هيلين توماس: عميدة صحافيي البيت الأبيض .. عاصرت 10 رؤساء من كيندي إلى أوباما
07-08-2009 06:02 AM
عمون - في كتابها «الصف الأول في البيت الأبيض: حياتي وأوقاتي» ذكرت هيلين توماس عميدة صحافيي البيت الأبيض أن والدها، جورج، هاجر إلى أميركا سنة 1892، قبل ثلاثين سنة تقريبا من ولادتها. كان عمره سبع عشرة سنة، ويحمل في جيبه «بضعة سنتات وكيسا فيه ملابسه، وكتاب صلاة مسيحية باللغة العربية». في وقت لاحق، استقر في ولاية كنتاكي مع أقارب له، وبدأ يبيع الخضروات والفواكه والحلوى والسجائر بعربة يجرها حصان، وتجوب الريف الأميركي.
مثل بعض المهاجرين، تردد في البقاء في أميركا، وعاد إلى لبنان حيث تزوج «ماري» اللبنانية، وأنجب البنت الأولى «كيت». ثم غير رأيه مرة أخرى، وعادا إلى ولاية كنتاكي حيث أنجبا هيلين وبقية إخوانها وأخواتها ، وفي كتابها، قالت هيلين إنها لا تتذكر متى قررت أن تكون صحافية، لكن «ذكرت لي صديقة الطفولة، ليلي شيغيرت، أن عمري كان اثنتي عشرة سنة عندما قلت لها إنني أريد أن أكون صحافية».
بعد سنوات قليلة، في المدرسة الثانوية، نشرت أول تقرير في «انديان»، جريدة المدرسة. وتذكرت في وقت لاحق في كتابها: «أصابتني رؤية اسمي في الجريدة لأول مرة فخرا، واستعلاء. وشعرت أن حبر المطبعة التي كانت تطبع فيها الجريدة صار يسير في دمي».
وعندما انتقلت إلى ديترويت للدراسة في جامعة وين، عملت في جريدة الجامعة. وفي سنة 1943، قبل عشرين سنة من ميلاد أوباما، انضمت إلى وكالة أخبار «يونايتدبرس»، وعملت فيها أكثر من ستين سنة. (مؤخرا، انتقلت إلى وكالة هاريس، والآن، تمثلها في البيت الأبيض).
عندما جاءت إلى واشنطن، ولعشرين سنة، كانت تغطي أخبار واشنطن المحلية. وفي سنة 1960، عندما ترشح السناتور كنيدي لرئاسة الجمهورية، طلبت منها الوكالة أن تتابع حملته الانتخابية في واشنطن. ثم طلبت منها أن تتابع الحملة خارج واشنطن. وعندما فاز كنيدي، طلبت منها أن تكون مندوبة الوكالة لأخبار البيت الأبيض.
كانت تلك نفس السنة التي ولد فيها أوباما.
لأن هيلين، في ذلك الوقت، كانت الصحافية الوحيدة في غرفة المؤتمرات الصحافية في البيت الأبيض، اقترح عليها زملاؤها أن تختتم كل مؤتمر صحافي للرئيس كنيدي بعبارة «ثانك يو مستر بريزيدنت» (شكرا السيد الرئيس). ومنذ ذلك الوقت، وحتى الأسبوع الماضي، عندما عقد الرئيس أوباما مؤتمرا صحافيا، أنهت هيلين المؤتمر بنفس العبارة.
وظلت هيلين تحتل نفس المقعد في قاعة المؤتمرات الصحافية. (قبل سنوات، صار مقعدها «مقعد شرف»، وحفر اسمها فيه).
وظلت تجلس في المقعد قرابة نصف قرن. عاصرت خلاله عشرة رؤساء، من كنيدي إلى أوباما: جونسون، نيكسون، فورد، كارتر، ريغان، بوش الأب، كلينتون، بوش الابن.
كانت أول صحافية رافقت نيكسون عندما زار الصين لأول مرة، بداية لاعتراف أميركا بها. وأول امرأة ترأس اتحاد مراسلي البيت الأبيض. وأول امرأة ترأس نادي الصحافة الوطني في واشنطن.
يوم الثلاثاء، عندما فضل أوباما عيد ميلادها على عيد ميلاده، وقدم لها كعكة، وغنى لها «هابي بيرثداي تو يو»، كان أيضا يريد إذابة جليد في علاقتهما. رغم أن هيلين رحبت بفوز أوباما برئاسة الجمهورية، ورغم أنها ناكفت الرئيس السابق بوش، خاصة بسبب تأييده القوي لإسرائيل، مثلما لم يناكفه زملاؤها وزميلاتها، أحس أوباما بحرج عندما سألته، في أول مؤتمر صحافي، عن إسرائيل. سألت: «لماذا تتحدث عن قنبلة إيران النووية، ولا تتحدث عن دول أخرى في المنطقة تملك أسلحة نووية؟» (لم تشر إلى اسم إسرائيل). لكن، رفض أوباما أن يجيب عن السؤال خوفا من أن يشير إلى إسرائيل. (هذا موضوع محرم وسط السياسيين الأميركيين).
توتر أوباما، ليس لأنه لا يعرف الإجابة، ولكن لأنه أحس أن هيلين تريد إحراجه وهو في البداية. لكن، قالت هيلين إنها لم تقصد ذلك، وأن «التقاليد الصحافية» تسمح لها أن تسأل السؤال. في الشهر الماضي، توترت علاقتها مع أوباما مرة أخرى، عندما عرفت انه دعا صحافيا معينا لحضور مؤتمره الصحافي ليسأله سؤالا معينا عن موضوع معين. وقالت هيلين إن «التقاليد الصحافية» لا تسمح بهذا.(عن الشرق الأوسط - محمد علي صالح)