facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يورانيوم


علاء الطراونه
16-05-2007 03:00 AM

اذا استطاع أحد أن يفهمني ما هي الطريقة أو الآلية المتبعة في التفكير لدى حكوماتنا الأردنية المتعاقبة .. فله ما يريد ... لا أعرف اذا كان في ملاحظتي لما يجري هناك أجد تضاربا وتخبطا لا يمكن تمريره الا عبر سياسات استغفال عامة تفترض بأن الشعب أما محشش أو " مأرتن " أو يعاني من بلاهة منغولية تجعله غير مميز أو قادر على استيعاب ما يدور حوله بالشكل الذي يجعل من الحكومة تنقض أراء خبراء وفنيين ومتخصصين مفترضة بأن الشعب الأردني أمي أو كله راسب ثالث اعدادي .

انسجاما مع سياسة اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب وفي الوقت الذي تستنزف فيه أشياء تافهة جزءا كبيرا من أموال الشعب ما بين مياومات وسفريات وأعطيات ورواتب ومكافأت ومنح ورواتب لمستشارين نائمين في البيوت وغيرها تريد الحكومة أن تقنعنا بأنها شاطرة وتمتلك عقلا اقتصاديا تجاريا وتقيس كافة الأمور انطلاقا من نظرية " الجدوى الاقتصادية " تلك التي لا نراها الا في الاشياء المهمة والمثمرة ذات المردود حيث أن اعطاء النواب شيكات " حكومة سابقة " لتوزيعها على قواعدهم الانتخابية فيه جدوى اقتصادية أكثر من استخراج النفط كما ان مأسسة الشحدة عبر الصناديق المتخصصة ومسميات التنمية الاجتماعية فيه جدوى اقتصادية أكثر من توجيه الجهود لانتاج الطاقة من الصخر الزيتي كما أن رواتب اصحاب المعالي التقاعدية فيها جدوى اقتصادية ومردود ومنفعة على المواطنين .

هل نحن أغبياء لتلك الدرجة ؟ ومن أعطى الحكومة تلك الفكرة أساسا وأقنعها باننا شعب ذو استيعاب بطئ ؟ لا أريد الخوض في الجدل الحاد الذي دار مؤخرا بين مدير شركة ترانز جلوبال للتنقيب عن النفط والحكومة والذي لم تؤمن فيه حكومتنا بأراء ومعتقدات خبراء ومتخصصين يمتلكون من الحقائق والمسوحات الجيولوجية ما يؤكد وجود النفط لتحاول الحكومة تبديد كل تلك الحقائق بقصة الجدوى الاقتصادية لكن على ما يبدو فانها -اي الحكومة – تريد نفطا سابحا على وجه الأرض أو كانت تتمنى ان يخرج النفط علينا عبر نوافير طبيعية أو في بحيرات سطحية وربما كانت تتمنى وجود النفط في آبار ارتوازية أو شتي يا دنيا شتي ( نفط طبعا ) .

لتستمر معها فصول الاستغفال عبر قصة الصخر الزيتي والذي نمتلك منه مخزونا هائلا يجعلنا في ترتيب متقدم على مستوى العالم ليس ذلك فحسب بل ان الصخر الزيتي في الأردن وفي حالة نادرة قل مثيلها في بقاع الأرض موجود على السطح تماما ولا حاجة للحفر متر واحد لاستخراجه أي بمعنى أن الصخر الزيتي مارس الارتماء فوق صحارى الأردن على مدى آلاف السنين وبحاجة لمن يستغله فقط , لتظهر قصة الجدوى الاقتصادية من جديد وكانه يجب استغلال تلك الموارد دون ان يتم انفاق قرش واحد مما يدفعني للتساؤل هذه المرة كيف سيتم للحكومة ذلك ؟ وهو ما لن يتم الا عبر معجزة قادرة على جعل تلك الصخور شبيهه بالمندلينا أو البرتقال قابلة للعصر في الخلاط وانتاج النفط أو ان تمتلك كل صخرة ضرعا كالأبقار لتتم حلابتها والحصول على النفط لا بل أكاد أشك بأن الحكومة كانت تتمنى لو كانت كل صخرة أيضا تمتلك علامة كتب بجانبها لطفا أدخل القشة من هنا لتبدأ بعدها عملية مص البترول .

ليس ذلك فحسب يقولون اننا نمتلك مخزونا من النحاس في محمية ضانا قادر " لو تم استخراجه " تغيير معالم الاقتصاد الأردني لعقود الا ان الحجة كانت مصدرها هذه المرة أنصار البيئة وجمعيات الرفق بالحيوان خوفا من الأثار الملوثة التي ستخلفها عمليات استخراج النحاس , اما انا فأقول رفقا بالإنسان وبالنسبة لي شخصيا لست معنيا لو فطست كل الحيوانات في ضانا أو نفقت كافة الغزلان والطيور الجميلة وأؤكد لكم بانني أصبحت حديثا أكره القطط لا بل أنني معقد جدا لدرجة جعلتني أحقد على أجمل الطيور الطاووس , لكنني لن اتنازل عن حصتي من النحاس في ضانا وأتمنى أن تتركني الحكومة وشاني لأخذ حاجتي فقط وحصتي كمواطن منه وانا ساتصرف بها .

وأخيرا اكتملت فصول المسالة بتصريحات وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي رئيس هيئة الطاقة النووية الدكتور خالد طوقان ( شوف ما شاء الله المناصب كأنك في دولة عظمى تماما ) , المهم , خرج علينا الوزير قائلا بأننا نمتلك اليورانيوم بكميات هائلة وتجارية واستعرض رقما كبيرا للمخزون ولسعر الكيلو من اليورانيوم في السوق العالمي وبعد أن أجريت حسبة بسيطة خرج معي عائد من الدولارات ذو رقم من 14 خانة وبصراحة لم أستطع قراءته " رغم انني توجيهي علمي " , ولأول مرة يصرح مسؤول حكومي عن امتلاكنا لثروة بهذا الحجم مع سهولة استخراجها وبتكلفة معقولة , الا ان ما يخيفني هذه المرة بان الحكومة بدأت تلعب في المحظور وانها لن تعدم وسيلة للتراجع عن أقوالها هذه المرة أيضا واغلاق ملف اليورانيوم نهائيا وذلك خوفا من تهم الارهاب او ان يتم تشبيهنا بايران وربما سيتم التحفظ على الملف خوفا من قيامنا باستخدام اليورانيوم - لا سمح الله – لأغراض مختلفة , لكنني اعتمد على ذكاء الدكتور طوقان هذه المرة في اقناع العالم بان تركيبة اليورانيوم الموجود في الأردن مختلفة تماما عن اليورانيوم الموجود في باقي انحاء العالم كما نتمنى منه ان يخرج على شاشات التلفاز وكما قام وزير الصحة بشم السمكة ان يقوم الدكتور طوقان بابتلاع كيلو كامل من اليورانيوم لاقناع العالم بأنه غير مؤذي ولا يسبب السرطان ولا حتى الصداع لا بل على العكس تماما فان اليورانيوم تبعنا مؤدب وما بنفجر بل على العكس تماما يستخدم لاطفاء الحرائق وأخيرا نقنع الناس بان اليورانيوم موجود منذ فترات طويلة ويقوم أبناء البادية بخلطه مع الشيح وغليه وشربه كعلاج للمغص أحيانا .
أرحمونا وطلعو اليورانيوم .... مشان الله





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :