facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ثلاثة صواريخ من طراز هاشمي


د.خليل ابوسليم
07-08-2009 03:05 PM

المكان: عرين الأردنيين وعنوان عزهم وكرامتهم، وصمام أمنهم وأمانهم الأخير، القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، بما تمثله من عز وشموخ وإباء، عانق حدود السماء، لتحقيق الحرية والكرامة لأبنائه الشرفاء.


الزمان: ذلك الوقت الذي غيب فيه الحكماء، وتخلى فيه من يسمون أنفسهم برجالات الدولة وساستها عن القيام بالأدوار المنوطة بهم باستثناء تعاليهم على الوطن والمواطن، وبعدما سجلت جميع السلطات فشلها في التعبير عن نفسها، فكيف بها ستعبر عن أحلام المواطنين الأحرار وتقف إلى جانبهم!!


المتحدث: ملك عربي هاشمي شاب، بادل شعبه حبا بحب ووفاء بوفاء، آمن بوطنه وقضايا أمته قولا وفعلا، جريء في الحق، أوجز فاعجز، عندما عجز رجال الدولة ومنظرو السياسة في الأردن الحديث، عن الوقوف في وجه الأخطار التي تهدد استقرار الوطن والمواطنين.


المناسبة: توجيه وإعادة تقويم- وليس تقييم- لمسيرة بدأت تأخذ منحى لم يكن في البال أو الخاطر على يد رجالات من كرتون يهربون من ساحة الوغى عند اشتداد الخطوب، ولا يجتمعون إلا لاقتسام الغنائم، استمراره يؤدي إلى تشرذم الأمة وتقطيع أوصالها.


الرسالة: مضمونها وحدة الوطن وصون أمانه واستقراره، ودرة سنامه المواطن، فيها من الكثير المثير، ما تعجز عنه عقول أشباه الرجال وأشباه الكتاب وأنصاف مقاولي السياسة عن الاستيعاب والفهم، فكيف بالتطبيق!!


التعليق: لا كلام بعد كلام الملك، ثلاثة صواريخ من طراز هاشمي ( كفى، عيب وحرام ) خارقة حارقة أطلقها شريف العرب من منصة الإطلاق في القيادة العامة- شعبة القيادة والتوجيه والسيطرة- لتنفجر في أحضان الحكومة والنواب والإعلام ومن خلفهم صالوناتهم السياسية، لعجزهم عن التصدي لما يراد بهذا البلد الآمن المطمئن إلى قيادته.


ما جاء في خطاب الملك واضح وضوح الشمس في كبد السماء، عندما بعث جلالته بالعديد من الرسائل التي تهم الوطن والمواطن على الصعيدين الداخلي والخارجي وبالتالي فهي ليست بحاجة إلا إلى ترجمة من قبل السلطات المعنية على ارض الواقع، وان التشخيص لما ورد في الخطاب الملكي كان سببه الأول عدم قيام تلك السلطات بمسؤولياتها تجاه الوطن والمواطنين، الأمر الذي استوجب التدخل الملكي في اللحظة الحاسمة، لأننا ما تعودنا من ملوك بني هاشم إلا انحيازهم لوطنهم وأمتهم وتدخلهم المباشر للتصدي لكل ما يراد بهذا البلد وأحراره الشرفاء، ومن هنا كان الحسم الملكي وتوجيه تلك الرسالة بالنظر لما يعانيه الوطن من شح في الإمكانات المادية وقصور في الأدوات البشرية المتمثلة في الرجال الأوفياء.


لقد أشرت سابقا وبوضوح لا يقبل اللبس، مثلما أشار غيري الكثير من الكتاب غير المسيسين-في مقالات سابقة- إلى العديد من مواطن الفساد والضعف والخلل في مفاصل الدولة بأسرها، مثلما أشرت أيضا إلى أن الخطر الأعظم يكمن في الداخل، ولأن صوتنا غير مسموع وما نحن إلا أغرارا لا زلنا نحبو في عالم السياسة والكتابة والتشخيص في نظر البعض، لدرجة أن البعض اعتبرنا دخلاء على الوطن وقالوا فينا ما لم يقله مالك في الخمر، لذلك تم تجاهلنا ولم يعرنا احد انتباها أو اهتماما لأننا لا ننتمي إلى طبقتهم المخملية وما زلنا نلتحف الخيش، حيث لا صالونا يجمعنا بهم ولا مصلحة لأحد منهم لدينا، وليس مطلوب منا سوى نثر الرمل في طريقهم وفرش السجاد أمامهم والتصفيق لهم وإيجاد المبررات لأخطائهم.


والمؤلم المحزن في آن معا، أن من صلبوا المواطن وذبحوا الوطن من خلال انتمائهم لمصالحهم الخاصة هم من يتنادون الآن للتباكي عليه والمطالبة بحقوقه التي يرون أنها لا يمكن أن تمر إلا من خلالهم باعتبارهم المنقذ الأعظم.


إلى هؤلاء نقول، أين كنتم خلال الفترة الماضية؟ ولماذا إنكفأتم على أنفسكم؟ أم أن القطة أكلت ألسنتكم؟ أما علمتم أن الساكت عن الحق شيطان اخرس؟ الم تكونوا انتم جزءا من تلك الصالونات التي أدمت قلوب المواطنين؟ لا بل إن تلك الصالونات ما هي إلا إحدى صنائعكم ومن اكبر كبائركم، ثم لماذا الآن وبعد تصريحات سيد البلاد تحاولون إظهار أنفسكم بموقع المتباكي تارة والحريص ثانية والمظلوم ثالثة؟ أم تعتقدون أن تلك الرسالة موجهة للمواطن المغلوب على أمره؟


لا يا سادة، لا يا جهابذة، دققوا جيدا في مضمون الرسالة، ستجدونها موجهة إليكم انتم وحدكم حصرا وبلا استثناء، فانتم من امتلك تلك الصالونات بقوة مواقعكم التي تقلدتموها في وقت أفقدتم فيه المواطن حتى صالون استقبال ضيوفه، وأجلستموه حتى بلا حصيرة، انتم من أذكيتم نار الفتنة والفساد لتحقيق مآربكم الخاصة من خلال منابركم الخاصة، واستقطابكم لبعض المأجورين في الإعلام، وانتم من تسيدتم مواقع القرار يوما وعثتم ذبحا وتشريدا في الوطن والمواطن بسياساتكم الخرقاء، ثم ألستم انتم من انبرى لعقد الندوات والمحاضرات لتقدموا فيها رؤيتكم وحكمتكم وموعظتكم الحسنة بعدما أوشكت شمسكم على الأفول؟


كفى يا سادة يا أشاوس، كلمة تحمل معان ودلالات كثيرة وكبيرة، وهي ليست موجهه للمواطن في ريفه وبواديه ومخيماته الذي لا حول له ولا قوة، بل إليكم انتم يا أصحاب القرار الذين تاه قراركم وفقدت بوصلتكم القدرة على التوجه نحو مصالح الوطن، بعدما وضعتموه رهنا لأجندتكم الخاصة.


ولكي أكون منصفا فأنني اعترف بأنني سوف أكون ظالما إذا اختزلت ما ورد في الخطاب الملكي بكلمات عدة لا تفيه جزءا بسيطا من حقه، حيث تحتاج تلك الرسالة إلى مؤلفات كثيرة وترجمات كبيرة على ارض الواقع، لكن ذلك لا يمنع من أن أقف على مفصل مهم من مفاصل تلك الرسالة، وهو لماذا جاءت في هذا التوقيت ومن على هذا المنبر؟


الإجابة على ذلك هي من ضمن سياق الرسالة نفسها، وهو العجز الكامل للسلطات الرسمية في الوقوف إلى جانب الوطن والمواطن وانشغالها بمعارك جانبية جعلت البعض يستأ سد- داخليا وخارجيا- على الوطن والمواطن في ظل الغياب الواضح لمن يسمون أنفسهم برجالات السلطة الذين صنعوا لأنفسهم صالونات خاصة لا تنطق إلا باسمهم وبما يجول في خاطرهم، وبعد انشغال الكثيرين منهم في السطو على مقدرات الوطن والمواطن مما ممكن البعض من الولوج إلى خاصرة الوطن وطعنه في صميمه، أما من حيث المكان فهو تذكيرا للبعض بأن هناك قوات مسلحة أردنية قادرة على التصدي للمخططات الخارجية والدفاع عن الوطن وأمنه وكينونته.


وعلى ذلك، فان المطلوب من الأدوات تلك، هو مراجعة أجندتها وتحديد موقفها الصريح بدون مواربة والى أي جانب ستنحاز، هل هو إلى الوطن والمواطن أم إلى مصالحها الخاصة، مثلما هو مطلوب منها إفساح المجال أمام الدماء الجديدة لتقديم ما لديها من إبداعات في خدمة الوطن والمواطن بدلا من التفنن في ذبحه ثم البكاء عليه.

هل وصلت الرسالة؟

kalilabosaleem@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :