facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مشروع الدولة الثقافي


د. محمد عبدالكريم الزيود
10-12-2018 06:59 PM

ليس ترفا أن نسأل عن مشروع الدولة الثقافي ، في ظل غياب للهوية الوطنية الأردنية والتي تعتبر البوصلة الحقيقية لروح الدولة ، والتي برأيي غير خاضعة للتفاوض أو البديل ، وتنعكس على المنتج الثقافي حتى لو كان الأثر الإنساني هو الأصل ، لكن الهوية الوطنية تمنحه البصمة المختلفة والتي لا تتشابه مع الآخرين .

يلتمس الكثيرون حالة من الضياع ربما نتيجة لحالة التشظي للعمل الثقافي المؤسسي وإبتعاد للهوية الجامعة وسيادة الهويات والولاءات الفرعية الآخرى في المجتمع .

مشروع الدولة الأردنية الثقافي الذي تشكل مبكرا كان في الستينات وبداية السبعينات يحمل مشروع بناء الدولة ومقاومة الصهيونية ومشاريعها ، وقاده آنذاك الشهيد وصفي التل لذا ظهرت مشاريع الإعتماد على الذات ومشاريع معسكرات الحسين للشباب وبناء الجامعة الأردنية والتلفزيون الأردني وإنتاج الدراما وأغاني أردنية والتركيز على الكلمة والموسيقى .

إن التنوع السكاني والديموغرافي والحضاري ( بدو ، ريف ، مدن ومخيمات ..) يعكس تنوعا ثقافيا ، وهذا يقودنا إلى تكامل المنتج الثقافي وليس التشابه شرطا ، وسيكون غنيا بكل ألوان الإبداع التي توثق المكان والإنسان .
يحتاج مشروع الدولة الثقافي أن يؤمن به الجميع ويساهموا في صناعته ، يرتكز على الثوابت الوطنية ( العرش ، الجيش ، الوحدة الوطنية ) ويتشكل من إحترام الحريات والقيم الإنسانية المجتمعية ويحافظ على العقائد الدينية ويدعو للتسامح والعدل والمساواه ، وهو السبيل نحو مكافحة الأفكار الهدامة والتطرف والفكر الضال ، خاصة بين الشباب الذين ينجذبون نحو أي مشروع ثقافي بديل في ظل غياب مشروع الدولة .

لا ننسى دور المؤسسات الثقافية سواء الحكومية أو الخاصة في بناء المشروع الثقافي وأن يكون عنصر التكامل هو السائد وليس التنافس أو التشابه والنسخ المكرر ، وأن تمنح المحافظات دورا فيه ، نحن بحاجه لجذب الطاقات الإبداعية في الأطراف والمناطق المهمشة والفقيرة ، وأن يتسع للمرأة والطفل والموهوبين أيضا.

الشباب الذين يلجؤون للشارع فقدوا الأمل بالمشاريع القائمة ، تجذبهم شعارات مكافحة الفساد والتهميش وضعف الخدمات الحكومية ، هم جيل الإنتظار الذي جرفهم الفقر والبطالة وتبخرت أحلامهم ، واليوم يحاكون لتجارب دول أخرى تجعلهم أقرب إليهم من دولتهم الأم .

نحتاج اليوم لمشروع الدولة الثقافي ويضع الجميع أمام البوصلة الوطنية الوحيدة والتي ستوجه نحو مستقبل الأردن الذي نريد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :