facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"القحط السياسي .. وجلسات النميمة والتحسر"


سميح المعايطة
13-09-2009 02:09 PM

نعود الى ظواهر الحياة السياسية والى ما يمكن ان نسميه دورة الحياة لاصحاب المواقع , وهنا لابد ان نشير الى ان جزءا من المشكلة يعود الى العقلية التي يدير بها الكثيرون حياتهم العامة , فمن تكتب له الظروف ان يحتل موقعا كبيرا يدخل الى دورة حياة لاينجو منها الا القليلون , فان دخل الموقع وزيرا او رئيسا او أي موقع مفصلي فانه يمارس كل ما لديه من مهارات وفواتير ليبقى او يكون خيارا فيما لو غادر , وعندما يخرج من موقعه يظل مسكونا بالرغبة في العودة الى سيارة الحكومة حتى لو قضى في الانتظار سنوات , والطبقة الاولى من الاشخاص تبقى سعيدة بان يتكرر اسمها في اخبار التغييرات والتعديلات, وتبقى اسيرة الحلم وتمارس كل السلوكيات السياسية التي تعتقد انها تجعلها ضمن خيارات العودة ومنها الصمت او الحديث الخالي من الدسم , وفي فترات اشاعات التغيير تحاول الظهور للحديث بما يذكر بها صاحب القرار , امامن هم ادنى مواقعا فانهم يحاولوت البحث عمن يحملهم ويزكيهم من اجهزة الدولة او التقرب الى من تحوم حولهم الاشاعات .

سلوك ودورة حياة حولت نسبة كبيرة ممن يحتلون مواقع كبرى الى موظفين ينتظرون قرارات التعيين , وجعلت لديهم مكانة لاعلاقة لها بعلاقتهم بالناس او قوة الراي او اتخاذ المواقف بل بالبحث عن مداخل العودة الى الوظيفة , والفترة التي تفصل الفرد عن العودة يقضيها مع المجموعة التي يرتاح اليها والحديث الدائم ما يتفق مع الحلم بالعودة وهذا ما جعل لدينا صالونات لاتحمل اسم الصالونات السياسية بل هي محطات انتظار تمارس فيها عمليات نقد من هو اليوم في الموقع , ومن ينتقد مستعد للمشاركة في ذات الحكومة التي ينتقدها فيما لو جاءت له الفرصة عبر تعديل .

والصالونات السياسية فكرة ايجابية لكن الصالون السياسي يختلف عن جلسات النميمة او التحسر , لان الصالون السياسي حالة حوار مفتوحة يتم فيها تقديم الاراء والمقترحات ومناقشة الوضع الحالي , فهو اشبه بحالات العصف الذهني وتبادل الافكار ونتمنى لو كان لدينا صالونات سياسية حقيقية متخمة بالعلم والراي والتقييم الموضوعي والنقاش العميق , فالصالونات مرحلة ادنى من التيار السياسي والحزب , لكن ما لدينا جلسات لا علاقة لها بالسياسة بل جلسات " سواليف" .

لكن المسؤلية ليست فقط على الاشخاص بل ايضا على دورة الحياة السياسية التي بنت عقلية الموظف حتى لو كان برتبة رئيس او وزير او ما يعادلهما , وهي العقلية التي جعلت فرصة العودة مرتبطة بالصمت والبيات وعدم ممارسة نشاط سياسي , وربما يكون احيانا لدى فئات من هؤلاء ضعف في بنيتهم السياسية والمهنية فتجعل خيارهم الوحيد الانتظار حتى لو كان طويلا , ولهذا نجد القليل من السياسيين من غادروا مواقعهم ليمارسوا عملا حزبيا حقيقيا او ذهبوا الى الناس عبر الانتخابات أو تحولوا الى رموز سياسية وامتلكوا اوزانا دون مواقع رسمية .

الدولة ودورة الحياة السياسية فيها تساهم بصناعة نوعيات متقدمة , لكن عقلية الموظف والفاتورة الدائمة لدخول الموقع والعودة اليه هي التي ساهمت مع اجواء الانفتاح في نشوء ما نسميه ظلما صالونات سياسية , ولهذا لا غرابة ان تزداد القناعات كل يوم بان لدينا قحطا سياسيا , لان ماكينة الحياة السياسية جعلت الوظيفة هي التي تنتج من نسمي معظمهم ظلما بالسياسيين ولاعلاقة لهم بالعمل السياسي حتى لو احتلوا مواقع سياسية.وحتى المواقع التمثيلية المتتخبة تحولت الى تعيين بنسبة منها ويدفع البعض ذات فاتورة مواقع التعيين الرسميةلهذا فليس صدفة ان تضيق قاعدة الخيارات لاننا صنعنا ما اوصلنا الى هذا..

نقلا عن الغد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :