facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في عزاء آل مشعل: ماذا لو حضر الرئيس?


طاهر العدوان
01-09-2009 06:12 AM

استدعى السماح لزعيم حركة حماس خالد مشعل بحضور جنازة والده وتقبل العزاء لمدة يومين, ظهور تحليلات صحافية حاولت تحميل الزيارة اكثر مما تحتمل, وفيما اقتنص البعض الفرصة لشن حملاتهم المعروفة على حماس والتيار الاسلامي. حاول آخرون التنقيب عن معان (سياسية) لحضور مشعل قد يأتي على انفراج في علاقات الدولة بحماس.

الذين لم يعجبهم مجيء قائد حماس ولو تحت عناوين انسانية, يتعللون بمواقف الحكومة مع الحركة المبنية على المقاطعة واقتصار العلاقة الاردنية- الفلسطينية على تلك القائمة مع سلطة رام الله ومع حركة فتح (الجديدة). وايضا, بحجة النهج السياسي الخارجي للدولة الساعي الى استئناف عملية سلام (تعارضها حماس) معارضة تنسب الى ما كان يسمى بمحور الممانعة (في عهد بوش) وعلى رأسه ايران.

والذين سعوا الى اعتبار وجود مشعل في عمان علامة انفراج سياسي يحبذونه ويشجعونه, يرون ان اللحظة التاريخية للقضية الفلسطينية حاسمة. وان من المصالح الوطنية الاردنية مواجهة حكومة نتنياهو بتعزيز العلاقة مع حركة حماس, الى جانب العلاقة مع السلطة, لان مواقف حماس التي تعبر عن تيار الاغلبية الفلسطيني, (حسب معطيات انتخابات تشريعية لم تنته حقبتها بعد) تصب في خدمة المصالح الوطنية للاردن, لانها ترفض الوطن البديل وتصر على حق العودة, وهو (حق) اصبح في المزاد, وله اكثر من مشروع متداول تروج له اسرائيل حينا, وامريكا والمحافظون في الكونغرس حينا آخر, الى جانب صف من عسكر التسوية والتفريط داخل السلطة الفلسطينية.

ولا اريد هنا, في هذه المقالة, ان اناقش الموقفين السابقين, واكتفي بالاشارة الى انني من المؤمنين بعلاقة اردنية متوازنة مع حركتي حماس وفتح, وبانه لا معنى لشعار الدولة السياسي »دعم الشعب الفلسطيني« ان لم يكن هذا الشعار مبنيا على مثل هذه العلاقة المتوازنة, وإلا ليكن الشعار هو التعاون مع سلطة رام الله وحركة فتح الجديدة فقط, وهذا لا يعني كل فلسطين ولا جميع ابناء شعبها.

على اي حال, ليس هذا التباين في المواقف من حماس وقائدها وزيارته وعدم وجود تمثيل رسمي في تشييع جنازة والده, وعدم حضور مندوب في رتبة "وزير" على الاقل لنقل العزاء اليه سوى مجرد مظاهر لمعضلة كبيرة اسمها غياب الوضوح للسياسة الاردنية, وافتقار القناعة الشعبية بها.

لقد شارك الآلاف في جنازة والد مشعل, في مسجد الجامعة الاردنية وعلى مقبرة صويلح الغربية, وعندما ذهبت الى بيت العزاء في اليوم الثاني كانت صفوف طويلة من المعزّين تنتظر السلام على مشعل في سرادق, الواقفون فيه اكثر من الجالسين. كان من بينهم سياسيون وحزبيون ووزراء متقاعدون ونواب, وعشرات ان لم يكن مئات من اعضاء منظمة التحرير وتنظيماتها "المقيمون في الاردن", اضافة الى الآلاف من رجال قادمين من مدن اردنية مختلفة وتدل هيئاتهم على انهم ليسوا من جماعة الاخوان ولا حزبها, انما مواطنون عاديون. وعلى مدخل بيت العزاء رفعت يافطة تشير الى ان شخصيات وطنية تنتمي لعدد من عشائر الكرك اقامت الغداء ل¯ آل مشعل وفق العادات الاردنية..

قال من رافقني في تقديم العزاء »هذا استفتاء على شعبية مشعل والاسلاميين« قلت بل هذا استفتاء على فشل السياسة الحكومية الخاصة بمقاطعة حماس.

ماذا كان يضير رئيس الوزراء او رئيس مجلس النواب لو ذهبا او ذهب احدهما الى بيت العزاء ووقف متحدثا عن الجوانب »الراسخة« في العلاقة الاردنية - الفلسطينية وعن مواقف الملك والحكومة المساندة لقضية الشعب الشقيق. مع الدعوة الى المصالحة الفلسطينية وتوحيد الجهود لاستعادة القدس التي تقع هذه الايام تحت وطأة غزوة جديدة واحتلال استيطاني أشد خطرا. ماذا لو اقتدوا بالشيخ برجس الحديد الذي القى كلمة مؤثرة (يوم دفن والد مشعل) عبّرت عن انبل ما في العشائر الاردنية من عادات ونخوة وقيم.

ما كان يضير لو حدث ذلك. هل هذا يتعارض مع مصالح الاردن وكرامته او مع ماذا?. على اي حال من كسب هو مشعل عندما وقف في عزاء والده وشاهد من الجموع ما جعله يأخذ مكانة الاخرين بالاشادة بمواقف الاردن وشعبه المساندة لقضية فلسطين, وبذلك نال الرضا والثناء من الحاضرين. وهم في معظمهم اردنيون, وفي معظمهم فلسطينيون.

taher.odwan@alarabalyawm.net





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :