facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إلى بواسل القوات المسلحة ونشامى الأجهزة الأمنية


د.خليل ابوسليم
12-08-2009 12:36 PM

عندما بدأت رحلتي مع الكتابة الصحفية من على هذا الموقع، أخذت عهدا وموثقا على نفسي بان أكون جنديا من جنود القائد المخلصين لوطنهم الملتزمين بقضايا أمتهم مهما كلفني ذلك من ثمن دفعته وما زلت، وان لا أقبض مقابل تلك العهود والمواثيق لان في ذلك تساو مع بعض المرتزقة الذين لا يكتبون إلا مدفوع لهم وبهم للنيل من تراب هذا الوطن الطهور، مثلما أخذت عهدا على نفسي بان أكتب ضد اللصوص والفاسدين الذين تكاثروا بين ظهرانينا بخبث نواياهم وطيب سرائرنا.

ولان الأمر لا يحتمل التأجيل حيث لكل مقام مقال، كان لزاما علي أن أضع المقال الذي أعددته مسبقا جانبا لسببين لا ثالث لهما، الأول لأدفع بهذه الكلمات من على هذا المنبر، وفاءً للجنود المجهولين الذين نذروا أنفسهم لخدمة المواطن وفداء لهذا الوطن دون انتظار لثناء من مسئول أو طمعا في نيل الحوافز، أما الثاني فهو الخوف من حجب لمقال قد يرى فيه المحرر قسوة أو فظاظة في التعبير.

بالأمس كنت على موعد مع بواسل القوات المسلحة الأردنية الباسلة، مثلما كنت على موعد مع نشامى الأجهزة الأمنية الأخرى من أمن عام ومخابرات عامة، وحتى لا يذهب خيال البعض بعيدا فلا بد من توضيح سبب اللقاء والذي تم مع بعض تلك المرتبات ذات العلاقة، مثلما أحب أن أشير إلى أنني لست مدعوما من أحد أو أحمل واسطة من العيار الثقيل ولا أتمتع بها وهذا من فضل رب العالمين.

أما سبب اللقاء فهو تقدمي بطلب إلى القيادة العامة للحصول على مشروحات عن خدمتي السابقة في القوات المسلحة الأردنية لتقديمها للجهات ذات العلاقة، وهو نفس السبب الذي دعاني لمراجعة دوائر المخابرات العامة والأمن العام- دائرة التحقيقات الجنائية ودائرة الأدلة الجرمية- للحصول على حسن السيرة والسلوك.

في القيادة العامة كان الاستقبال من قبل رفقاء السلاح- الذين لا أعرفهم مسبقا- بكل الحب والاحترام والتقدير، استقبال ولا أروع من ذلك يدل على المهنية العالية في التعامل الراقي مع البشر، حيث هنا تسقط كل الاعتبارات ويتساوى المواطن في الخدمة بدون تمييز بينهم، حيث تم تقديم كافة التسهيلات اللازمة لي وللمراجعين الآخرين، وهنا فقط شعرت أنني في بيت الأردنيين جميعا لما وجدناه من بشاشة في الاستقبال وتسهيل على المراجعين رغم ازدحام المكان – لكثرتهم- بهم حيث كل منهم قد قدم من وجهة مختلفة ولغاية مختلفة.

أما في دائرة المخابرات العامة فقد تم الاستقبال على أتم وجه وتخلل ذلك تقديم واجب الضيافة، ولن أقول أني تفاجأت بذلك طالما تربى هذا الجيل من الشباب في مدرسة الحسين – طيب الله ثراه- ليتخرج عاملا في جامعة أبي الحسين – أمد الله في عمره- ليكونوا نعم الجنود الأوفياء لقائدهم الكبير ولوطنهم الأغلى، نذروا أنفسهم لخدمة إخوانهم المواطنين والمحافظة عليهم من عبث المارقين والدخلاء.

في طريق الذهاب إلى دوائر الأمن العام المختصة قفز إلى مخيلتي أنني ذاهب إلى ما يشبه المعتقل، وأخذت نفسي تحدثني في محاولة الاتصال مع احد المعارف ليتوسط لي في الدخول وانجاز معاملتي، ولكن الوقت أدركني وأنا مستغرق في التفكير ولم أجد نفسي إلا وأنا على أبوابهم، حيث كانت مفاجأة سارة ومن العيار الثقيل في تلك الدوائر الأمنية، أولا لما لمسته من طيب في التعامل وحسن في الخلق والخلقة، وثانيا لذلك التقدم والتطور الهائل الذي تم إسقاطه على عمل تلك الأجهزة، حيث عند ولوجي إلى الداخل شعرت- للوهلة الأولى- أنني داخل مقر شركة من الشركات الكبرى من حيث التنظيم والنظافة والأجهزة المتطورة للقيام بالعمل اليومي، وتوفير وسائل الراحة للمواطنين بدأًَ من بطاقة الدور والصالات الواسعة والمكيفة وانتهاء بالأجهزة الموصولة مع جميع المواقع الأخرى ذات العلاقة ناهيك عن الأجهزة التلفزيونية العملاقة التي تبث على مدار الساعة التعليمات والتوجيهات للمراجعين بخصوص معاملاتهم بكافة أنواعها.

أنهيت معاملتي في دقائق معدودة في جميع تلك الأجهزة والمواقع، وتم توديعي بنفس الحفاوة التي تم استقبالي بها، حيث قفلت راجعا إلى المنزل لأطالع حادثة اعتداء احد النواب على فرد من أفراد الأمن العام الذي كان يؤدي واجبه، والذي من المفترض به- النائب- أن يكون ابرز المدافعين عنه لا المتطاولين عليه.

ما يؤسف له حقا أن مثل هؤلاء النواب هم من يتنادون من تحت القبة للتغني بجنود الوطن وطلب الدعم والعون لهم، وفي الحقيقة ما هم إلا أشباه مسيلمة حيث أقوالهم تخالف أفعالهم، وحيث لا يجرؤ احد على التطاول على تلك الأجهزة، ليس خوفا بقدر ما هو احترام، أما بعض من منحناهم ثقتنا فهم أصحاب الباع الطويل في التطاول على رجال الأمن، نشامى القائد والوطن، ليتم إضافة مهزلة أخرى إلى سجل مهازلهم التي تعودنا عليها.

وكم تمنيت من الله لو أن ما وجدته من مسئولية والتزام وانضباط في تلك الأجهزة، لو انسحب ذلك على بقية أجهزة الدولة المختلفة بما فيها من مسئولين حريصين على مصلحة الوطن والمواطنين بنفس الدرجة التي يحرصون بها على مصالحهم الخاصة، عندها ستكون الدولة بكامل مؤسساتها بأفضل حال، ولكن البون شاسع بين من تربى في مدارس الجيش وتعلم الانضباط والالتزام وبين من ارتمى في أحضان الغرب الذي ما عرف إلا أسلوب البيع والشراء ليعبر به- بفتح الياء وضم الباء- حدود الوطن وليعبر به- بفتح العين وتشديد الباء- عن حبه وانتمائه الزائفين.

أما انتم يا بواسل القوات المسلحة ويا نشامى الأمن العام والمخابرات العامة، انتم وجه الوطن المشرق، وانتم الصخرة التي تتكسر عليها أحلام العابثين الحاقدين، وانتم خير سفراء يزهو بكم الوطن، فهنيئا للوطن بكم وهنيئا لقائد الوطن بكم، وهنيئا لنا بكم، ولن يضيركم إن وجد بيننا من يغمز من جانبكم، ونعاهدكم على أن نعمل على إسقاطهم مثلما عملنا على إيجادهم.

kalilabosaleem@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :