facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رمضان الكرك كان احلى مع "العم يوسف"


08-05-2019 09:53 AM

عمون – محمد الخوالدة

المسجد العمري من اقدم المساجد التي بنيت وسط مدينة الكرك (داخل الاسوار)، كان العم يوسف رحمه الله ويعتقد انه من اصول حجازية شعلة نشاط دائمة الاتقاد في هذا المسجد ويقيم في سكن قريب منه، لذلك ظل العم يوسف دائم التواجد في المسجد ساهرا على خدمته.

كان العم يوسف ورغم كبر سنه في ذلك الوقت وقبل ان تعرف الكرك التقنيات الصوتية الحديثه يصعد مئات الدرجات اللولبية خمس مرات في اليوم وصولا لصحن مأذنة المسجد شاهقة الارتفاع ليطلق بصوته الرخيم النداء الرباني 'حيا على الصلاة''حيا على الفلاح'، ولان هذا الحجازي التقي كان محط احترام كل اهالي مدينة الكرك، اطلقوا عليه كبارا وصغارا اسم العم يوسف .

لعل الجانب الاهم في مسيرة عمل العم يوسف مايتصل منها بشهر رمضان المبارك ، فالعم يوسف كان المسؤول عن اطلاق مدفع رمضان الذي كان يصل اليه سيرا على الاقدام لمسافة تزيد عن كيلومترونصف منطلقا من مسكنه في اقصى طرف المدينة الشمالي وصولا الى مكان وجود المدفع الذي كان ينتصب فوق سورقلعة الكرك الشمالي الواقعة في اقصى الطرف الجنوبي للمدينة المطل على المدينة لثلاث مرات يوميا ، واحدة لاعلان موعد الافطار واطلاقتان اخريان في الهجيع الاخير من الليل الاولى وتعني بدء السحور والثانية كانت تسمى مدفع (الرفعة) اي بدء الامساك عن الطعام والدخول في نهار صيام جديد.

ظل العم يوسف حريصا على اداء هذه الوظيفة حتى في زمهرير الشتاء الذي تعتبر قلعة الكرك الاكثر تأثرا به من بقية مناطق المدينة لارتفاعها واطلالتها المكشوفة على الجهة الغربية مصدرالرياح الشتوية الشديدة تغدو المهمة اكثر مشقة ان كانت مصحوبة بالمطر الغزير، ورغم ذلك كان العم يوسف يغادر مسكنه وقد حمل معه في (قفة) جلدية لوازم المدفع ، (وهو انبوب معدني متوسط سعة الفوهة) وبداخلها كمية من ملح البارود وقطع قماش كان يحشوها بتلك الانبوبة بشكل محكم وفي اسفلها كمبات كافية من ملح البارود،

ولاطلاق المدفع كان العم يوسف ومن خلال فتحة صغيرة في اسفل الانبوبة يشعل النار في ملح البارود الذي يدفع بقوة قطع القماش محدثة صوتا شديدا كان يسمعه سكان المدينة والقرى المحيطة بها بالنظر لصفاء الجو وعدم وجود اية مؤثرات تمنع سماعها في ذلك الزمن الطيب، لذلك كان مدفع العم يوسف التوقيت الوحيد لرفع اذاني المغرب والفجر الذي كان يتولاه في المسجد العمري عند غياب العم يوسف في مهمة 'اطلاق المدفع' المرحوم الشيخ عبدالحفيظ الزرو، كما كان صوت هذا المدفع اشارة البدء افطارا وامساكا لسكان القرى المحيطة بمدينة الكرك، ففي زمن العم يوسف لم تكن الكرك تعرف المذياع او اية وسيلة لتنبه الصائمين لهذين الموعدين.

وفي ذكر رمضان ايام زمان في مدينة الكرك لابد من الاشارة إلى المسحراتي، ويذكر ممن تولوا هذا العمل في ايام العم يوسف المسحراتي 'ابوشام' اقدم من شغل هذه المهمة في الكرك ، كان ابو شام يجوب بطبله وادعيته إلتى تداعب شغاف القلوب كافة احياء مدينة الكرك القديمة من اقصاها إلى اقصاها .

كان لاطفال الكرك في زمن العم يوسف حكاية تفيد ان الكثير من اطفال المدينة كان يروقهم عند اقتراب موعد الافطار مصاحبة العم يوسف الى القلعة لمراقبته وهو يطلق مدفع الافطار، ولهم حينها فرحتان، الاولى عند رؤيتهم وصول العم يوسف الى المكان وقد تجمعوا امام مدخل القلعة بانتظاره ، فيرددون ببراءتهم عبارة تجسد فرحهم قائلين بصوت واحد 'اجا العم ياعيال ، اجا العم ياعيال'، وبعد اطلاق مدفع الافطار ينطلق الاطفال متراكضين باقصى سرعتهم عائدين الى منازلهم .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :