facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مجلس نوابنا .. ظالم ومظلوم


المهندس مصطفى الواكد
16-08-2009 01:49 PM

جاء في الأخبار قبل بضعة أسابيع أن الكنيست الإسرائيبي أقر تخفيض رواتب رئيس الحكومة والوزراء بنسبة خمسة بالمائة بسبب ما تمر به البلاد من أوضاع إقتصادية تحتم ضبط النفقات ، وعلى شاشة ال ( بي بي سي ) رأيت تقريرا يرصد ردود فعل المواطنين على طلب ملكة بريطانيا زيادة مخصصاتها لتتناسب مع موجة الغلاء في أسعار الحاجيات ، كان أجمل وأجرأ تلك الردود ما ورد على لسان فتاة عشرينية تحدثت بكل أريحية وثقة حول عدم جواز زيادة مخصصات الملكة قبل زيادة رواتب كافة الموظفين لأنهم يتأثرون بالغلاء قبلها .

صور لا أظنها بحاجة لأي شرح أوتعليق ، لكنها ذكرتني بحجم المفارقة بين الديموقراطيات الحقة وبين زيف ما ندعية ، عندما ضاق صدر نوابنا الأكارم بمجرد أن تعرض لهم بعض المواطنين بالنقد حيال كثرة الإمتيازات التي تقدمها الحكومة لهم وكيف أقاموا الدنيا ولم يقعدوها ما أن انتقدت الصحافة بعض تفاصيل أدائهم واتهمتهم بالسعي وراء مزيد من التسهيلات ، ولا أظن الحكومة إلا في أسعد لحظات عمرها وهي تستمتع إن لم نقل تذكي نار الخلاف بين المواطن والصحافة من جهة ومجلس النواب من جهة أخرى ليزداد الطين بلة بالقرارات الإنفعالية لمجلس نوابنا المكرم والتصريحات النارية لكل الأطراف ، وكأننا لا نعرف من الحرية والديموقراطية سوى انتقاد الآخر حد الشتيمة ، دون الإستعداد لسماع ذلك الآخر أو محاسبة الذات والرجوع عن الخطأ أينما وجد .

بتآلف تلك الظروف والمعطيات والتي في معظمها من صنع يده ، فقد أصبح مجلس النواب مشجبا ومحجا للإتهام ولمن يرغب باستعراض عضلاته أو الإعتراض على قرار حكومي لم يعجبه ، فاختلطت الأمور على الجميع وأصبح الحل المتطرف بالمطالبة بحل مجلس النواب أقرب الحلول إلى ذهن المواطن ، دون التفكير في ما ينتج عن ذلك من فراغ لا يمكن ملؤه إلا بانتخابات جديده سنعيد فيها انتخاب نفس من أشبعناهم شتما ونقدا أو مثيليهم .

إن لم نغير ما في نفوسنا وما ننتهجه من أساليب جاهلية أو مصلحية آنية في اختيار نوابنا وإن لم تصدق الحكومة في مراقبة نزاهة مجريات العملية الإنتخابية بدءا من نقل دفاتر العائلة وتسهيلات تغيير أماكن الإقامة وانتهاء بعملية الفرز ، فلن يتغير حالنا لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .

أكره إسرائيل ولا أحب ملكة بريطانيا ، لكن ذلك لا يمنع من أن نتعلم منهم وأذكر بما قاله جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين في مخاطبة مجموعة من المهندسين الزراعيين عقب توقيع معاهدة السلام احتجوا حينها على قضية تطبيع العلاقات مع اليهود ، أن لا أحد يطالبكم بالتطبيع لكنني أريدكم أن تفكروا كيف ينتج الدونم الواحد غربي النهر أضعاف ما ينتجه مثيله على الناحية الشرقية .

mustafawaked@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :