facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السودان .. بلد الثورات والجنرالات


د.خالد الربيع
26-03-2019 05:19 AM

ثمة مفارقة غريبة في ما يحدث في الساحة السياسية السودانية، وهي أن يتفق داعمو ثورات الربيع العربي مع مناهضيه على دعم نظام البشير المنقلب على الحكومة الائتلافية برئاسة الصادق المهدي في حزيران/يونيو 1989. قد يكون مبرر تلك الدول المناهضة للثورات في دعمها هو ألاّ تتحول هذه التظاهرات والاحتجاجات إلى ثورات تهدد حلفاءهم الذين أنفقوا عليهم المليارات لتثبيت حكمهم، وعلى الجانب الآخر يأتي دعم هذه الدول الداعمة للربيع العربي ولنظام البشير أنه امتداد لنظام الإسلام السياسي الذي تراهن عليه لتشكيل تحالف مع دول عربية وإقليمية مستقبلاً.
يشهد تاريخ السودان منذ استقلاله عام 1956 تحولات بين ديموقراطية وثورات وانقلابات، إذ لم تدم الحياة الديموقراطية فيه أكثر من ثماني سنوات، بينما سادت الانقلابات العسكرية المشهد السوداني منذ استقلاله، وجل تلك المتغيرات كانت بسبب الانسداد السياسي والأزمات الاقتصادية التي لم تعالج بصورة جذرية وهيكلية وإنما بحلول موقتة سرعان ما تعود من جديد.

فالانقلاب الأول للفريق إبرهيم عبود في 17 تشرين الثاني 1958 كان على أول حكومة ديموقراطية برئاسة رئيس الوزراء عبدالله خليل التي لم يتجاوز عمرها العامين بعد الاستقلال. وبعد ست سنوات من حكم الفريق عبود اندلعت ثورة 21 تشرين الأول 1964 أطاحت بنظامه الذي اهتم بالبنيات التحتية ونجح في ذلك لكن عهده شهد تضييقاً على الحريات والحقوق واندلعت شرارة الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب.

فبدعم ومساندة الحزب الشيوعي بعد نظام ديموقراطي استمر ست سنوات برئاسة سر الختم الخليفة كانت الصراعات الحزبية سبباً رئيسياً لحدوث انقلاب ثانٍ في 25 أيار1969 بقيادة المشير جعفر النميري، وخلال 16 سنة من حكم النميري شهد السودان أحداثاً هامة، من أهمها توقيع اتفاق أديس أبابا 1972 (اتفاق سلام) الذي أدى إلى وقف الحرب مع الجنوب لفترة طويلة إلا أنه وعندما قرر تقسيم الجنوب إلى 3 ولايات بدلاً من ولاية واحدة وتطبيق قوانين الشريعة الإسلامية في أيلول 1983 ومع التدهور الاقتصادي ومع تكرار المحاولات الانقلابية، تجدد الصراع المسلح بين الشمال والجنوب من جديد، وكان كل ذلك عوامل وإرهاصات ثورة على حكم النميري في 6 نيسان 1985 حينها تدخل الجيش لنقل السلطة إلى المجلس العسكري برئاسة الجنرال سوار الذهب الذي حكم البلاد فترة انتقالية كانت عاماً واحداً عاد الحكم بعدها الديموقراطي وترأس الصادق المهدي الحكومة الائتلافية لمدة ثلاث سنوات لكنها لم تكن أكثر حظاً من سابقاتها بسبب التجاذبات السياسية وتراكم المشاكل الاقتصادية والأمنية بالبلاد وفي حزيران 1989 وقع انقلاب عسكري ثالث (ثورة الإنقاذ الوطني) بقيادة المشير عمر البشير بدعم من الجبهة القومية الإسلامية التي كان يتزعمها الدكتور حسن الترابي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :