facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قراءة سياسية في عزاء مشعل


ماهر ابو طير
31-08-2009 05:02 AM

رحل والد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، والفقيد أكرم ابنه ، مرتين ، الاولى في حياته حين أنجبه ورعاه ، والثانية حين وفاته بكل هذا الحشد الذي جاء ليشيع الفقيد او ليعزي نجله.

المحللون ، لاحظوا ان وجهاء من كل مناطق الضفة وغزة وغيرهما قدموا لتعزية مشعل وكثير منهم لا يعرفون خالد مشعل ، شخصيا ، ومعهم وجهاء من اغلب العشائر الاردنية ، ومعظمهم لا يعرفون خالد مشعل ، شخصيا ، وان الغزل المتبادل تحت الخيمة ، كان بخصوص ما تعنيه العلاقة الاردنية الفلسطينية للجانبين ، بل ان مشعل قال في كلمته كلاما سبق فيه المعتدلين والمتطرفين من الجهتين ، حين قال ان الاردن هو الاردن وفلسطين هي فلسطين ، وان لا وطن بديلا ولا تفريط بحق العودة ، وهو يلتقي بكلامه هذا مع مستويات مختلفة ، من الشعبين. عشرات المؤشرات تدل على ان هناك قيما كبرى لدى الناس لم تفلح كل الحملات في تكسيرها واعادة انتاجها.

ايضا... كان لافتا للانتباه استثمار "الاخوان المسلمين" للحدث ، عبر نثر يافطاتهم عند موقع العزاء ، ونثر رجال يرتدون زيا فسفوريا كرجال الشرطة تحمل شعار "الاخوان المسلمين" ، من اجل تنظيم السير في منطقة العزاء ، والاخوان المسلمون الذين حرموا من عدة مهرجانات مؤخرا ، عوضوا بعزاء مشعل عن كل المهرجانات التي فاتت ، بل ان الحركة اعلنت بشكل واضح ان لا فك ارتباط بينها وبين حماس ، على الاقل عاطفيا ، لان الاسلاميين لا يمكن فك ارتباطهم ببعضهم وبرنامجهم ، وليس ادل على ذلك من دخولهم على خط العزاء بطريقة لايمكن الحسم حول موقف خالد مشعل منها.

رحيل والد الزعيم السياسي لحماس ، اثبت ايضا ان الرجل لم تتأثر شعبيته كثيرا بكل حملات التشويه ضده من دول اقليمية ، وغيرها ، وان حماس بقيت على الاغلب بصورتها النقية مع تحفظات هنا او هناك. تدفق الالاف من اتجهات سياسية وشعبية مختلفة الى بيت العزاء والتشييع ، اثبت ان الحركة ليست متهمة لدى الشارع الاردني. او على الاقل ليست متهمة كليا ، حتى ان مسؤولا كبيرا في الضفة الغربية قال وهو خارج من العزاء لاحد مرافقيه... "والله لو ارادوا الضفة لاخذوها وحكموها ، لكنهم يريدون غزة دولة تحت الاختبار".

الاعلانات الخجولة في الصحف بشأن العزاء تثبت ان الناس تخاف من اي تحرك علني ، لكنها ذهبت بالالاف الى بيت العزاء ، برغم اجراءات الدخول المعقدة ، وهي تناست كل مفردات الخلاف بين الاردن وحركة حماس ، لان الموت يمحو كل خلاف..

لم يكن رحيلا عاديا. الارجح ان جهات عديدة غير محلية قرأت المشهد وحللته معلوماتيا وسياسيا ، من مستويات مختلفة ، ومن دول مختلفة ، والسياسة الاردنية بقيت قادرة على ان تقول "نعم" وتقول "لا" وقتما تريد ، وهي ايضا القادرة على قلب الحسابات في اي توقيت ، والتي تمسك بخيوط كثيرة في العلاقات ، وما تمثله العلاقات من مصالح حيوية للاردن. ايضا كل هذا الغزل من جانب خالد مشعل بحق الاردن والاردنيين وبحق الملك ، مشكور عليه ، وهو شكر يستحقه الاردن وشعبه ، ويستحقه الملك ايضا ، لان "الهاشمية" تثبت دوما كم هي متسامحة وغير حاقدة ومتسامية على التفاصيل ، وهي "الهاشمية" التي تتماثل مع مكنون الشخصية "الاردنية" النبيلة والكريمة. في تعزية قاضي القضاة امام الحضرة الهاشمية لمشعل ما يفوق مساحة المعزي واسمه الشخصي ، الى ما تحمله تعزيته من رسالة "ناعمة" دون معنى "رنان" في هذا التوقيت ، على الاقل.

الغزل بين ابناء "الخيمة" الواحدة ، لا نريده ان ينتهي بمجرد فك الخيمة واعادة تركيبها في مكان اخر.

mtair@addustour.com.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :