموتهم و قضوا بهذه الحادثة (حادثة25 أكتوبر المأساوية) فعلينا دعمهم بكافة الطرق المتاحة من تقديم خدمات إرشادية و نفسية لأنهم بالواقع في هذه المرحلة يعانون من الصدمة ، والتي تتدرج من الأنكار إلى الغضب إلى الحزن والشعور بالذنب وبالنهاية سوف يتقبلون ما حدث بقلوب مؤمنة، وعلينا أن نبتعد عن ازعاجهم بالأسئلة والتفاصيل والتصوير الذي يرهق أعصابهم أكثر وأكثر سواء من خلال ا للقاءات الصحفية أو التلفزيونية، إن الدولة معنية بتوفير فريق يضم شبكة دعم إجتماعي مختص بمجال الإرشاد والدعم النفسي والمساندة الإنسانية حتى يكون تحت تصرفهم في كل الأحوال الآن ومستقبلاً.ويكون جاهز لأي ظرف مماثل لا سمح الله .

وأما بالنسبة للأطفال الناجين من هذا الكابوس المخيف، فهم بحاجة ماسة لفريق يضع برنامج تدخل من الدرجة الأولى والثانية يضم مختصين بمجال الدعم النفسي والإرشادي والتربوي والأهالي والأصدقاء فتأثير الصدمة واضح عليهم و قد يستمر لأشهر ، وإذا لم يتم التدخل سريعاً والتعبير عن مشاعرهم وخبرتهم القاهرة فسوف تتفاقم الأمور النفسية لديهم وتتطور لإضطرابات اكتئابية حادة وقلق مرضي وحالات من نوبات الرعب والذعر والكوابيس المتكررة ، كلما تذكروا تفاصيل الحادثة ، فهم عاشوا لحظات صعبة جداً وغير مفهومة ولا يتقبل حدوثها العقل البشري.
أما ابناء مجتمعنا الكرام والذين يثبتون إنسانيتهم وتكافلهم يوما بعد يوم ، فهو بحاجة ماسة للتعبير عن انفعالاتهم الصادقة وتوترهم وحزنهم ، فالكارثة كانت كبيرة وأثرت على كافة أطياف المجتمع، ونحن مجتمع عاطفي وحساس نتأثر بكافة القضايا، وعليه فكلما عبرنا عن ما بداخلنا وكانت الأخبار تصلنا صحيحة من مصدرها الموثوق ، وانخرطنا بنشاطات ومشاركات تطوعية وشعرنا بأننا نشارك بإتخاذ القرارات التي تخدم الجميع فسوف نخرج من هذه الحالة بشكل معتدل ومتوازن.

أما بالنسبة لإدارة الأزمات فيجب ألا ترتبط بحجم الخسائر المادية أو عدد الضحايا البشرية، فمن المفروض أن ترتبط بحجم التأثير السلبي والألم الذي تتركه على الأفراد و المجتمع، و يجب أن يكون تأثيرها واضح وملموس وقت الحاجة ، فبعض التدخلات عندما تاتي متأخرة فإن تأثيرها لا يحقق الفعالية المرجوة .

وبالنهاية علينا ألا نستخف بأي ثغرة قد نشعر أنها من الممكن أن تؤثر على مصلحة مجتمعناوشبابه وأطفاله ، فأحياناً هناك إشارات معينة علينا ألا نتخطاها بحجة أنها قد لا تحدث، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :