عمون- تفتخر مدينة تاكاياما الواقعة في قلب الجبال اليابانية بلحم «هيدا» البقري المنتج محليا وهو من الأشهر بين لحوم «واغيو» المعروفة بعروقها وطراوتها والتي باتت تلقى إقبالا متزايدا في الخارج.

ويشكل لحم «واغيو» مرجعا في اليابان لذا قررت السلطات أن تراهن على الأسواق العالمية مع تقلص أفق النمو في البلاد بسبب تقدّم السكان في السنّ. ولفترة طويلة أهملت السلطات السوق الخارجية قبل أن تغير وجهتها. ففي السنوات الأخيرة زادت قيمة صادرات لحم «واغيو» بنسبة فاقت 200 في المئة.

على بعد ساعة من مدينة تاكاياما السياحية المعروفة بمنازلها الخشبية التقليدية تستريح بقرات سوداء في حقول خلابة. وهي تعود إلى المزارع في الشتاء بعدما تمضي الصيف في الحقول على مساحة 250 هكتارا يستأجرها مزارعون من البلدية.

وقد حان الوقت الآن لتغادر البقرتان يوريكو وهاناي هذا الجو الهانئ للعودة إلى دفء الحظيرة لتلدا. وأتى ذلك نتيجة تزاوج علمي للمحافظة على أصالة هذا الجنس الذي يستمد جذوره من ثور واحد ولد قبل 80 عاما.

وعلى مدى 30 شهرا تربى الأبقار من ماركة «واغيو» بعناية بعيدا عن الضغط النفسي مع متابعة طبية دقيقة. ولكل حيوان سجل يتضمن جذروه لأجيال عدة وصولا إلى الجدين بل أبعد أيضا.

ويوضح كويشي ماروياما المسؤول البلدي المكلف قسم تربية الأبقار «المهم هو المحافظة على الأصالة لأن الجينات الجيدة تضمن لحما من نوعية عالية» مضيفا أن «النوعية تأتي أيضا من التغذية» الغنية جدا مع حوالى عشرة كيلوغرامات من قش الأرز يوميا لضمان العروق داخل اللحم. ولحم «هيدا «البقري أقل شهرة من جاره في كوبي لكن نوعيته عالية أيضا.

ويذهب بعض المربين في العناية بأبقارهم إلى حد إلباسها كنزات في الشتاء مع بث موسيقى كلاسيكية لإراحتها.

في تاكاياما تغيب كل هذه الإجراءات الجانبية لكن الاهتمام متواصل على مدار الساعة. ويوضح شيوشي ميزوباتا خلال مسابقة نظمتها السلطات المحلية «لا نرتاح أبدا نهتم بالحيوانات على مدار الساعة طوال أيام السنة».

وأمام تراجع الطلب الداخلي في مطلع الألفية، وضعت الحكومة في نهاية المطاف العام 2013 إستراتيجية تصدير الهدف منها بيع لحم بقري بقيمة 25 مليار ين (200 مليون يورو) في العام 2019 خارج اليابان. (وكالات)