facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نخاف من التغيير


سميح المعايطة
19-08-2009 07:47 AM

رغم الرأي الواسع الذي يرى ان الحياة السياسية والمؤسسات تحتاج الى تغيير جوهري على مستوى البنية والقيادات، إلا ان هناك خوفا يجتاح النفس احيانا ليس من فكرة التغيير بل من أن يأتي التغيير ولا يحمل جوهرا حقيقيا.

والجوهر الذي نتحدث عنه هو أن يكون تغييرا قادرا على تحقيق اهداف كبيرة للدولة سواء من حيث مواصفات اصحاب المواقع التي تراجعت، او من حيث القدرة على حل المشكلات الكبيرة اقتصاديا وسياسيا، ومن حيث اصلاح ما وصله العطب من نظرة الناس للمواقع وعلاقة المواطن مع الدولة.

نخاف من التغيير اذا جاء ولم يكن اكثر من تغيير اشخاص بأشخاص من ذات مستوى الكفاءة والخبرة، ونخاف من التغيير إذا كان مثل كل مرة يحرك مجموعة من موقع الى آخر ومن مسؤول سابق الى مسؤول عامل ومن اصحاب الصالونات الى اصحاب الالقاب والمواقع.

نخاف من التغيير اذا لم يستطع ان يقنع الأردنيين انهم امام مستويات متقدمة من نوعية الرجال وخبراتهم وامتدادهم الشعبي ومصداقيتهم السياسية والشخصية، ونخاف من تغيير يعمق القناعة لدى الاردنيين بأن كل الضجيج حول التغيير وإعادة تقييم المراحل ليس اكثر من تنقلات داخلية بين من كانوا ومن سيكونون.

نخاف من تغيير يأتي بأشخاص جربتهم الدولة فلم يقدموا اداء مقنعا ولا قوة ولا حضورا وقدرة على الفعل وامتدادهم داخل الناس محدود وصورتهم ليست معقولة، ونخشى من تغيير يقدم اشخاصا اقل من حجم المواقع التي يمنحون ادارتها وقيادتها ليكونوا ليس اكثر من حالات تجرب وتتعلم بمصالح البلاد والعباد ومن دون ان تمتلك الحد الادنى من المؤهلات.

نخاف من تغيير لا يعالج ما لحق بالحالة السياسية والعامة من ظواهر سياسية وأمراض لحقت بها خلال الفترات الماضية بل يعززها او يصنع استقطابات جديدة او يفتح الباب امام نشوء اشكال اخرى من الشللية السياسية.

نخاف من تغيير لا يصنع الدهشة الايجابية لدى المواطنين، ويجعلهم اكثر غربة عن كل التغييرات ولا يرون فيها سبيلا للحلول بل احتفالات شخصية لعائلات واصحاب من يكون دورهم في التقدم الى المواقع، ونخاف من تغيير يحمل اشخاصا لم تقدهم خبراتهم ولا مواقفهم القوية ولا حقهم كأصحاب قدرات يحتاجون الى فرصة بل تحملهم علاقات شخصية وانتماءات لفلان او علان او قوى دفع لم تقدم للدولة في كل مراحلها اكثر من اشخاص عاديين واحيانا كانوا اشخاصا يعملون لمصالحهم ولإطالة مدة وجودهم في السلطة.

وكما نخاف من كل ما سبق فإننا نحب ان نرى تغييرا يبعث الحياة في مسار الدولة ويشعر معه الاردنييون انهم دخلوا مرحلة جديدة قادرة على معالجة ولو جزء من سلبيات ما سبق وتعيد الاعتبار للموقع العام وتعزز علاقة الاردني بدولته ومؤسساته الدستورية، لأن هذا هو التغيير الذي يمكن ان يحقق اهدافه لأن تغيير رئيس حكومة بآخر او تغيير أي موقع بآخر فإننا سنكرر ذات المسار وسنجد انفسنا بعد عدة اشهر نتمنى تغييره لأنه لم يثبت حضورا او لأن قصص المصالح بدأت تظهر.

نخاف من تغيير يجعلنا دائما نشعر بالحاجة الى تغيير، فاستمرار القناعة ان الامور يجب ان تتغير يستدعي تغييرا حقيقيا يتجاوز اسماء الاشخاص الى البحث عن مسار جديد يكون التغيير في الجوهر والمضمون وأسس الاختيار.

وأخيرا فإنني توقفت كثيرا عند عبارة قالها احد ابناء احدى المحافظات في نقاش حول التغيير عندما قال ان في الاردن رجالا وكفاءات لو تم اعطاؤها الفرصة والصلاحيات والحماية من المؤامرات لكانت على مستوى هزاع ووصفي، لأننا اذا اقتنعنا ان بلادنا عاجزة عن انتاج رجال ونماذج وطنية قوية ونظيفة فإننا بحاجة الى إعادة نظر بمسار الدولة، وأنا مثل ذلك الاردني على ثقة ان الخير كثير والرجال وفرة لكن الفرصة والصلاحيات وقائمة مواصفات كل مرحلة هي التي تجعلنا لا نرى لهم ادوارا.

sameeh.almaitah@alghad.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :