facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الإسلاموفوبيا


سلطان الفالح
18-04-2019 02:52 AM

تضاعفت الجهود الإعلامية بعد سقوط الشيوعية في بداية التسعينيات بخلق صورة سلبية عن المسلمين بشكلٍ عام والإسلام السياسي بشكلٍ خاص،فإنتهاء الحرب الباردة وتفرد الرأسمالية كنظامٍ عالمي جديد،وجه الأنظار في خلق نزاع من نوع آخر،وتشكيل حراكاً إقتصاديا،وإعلامياً،وثقافياً أقرب إلى الصراع منه للنزاع.

ويعزى أن الثورة الإيرانية عام ١٩٧٩شكلت إنطلاق الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة مما سوغ لها تدويل هذا المصطلح،وقد يكون ذلك بسبب تنامي تأثير الإسلام السياسي في الفترة نفسها،إلا أنه ومن حسن الطالع للنظام الرأسمالي،أن تزامنت بداية حرب الخليج وسقوط الشيوعيةفي بداية التسعينيات،الأمر الذي سوغ أيضاً للولايات المتحدة الأمريكية أن يتعاظم دورها كوصيٍ على منطقة الشرق الأوسط ،لتشكل نقطة إنطلاقتها الأولى،بخلق فوضى تشغل الرأي العام،والإعلان عن بداية ظهور تنظيمات إرهابية مثل تنظيم القاعدة ١٩٩٠،وحركة طالبان عام ١٩٩٤،ومجلس شورى المجاهدين ٢٠٠٦،وتنظيم داعش٢٠١٤.

لا يخفى على أحد أن الإسلاموفوبيا هي نتاج أمريكي بتصرّف،كما هي جميع التنظيمات الإرهابية المتطرفة،ولعل أغلب التحليلات تذهب تجاه أن الهدف من خلق هذه التنظيمات المتطرفة،القضاء على الإسلام السياسي غير الممارس بطبيعته لدى الأنظمة السياسية العربية،وإبقاء منطقة الشرق الأوسط في حالة فوضى وحاجتها المستمرة والمُلحّة للولايات المتحدة الأمريكية كَمُنجٍ لها من هذه التنظيمات الإرهابية كما هو الحال مع تنظيم داعش،وتشويه صورة الإسلام وطمس العقيدة،وإقناع الإعلام الغربي الموجه الجيل العربي بالحرية والإنفتاح تحت مفهومي الديمقراطية والليبرالية.

إن ما جاء به صامويل هنتنجتون في كتابه " صدام الحضارات " يُترجم واقع السياسة الدولية وطبيعة العلاقات أيضاً ضد الإسلام،فنجد الكثير من الصدامات شرعت بالظهور للواقع،فظهر ذلك جلياً في عدة حالات،مثل حادثة نيوزلندا كحالة إرهابية متطرفة ضد الملسمين كديانة،وهجوم الرئيس الأمريكي" دونالد ترامب " العلني على النائب الأمريكي ذات الأصول الإسلامية " الهان عمر " من خلال تغريدته على موقع تويتر " لن ننسى ابداً،وإساءة زعيم حزب النهج الصلب الدنماركي " راسموس بالودان " وتمزيقه للقرآن الكريم محاولة منه كإسقاط حاله سياسية دينية لإستفزاز الملسمسن المقيمين في كوبنهاغن العاصمة.

الإسلام الراديكالي والمتمثل في التمرد الإيراني وحزب الله وإعتبار الأخير منظة إرهابية،ليس له علاقة بالإسلام كسلوك عبادة وعقيدة، إذ أنه،منذ أن تحصلت الشعوب على إستقلالها،لم يعد الإسلام سياسياً لا بل سعى زعماء هذه الشعوب لتأطير وجود الإسلام بصورة حزب يخضع للقوانين ورقابة أجهزة الدولة الداخلية فقط،ولم يعد للإسلام اي دور في السياسة الخارجية.

إن الإسلام كدولة نشأ في أوج الحضارة الرومانية،فلم تنشأ الدولة الإسلامية بمفهومها السياسي بمعزلٍ عن الدين حتى سقوط الدولة العثمانية،فلم يُذكَر أن ثمة توجه من قبل زعماء دول العالم العربي لإنشاء دولة إسلامية،غير أن حالات خطف الطائرات أو الإعتداء على بعض السفارات ليس له أساساً سياسياً محسوباً على دولة بحد ذاتها كي يتم إعتباره خرقاً للقانون الدولي،فمن غير المنطق أن تُنسب الممارسات الإرهابية لكل المسلمين،اذ أن نظرة الأنظمة السياسية الغربية في فصل الدين عن الدولة ليس بالضرورة أن يكون منهجاً لباقي الدول الأخرى، لا سيما وأن سيادة القانون هي من تحدد طبيعة العلاقات الناظمة للأفراد بعضهم ببعض،إلا أن المقاربة بين الدين والدولة جعل من الإسلام ردكالياً إذا ما تم ربطه بمؤسسات النظام السياسي وإعتباره أكثر عدواناً وإرهابا وتطرفاً.

إن نظرية اللعبة تم تطبيقها من خلال هذه التنظيمات المصطنعة وبإسلوب مبتكر،ليس للدول العربية والإسلامية علاقة بها،وليس لها أيضاً القدرة على مواجهة أي لعبة جديدة بمعزلٍ عن الإرادة والتكامل المشترك للنهوض من جديد،وعدم الخضوع كإثباتٍ منهم على حسن النوايا،والعودة للدولة القومية،لتحقيق الأمن والسلام والرفاهية لشعوبهم، فالإسلام دين محبة وتعاون وتسامح،وقبول الآخرين كما هم،ففي قوله تعالى{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}،لا دين رهاب وبطش.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :