الاعتراف سيد الادلة قاعدة قانونية تخلي وتريح القاضي من شوائب القرار وتبعاته المستقبلية وتجعله يستند على بينة غير قابلة للشك بل هي اليقين بعينه.

ما انتهت اليه المكاشفة والتوضيحات المتعلقة بالتعينات الاخيرة الصادرة عن مجلس الوزراء توجب المسائلة القانونية، بعد ان اقر رئيس الوزراء الدكتور الرزاز انه لا يبريء نفسه من الخطأ (وان النفس أمارة بالسوء ) ولا يوجد احد معصوم من الخطأ ونحن هنا نحترم الجرأة الادبية لدولة الرزاز وهي سابقة تحسب له ، ويكون أكمل وأجمل لو اتبع (رأسها الذنبا)وقدم استقالته.

لقد اطلعنا على السيرة والتاريخ الوظيفي للمتقدمين وان كان بعضها يقترب من بعض معايير ومتطلبات الوظيفة المعين عليها، ولكن لم يتح لنا الاطلاع على سير وكفاءات بقية المنافسين الذين تقدموا للوظائف المذكورة وتم اقصاءهم او اهمال سيرهم الذاتية فقد يكون هناك من هو أكفأ وأجدر من هؤلاء، وهم كثر في بلد مثل الاردن يصدر الكفاءات للخارج.

وما يبعث على الاسى ويوجب التوقف عنده واللطم على الخدود، هو تعيين مديرا لمعهد الادارة العامة لا يحمل شهادة الادارة بل شهادة هندسة، وومعهدالادارة هو مؤسسة تعليمية وتدريبية متخصصة وتكافيء الجامعات بل اهم كونه يخرج قيادات عاملة حاليا في الجهاز الحكومي العام وتمتلك ناصية القرار العام.

فكيف يمكن ان يتولى زمام قيادة وادارة المعهد شخص لا يعرف عن علم الادارة وغير متخصص بالادارة والاولى ان يكون على درجة علمية عالية استاذ دكتور او ما يعادلها ،كون موظفي المعهد جلهم المفروض من الدكاترة والاساتذة المعنيين بتدريب الموظفين مساقات ومواد ادارة تتعلق بتطوير الاداء وصقل المهارات الادارية والقيادية للموظفين بكافة مستوياتهم من ادنى الهرم الوظيفي وحتى امين عام وزارة .

اتسائل وقد علمت ان معهد الادارة يحتضر ويعاني سكرات الموت وان مكتبته تم اهداءها للمكتبة الوطنية حسب لجنة نيابية قامت مؤخرا بزيارة المعهد، وانه بحاجة لاعادة تنظيم وتطوير وتحديث اداري وكونه يقوم بواجبات تدريب وواجبات دراسات واستشارات وتطوير وتنمية ادارية للمؤسسات ، فهل هو قادر على امداد الوزارات ورفدها بدراسات تطوير وتحديث اداري وهو يفتقدها؟!

وأتسائل اذا كان المعني بتطوير المعهد وتحديثه اداريا وتنظيميا هو مديره، ومن عين لهذا المنصب لا يحمل شهادة الادارة على مستوى البكالوريوس ،فكيف سيقود كادر المعهد ،والمفروض انهم اساتذة ودكاترة ادارة متخصصين ، وكيف سيضع استراتيجية ادارية وبرامج متخصصة للنهوض بالمعهد وجعله يوازي ارقى الجامعات والمؤسسات المعنية بالتعليم والتنمية الادارية، اليس من الاجدر ان يعين للمعهد موظف كفؤ ذو أهلية ادارية وتعليمية مثلما يعين رؤساء الجامعات بخبرات ودراية واهلية ذات خصوصية ادارية وتعليمية؟!

ننتظر الجواب من دولة الرزاز وليس الرجوع عن الخطأ عيبا وانما فضيلة ورقي كما أن الاعتراف بالخطأ فضيلة ورقي اداري.