facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الضَرِيبَة والانتماء والخدمات


د. محمود أبو فروة الرجبي
20-03-2019 08:59 PM

فِي الأخبار أن دائرة ضَرِيبَة الدخل والمبيعات استطاعت تحصيل ما قيمته 180 مِلْيُون دِينَار بدل تهرب ضريبي فِي العام 2018م، وَتُبَيِّن أن المبلغ المحصل عَن التهرب الضريبي ارتفع ثَلاثَة أضعاف عَمَّا تَمَّ تحصيله فِي العام 2017م.
لا يُمْكِنُ لأيّ إنسان إلا أن يفتخر بمثل هَذِهِ الإنجازات، وَالضَرِيبَة جزء من العَمَل الوطني الَّذِي يَجِبُ أن يلتزم بِهِ الجَمِيع، ولا يَسْتَطِيع أحد مُناقَشَة عكس ذلِكَ، رَغْم أن البَعْض يعترض فِي الأرْدُنّ عَلَيْهَا ليْسَ لأنه ليْسَ وَطَنياً فِي غالب الأحيان، بَلْ لأنه لَمْ يَشْعر أن ما يدفعه للضريبة ينعكس عَلَى الخدمات الـمُقَدِّمَة إلَيْهِ.
عِنْدَمَا كُنْت فِي ألمانيا فوجئت بالضرائب العالية المفروضة عَلَى النَّاس، وَلَكِن فِي الـمُقَابِل هُنَاكَ رضا، أي أن الَّذِي يدفع فِي العَادَةِ يَكُون رَاضيًا وهُوَ يدفع مبالغ كَبِيرَة، لأنه يَشْعر أن هُنَاكَ مردودا عَلَيْهِ، وَلِلأسَفِ فإن هَذَا الشُّعُوُر غير موجود فِي الأرْدُنّ لِعِدَّةِ أسباب.
البَعْض يشير دائمًا إلى البينة التحتية المتاكلة، وإلى الخدمات السَّيِّئَة فِي قطاعات حكومية وبلدية كَثِيرة، وآخرون يشتكون من تعطيل المعاملات الحكومية، والأغرب من ذلِكَ أن المعادلة العقلانية تَقُول إنك إذا عملت أكثر تدفع ضرائب أكثر لِلْحُكُومةِ، وَمَع ذلِكَ فإن البَعْض يؤكد أن أصعب شَيء فِي الأرْدُنّ هُوَ الحُصُوْل عَلَى ترخيص لمشروع فِي بَعْض القطاعات، ولا يدري المرء هَلْ فِعلًا تُريد الحُكومَة زيادة دخلها، وإذا كانَ الأمر كَذلِكَ فَلِمَاذَا إعاقة المشاريع؟
نعلم أن الحُكومَة اعترفت أن هُنَاكَ من يعيق عمل المشاريع فِي الأرْدُنّ، وأن هُنَاكَ مُحَاوَلات لتسهيل الأعمال، وَلَكِن ذلِكَ يبقى حِبْرَاً عَلَى ورق إذا لَمْ يترجم إلى إجراءات سريعة، فالبلد لا تحتمل، وَهُنَاكَ مَشَارِيع أغلقت، وَأخْرَى فِي طريقها إلى الهجرة، وإذا كنا نفرح لأنَّ دائرة ضَرِيبَة الدخل والمبيعات قَدْ حصلت أموالاً أكثر من دافعي الضرائب، فإن الحكمة تدعونا إلى المطالبة بتثبيت المشاريع القائمة، وإزالة كل ما يعيق تحقيقها أرباح، لأنه قَدْ يَأتِي وَقْت لا نجد من نطارده لنحصل مِنْهُ الضَرِيبَة الهاربة، لأنه وقتها سيهرب هُوَ ومشروعه خارج البلد.
الضَرِيبَة تدل عَلَى حس وطني، وَلَكِنَّهَا أيضًا تحتاج إلى تحسين الخدمات، وتوزيعها بِشَكْل عَادِل، فَهَلْ من المعقول مثلًا أن ادفع ضَرِيبَة ثمَّ تتعرض سيارتي للعطل لأنَّ الشَّوارِع مدمرة؟ وَهَلْ من المعقول أن ادفع ضَرِيبَة ثمَّ أجد ابني يَحْصل عَلَى معدل عالٍ وغيره يَحْصل عَلَى مقعد جامعي بِمُعَدَّل أقل بكثير؟ وَهَلْ من المعقول أن ادفع ضَرِيبَة ثمَّ أخاف عَلَى مستقبلي ومستقبل أبنائي
هَذِهِ بَلَدنَا، وَهُنَاكَ أخطاء كَثِيرة أثرت عَلَى نمو الاقتصاد، وتحسن الخدمات، ولنعمل كلنا عَلَى تحسين الوضع، وأوْل هَذِهِ الخُطُوَات يَكُون بنشر العدالة والشفافية فِعلًا لا قولا.

Mrajaby1971@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :