عمون – محمد الخوالدة - من اجمل ما روي ان موسرا في الكرك اصر ورغبة في مضاعفة ثوابه ان يتولى بنفسه كما قال توزيع زكاة ماله ليضمن انها وصلت فعلا الى مستحقيها .

ركب صاحبنا سيارته ، طاف في مناطق المحافظة النائية وبحوزته قائمة بمستحقي الصدقات استقاها من مصادر قال انها موثوقة ، وتيقن بطريقته الخاصة من احقية الاسماء الواردة فيها بالعون .

اضاف صاحبنا ، كنت اطرق الابواب لاسلم مايسره الله من مال لمستحقيه يدا بيد ، سارت الامور بشكل طبيعي قال صاحبنا ، الى ان كنت امام حالة اثارت مشاعري ووجداني ، اذ لازال مجتمعنا ورغم شظف الحياة الذي تعيشه الكثير من اسرنا يحتكم في اغلبه لارثنا الديني وسماحتنا واريحيتنا المتوارثة .

ما حصل اضاف صاحبنا انه طرق باب منزل ليسلم زكاته لاحدى الاسر ، وهنا قالك كانت الحالة التي تشكل بالضرورة مصدر فخر واعتزاز لكل الاردنيين، طرقت باب المنزل المتهالك، فتح الباب طفل رث الهيئة لم يتجاوز على مابدى العاشرة من عمره، سألته هل هذا منزل (..) ، قال نعم ، قلت هل هو موجود ، قال الطفل موجود ، قلت ابلغه ان يخرج لاقابله ، نادى الطفل على والده فقدم نحوي كهل كبير السن، سار تجاهي بخطى متثاقله لضعف حالته الصحية كما تبين لي ، سألته هل انت فلان ابن فلان ، سألني ماذا تريد ، افهمته قصدي ، قال نعم انا فلان لكن اسم والدي مختلف، اذا انت تريد شخصا غيري اذهب اليه فهو رجل ضرير ومثلي طاعن السن واسرته اكثر عددا، وهو احوج مني للعون، ودلني على عنوانه.

موقف اضاف صاحبنا اثبت خلق وشهامة الشخص الذي تحدث الي ، حالة اشعرتني بشهامة ونبل محدثي الذي اثر غيره على نفسه رغم مرضه وخصاصته ، فاردت قال صاحبنا اضافة لثواب الله الذي لابد وناله الرجل مكافأته لطيب صنيعه ، مددت اليه حصة مضاعفة مماقدرني الله عليه من مال ، زاد الرجل شهامة قال صاحبنا ، تردد في قبول ماقدمته له ، واستحلفني ان ابحث عن اخرين ربما يعيشون ظروف حياة اصعب ، لكني اصررت عليه ، ودعته وقد تيقنت قال صاحبنا ان الدنيا ورغم المحدثات المشوهة بخير.