facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عمو الكابتن هاشم .. صفارة الحياة


إيمان العكور
05-11-2018 03:40 PM

على غير عادته كل صباح قبل توجهه مسرعا إلى العمل ..اصر أن يمضي وقتا أطول مع أطفاله..علت الضحكات وهو يحتضنهم بين ضلوعه ..وهم يقفزون فوق ظهره يسرقون لحظات لم يعلموا انها ستكون الاخيرة..!!

طبع قبلات على وجوههم ورسائل حب على قلوبهم..وكان آخر ما سمعه صوت مدللته اديان ذات الأربع سنوات وهي تقول له: بابا ما تتأخر..!!

في الساعة الحادية عشر..تكلم مع زوجته ليخبرها أن الارسال لن يكون متوفرا بعد قليل خلال المغامرة..وانه سيراهم عند المغرب في البيت..!!

لكن عند المغرب...كان هو جسدا مسجى بلا حياة بعد أن تقاذفته سيول الموت التي كانت له بالمرصاد..!!

هذا ما سمعته أمس أثناء زيارتي لبيت عزاء الشهيد هاشم الزيادات العبادي..من زوجة ترفع لها القبعات احتراما لايمانها وصبرها..!

اسم تناقله البعض بعد فاجعة البحر الميت ..

لكن لم يعرف الكثيرون حجم المأساة التي خلفها وراؤه..

ولمن لم يسمع بابن السلط باسم هاشم العبادي ..
اقول لكم..

هاشم الزيادات العبادي/ ابو عمر مدرب رياضي في جامعة البلقاء

يمارس رياضة المغامرة منذ ١٨ عاما..ولديه الترخيص
هو اب لأربعة أطفال
عمر ( ١٢) عاما وعبدالله وليان وأديان
فيما تنتظر زوجة الشهيد مولود جديدا لن يعرف اباه إلا من خلال الصور وروايات بطولته.

وانا انظر في وجوه هؤلاء الأطفال...قرات آلاف الأسئلة التي نعجز عن تقديم أي إجابة لها.. اقساها كان: هل حقا لن نرى بابا بعد اليوم...!!
اخبرتني زوجته أن الاولاد رغم أنهم شاهدوا الجنازة..الا انهم لا يريدون أن يصدقوا..
اما طفلته المدللة اديان...تبكي طوال الليل تريد بابا
ولا تملك ام عمر إلا أن تخفي وجعها ودموعها وتحتضن طفلتها لا تدري ماذا تقول لها...إلا أن بابا مسافر كما يسافر دوما في رحلات المغامرة ..لكن دون ان تكمل الجملة: لكنه لن يعود هذه المرة..!!

ساعتين امضيناها في بيت عزاء الكابتن ابو عمر..
بين زوجة مفجوعة لا تدري ماذا تخبئ لها الأيام..كيف ستكمل الحياة مع خمسة ايتام اطفال دون شريك العمر...!
وبين والدة الشهيد التي ادمى قلبها رحيل طفلها..فهو الأقرب اليها..يسكن في المنزل امامها..تحتسي القهوة معه كل صباح..كيف أصبح طعم كل شيئ مر هكذا..دون أي إنذار...!!
وبين اطفال تارة يلهون امامنا متناسين..وتارة يخفون وجعهم خائفين من المجهول...!!

الكابتن عمر...كما يحلو للاطفال أن ينادوه وعندما فاجأتهم السيول لم يتوانى لحظة واحدة عن القفز في المياه وحماية الاطفال الذين كانوا لحظتها بمثابة أطفاله الذين ودعهم صباحا.. كان بامكانه أن ينقذ نفسه ويعود كما وعد أطفاله لتناول العشاء معهم...فلم تكن هناك كاميرات تصوره أن تقاعس..لم يكن هناك اعلام يطبل ويزمر..كان هناك فقط الاب هاشم..وأطفال وثقوا به عندما خرجوا في الرحلة وكانوا بمجموعته..
لكن قلب الانسان وقلب الاب الذي يعطي بلا حدود هو الذي هب للنجدة ..صراخ الاطفال واستنجادهم بالكابتن هاشم..طغى على اي أصوات أخرى..حتى أصوات أطفاله.
هاشم لحظتها استودع اطفاله عند ربهم..
وقاوم حتى الرمق الاخير في انقاذ خمسة من الاطفال كي يعودوا إلى حضن والديهم..فيما بقي اطفاله بلا حضن اب ..!

هو القدر..يختار لنا النهاية..وللكابتن هاشم
قدره أن يموت شهيدا وان يكون آخر ما يسمعه من كلمات هي عمو الكابتن..شكرا وهو يقوم بتامين الاطفال على صخرة بعيدا عن مجرى السيول..
وبعدها..يستسلم بكل شجاعة للموت
لتاخذه المياه إلى عالم بعيد...!!

من ضمن الاطفال الذين انقذهم الكابتن الشهيد...الطفل عبد الرحمن الحجاج..( ساخبركم قصته قريبا)..
تواصلت مع والده في ساعة متأخرة ليلة أمس لاسمع منه رواية ابنه الذي آفاق من الغيبوبة قبل أيام فقط..
وتعرف على صورة الكابتن... سأل عنه وعن صافرته
وأخبرهم انه كان يصيح: " اصمد يابطل أنت شجاع أنت بطل...انتظرني أنا قادم لانقاذك"...
عبد الرحمن قال" أذكر بأن هذا العمو انتشلني من الماء."

انتشل الاطفال الخمسة...
وترك أطفالا خمسة ايتام...!

عندما سألتها وانا خجلانة أمس ماذا تحتاج..
كدت اموت حياءاً عندما هبت قائلة
"الحمد الله .. لن اساوم ابدا على كرامة زوجي واي من أطفاله.. سيبقى رأسه بغيابه كما بوجوده مرفوعا بكرامة ".
ترفض اي مساعدات رغم أن مشوارها القادم شاق مع خمسة ايتام اطفال..بصراحة ..ام عمر اثبتت ان كرامة الإنسان رغم قسوة الظروف هي الكنز الاعظم..صدقيني الكابتن هاشم يغفو قرير العين لأنك نعم الام والزوجة والإنسانة.
ام الايتام...لديها حلم واحد..

وانا من هنا اوجه رسالة محبة واحترام إلى جلالة ابا الحسين..والد كل الاطفال ..والذي قابل زوجة الشهيد وأطفاله خلال لقاءه مع أسر الاطفال الذين قضوا في الفاجعة ..
اطلب من جلالته التكرم بالأيعاز بشمول اطفال الشهيد البطل هاشم الزيادات العبادي بمكرمة أبناء الشهداء كي يتمكنوا من إكمال تعليمهم في المستقبل...
هذا كل ما ترجوه زوجة الشهيد..وهو ليس بغريب على مكارمكم الإنسانية..!!

رحم الله جميع شهداء البحر الميت





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :