قبل سنوات وعندما أتيت الى دولة الامارات للعمل فيها , شعرت كثيرآ بالغربه وكان أكثر مايزيدني هذا الشعور هو أنني كنت متعودآ صباح كل يوم قراءة الجريده والإطلاع على أخبار الاردن من محافظات وقرى وبوادي ورياضه ووفيات وسياسه واقتصاد وكانت الجريده بالنسبة لي فرض وواجب , وعندما سألت كيف يمكنني أن أحصل على جريده اردنيه يوميه أحد الأصدقاء أخبرني بوجودها في أماكن معينه ولكن أخبار بايته بمعني ستشتري اليوم جريدة أمس , وتوافرها ليس بشكل يومي فيوم أشتري وثلاثه لا , ولكن مع انطلاق الصحافه الالكترونيه أصبحت أشعر بأنني في الاردن فعلا وأعرف ما لا يعرفه الكثير المتواجدين في الاردن لكثرة تصفحي حيث كنت وما زلت من رواد وكالة عمون الإخباريه , فكل ساعه أجد أخبارآ جديده وفارق التوقيت مع الاردن كان يجعلني أكون على علم بكثير من الأخبار صباحآ قبل الأردني المقيم بالأردن وهنا تبرز أهمية الصحافه الالكترونيه .

فللصحافة الإلكترونية أهمية بالغة في حياتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية وفي جميع نواحي الحياة، وقد تطورت تكنولوجيا الاتصالات بشكل هائل نتيجة التطور التقني وانتشار المعلومات بسرعة فائقة استطاعت أن تعبر القارات وتتخطى الحدود.
وقد ظهرت الصحافة الإلكترونية وارتبطت مباشرة بعصور ثورة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، وليصبح المشهد الإعلامي والاتصالي الدولي أكثر انفتاحاً وسعةً حيث أصبح بمقدور من يشاء الإسهام في إيصال صوته ورأيه لجمهور واسع من القراء دونما تعقيدات الصحافة الورقية وموافقة الناشر في حدود معينة، وبذلك اتسعت الحريات الصحفية بشكل غير مسبوق، بعد أن أثبتت الظاهرة الإعلامية الجديدة قدرتها على تخطي الحدود الجغرافية بيسر وسهولة، ليبرز لدينا السؤال المهم، هل من الممكن أن تحل الصحافة الإلكترونية يوماً بديلاً عن الصحافة المطبوعة أم منافساً لها؟

إن في ثورة المعلوماتية فرضت الصحافة الالكترونية نفسها على الساحة الإعلامية كمنافس قوي للصحافة الورقية، والمتابع للدراسات التي تنشر حول مستقبل الصحافة الالكترونية يمكنه أن يؤكد أنها قادمة بقوة، وعلينا الاعتراف بأهميتها، هذا لا يعني أنها سوف تقلل من أهمية الصحافة الورقية، وإنما هى تعمل على إثرائها. والمتخصصون يؤكدون أن المستقبل لهذا النوع من الصحافة، وفى اعتقادي أن كل القائمين على رئاسة تحرير وإدارات الصحف الورقية فى منطقتنا العربية مؤمنون بأهمية الانترنت كوسيلة إعلامية، وإلا لما تسابقوا على إطلاق نسخ إلكترونية لصحفهم، ولقد استغلت الصحف الكبرى عربية وغربية مواقعها الإلكترونية لتزيد من حيويتها وتأثيرها ودورها الإعلامي وحجم انتشارها و مواردها المالية، ومبرر الاهتمام بسيط للغاية، وهو أن الصحافة الإلكترونية أصبحت آلة اقتصادية ومالية ضخمة .

وحتى نسلط الضوء على الفرق بين الصحافة الورقية والالكترونية نقول أن كل وسيلة إعلامية تتميز بأدواتها وبجمهورها... فالنشر الإلكتروني موجه لشريحة عريضة تتعامل مع الإنترنت وتعتمد عليه إلى حد كبير للحصول على المعلومات، كما أن الصحافة الإلكترونية واكبت أدواتها الجمهور المتفاعل أو ربما هي التي أوجدت هذا الجمهور لتلغي مفهوم الجمهور المتلقي... وقد أثرت هذه الخصائص التفاعلية التي ازدهرت في عصر الإنترنت على الصحف الورقية التي أعادت حساباتها، وبدأت تولي اهتماما كبيراً بفتح مجالات تفاعل مع قرائها.


كما انه يجدر الإيضاح أن الصحافة الالكترونية هي نخبوية في المقام الأول، لكنها مع تقدم التقنية سوف تصبح شعبية، بالنظر لتزايد المتعاملين مع النت والتطور السريع في شبكة المعلومات، أما ما تمتاز به الصحافة الالكترونية هو سرعة المتابعة للحدث في أي مكان وزمان، متابعة إخبارية بالوصف والصورة، وتحديث معلوماتها على مدار الساعة، وهذا ما حدا بكثير من الصحف القوية إلي وضع نسخها الورقية على الشبكة العالمية للمعلومات - الانترنت -


ربما هناك ميزة أخرى وهي أن باستطاعة الصحيفة الالكترونية تقديم وجبة من الأخبار والتعليقات والمقالات والآراء، من خلال إعادة نشر مقالات من عدة مصادر من وكالات الأنباء والصحف والمحطات الفضائية، وهي بهذا تقدم خدمة من عدة مصادر لتكون في وعاء واحد، وبهذا يتم توفير الوقت والجهد في الاطلاع والمتابعة، ولعل بث الأخبار المحلية والعالمية في مجالات الاقتصاد والتقنية والصحة، من خلال المراسلين الميدانيين أمر أكثر سرعة من الصحافة الورقية، كما ان المتابعة لتحديث ما يستجد أمر بالغ الأهمية.

وهنا فإن القارئ للصحافة الالكترونية أكثر تفاعلا مع ما ينشر أو يبث، وذلك من خلال إبداء الرأي والتعقيب مباشرة مما يمكن الصحيفة من معرفة اتجاهات الرأي، ولهذا فقد لجأت بعض الصحف إلي هذا النهج .




كما أن أهم ما تتميز به الصحافة الالكترونية امتلاكها عوامل جذب وإبهار متعددة، فهي تتيح للمتصفح استخداما أكثر من حاسة في نفس الوقت إذ بإمكانه عبر ضغطة زر (القراءة والمشاهدة والاستماع).

والسرعة في تلقي الخبر العاجل إضافة إلى الصورة المصاحبة له وفيلم الفيديو الذي يعزز في كثير من الأحيان الخبر.

و إمكانية حدوث تفاعل مباشر بين القارئ والكاتب من خلال التعليقات التي يتلقاها الكاتب والصحفي على ما يطرحه من مواد(مقالات - تحقيقات - قضايا...الخ)

وما يميز الصحافه الالكترونيه هو اتساع رقعة القراء فى كل أنحاء العالم, كذلك تعتبر صحافة حية تتفاعل مع الأحداث في التو واللحظة أينما كان الحدث.

لكن في النهايه نستطيع القول وبرأيي الشخصي أن الصحافه الالكترونيه منافسه الى حد كبير للصحافه الورقيه ولكن لن تكون بديلآ عن الصحافه الورقيه ومع مرور الأيام ستصبح الصحافه الالكترونيه والورقيه مكملتين لبعضهما وستجد الكثير يتصفحون ورقيآ والكترونيآ في نفس الوقت كما هو الآن ينهي من التصفح الكتروني ويقوم بشراء الصحيفه الورقيه او العكس .

مع تمنياتي لوكالة عمون والقائمين عليها التقدم والنجاح أكثر وأكثر