facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ميتون أحياء


د. ماجد الخواجا
07-05-2007 03:00 AM

أيضاً وأيضاً يحدث في الأردن.. ألف ومائة موظف ميتون يتقاضون رواتب تقاعدية.. وألف مدير عام ومستشار بعقود يتقاضى الواحد منهم راتباً بحدود ( 1500-3000 دينار) حلال زلال.. والذي استوقفني هي تلك المقولة لأحد أساتذتي وما أكثر أساتذتي وما أبلدني، ما أكثر آبائي وما أكبر يتمي، ما أكثر مدرائي وما أقل شعوري بالمسؤولية، حين قرأ أستاذي الخبر قال: هؤلاء الميتون قد يكونوا يستحقون هم وأبنائهم تلك الرواتب، لكن ماذا عن الأحياء الذين ينهبون ويأخذون ما ليس لهم.. حقاً قد يكون الميتون يستحقون الرواتب، خاصةً وأن منهم من لا يتجاوز تقاعده بضعة عشرات الدنانير، لكن أن يتم استجلاب واستحضار أولئك المتنفذين والمنتفعين لكي يتم التعاقد معهم بعقود تصل إلى آلاف الدنانير شهرياً، فهذا هو بيت الداء.. والله لا أفهم حتى هذه اللحظة كلّ تلك المسوّغات التي تجعل الأبواب مواربة لكلّ ذلك الفساد والنهب بحجة حاجة الوزارة أو المؤسسة لخبرات هذا أو هذه العبقرية الفذّة النادرة بحيث وصل الأمر إلى تعيين بعض المستشارين من أفراد حديثي التخرّج وبرواتب تفوق ما يحصل عليه الموظف الذي قضى عشرات السنين في ذات المؤسسة.. لقد آن الأوان لوقف هذا النزيف والهدر والنهب، لأن جميع الوزارات والمؤسسات يفترض أن تكون قادرة على إيجاد القيادات المؤهلة فيها، أما أن يبقى الحال بأن أصبح هذا الباب مجرّد أداة للتنفيع والاستنفاع لهذا المتنفذ أو ذاك، فيما تصرّ الحكومة على تقيّد والتزام صغار الموظفين بالترشيد كأن يستخدم الورقة أو القلم من طرفيه، لست أدري كيف سأقتنع وسأقنع الآخرين بجدوى ومصداقية كلّ ما ننادي به ، عندما أكون قد لمست وشاهدت كلّ أنواع السحت والسرقة المغلفة بالمشروعية، ماذا أقول لأبنائي عندما يسمعون عن القبض على فاسد بمستوى مستخدم فيما لا يسمعون إلا عن العصامية والنزاهة والأيادي البيضاء لكلّ المتنفذين الذين يعرفهم رئيس الحكومة لكنه لا يجد منفذاً لمساءلتهم.. ماذا عن الحد الأدنى للأجور والذي يصاحبه الحد الأدنى للقبور.. حقاً صدق من قال بأن هناك شيئان لا يمكن إخفائهما: موت الغني وفضيحة الفقير.. أما فضائح الأغنياء فهي إنجازات علينا أن ندرسها في مناهجنا لا لكي نحتذي بها وإنما لنأخذ العبرة والحكمة عن هؤلاء الفرسان الأشاوس الذين يعرفون كيف يأكلون وينكرون.. كيف يقبضون ويهربون.. كيف يحشون ويفرغون.. كيف يتنازلون لمجرّد امتطاء رقابنا.. كيف يتساهلون في قبول إدارتنا وقيادتنا.. كيف يوافقون على عقد الصفقات والعمولات والتسهيلات والعطاءات..
إنهم باختصار يتنازلون كثيراً عندما يوافقون على مجرّد أن نشاركهم هذه الأرض وهذا الهواء.. فشكراً لهم وسحقاً لنا..

E-mail:majedkhawaga9@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :