facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أمريكا وإيران .. سياسة حافة الهاوية وليس الهاوية


د. زياد الشخانبة
27-05-2019 04:08 PM

منذ أن بدأ التأزيم في مياه الخليج قبل اسبوعين، أوضحت العديد من التقارير التحليليّة عدم رغبة ترامب شن حرب على إيران رغم التحشيد العسكري الضخم، والسبب أنه صرّح مؤخراً رغبته الاتصال بالإيرانيين لتوقيع اتفاق جديد بدلاً من الحرب، كما أنه قد وعد أبان الانتخابات الرئاسية عدم توريط الولايات المتحدة في حربٍ جديدة الشيء الذي سيلتزم به مع قرب الانتخابات.

المتابع الجيد لما يحدث اليوم في مياه الخليج، يجد أنه مجرد حرب نفسية بين طرفين يسعيا للوصول إلى اتفاقٍ جديد يرضيهما؛ أي أن طهران وواشنطن يتبعان سياسة حافة الهاوية القائمة على جر الأمور إلى الهاوية دون الوقوع بها بالفعل .

واليوم ترامب يُفكر جدياً في انهاء كل أشكال النفوذ الإيراني في المنطقة، الأمر الذي لم تعمل عليه الإدارة السابقة في اتفاقها النووي الذي يعتبره ترامب اخفاقاً، لذا فهو يسعى إلى اتفاقٍ جديد يحدد العلاقة مع إيران في كل الملفات الشائكة وليس فقط التوصل لحل يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، بل حتى هذا الهدف لم تنجح الإدارة السابقة في تحقيقه ويُعتبره ترامب اتفاقاً معيباً لامريكا وحلفائها لأن الاتفاقيّة تنص على تأجيل هذا الهدف إلى عام 2025م، لذا جاء الضغط العسكري والتحشيد الأمريكي لفرض اتفاق جديد على إيران وليس الحرب .

بالمقابل، فرضوخ إيران للمطالب الأمريكية الحالية هو صعب، إذ أن إيران نجحت سابقاً في إبرام اتفاق جيد لها دون دعم روسيا والصين له، فكيف يمكن لها اليوم أن ترضخ للضغوط الأمريكية والقوى الكبرى رافضة للتصرفات الأمريكية تجاه الملف الإيراني، فلا تزال أوروبا تتمسّك بالاتفاق مع إيران، ولا تزال الصين مستمرة في الحصول على النفط الإيراني رغم الضغوط على بكين التي لن تحيد في تمسكها بدعم طهران، إضافة إلى الدعم الروسي الصريح للموقف الإيراني خاصة بعد قرار إيران الأخير بتعليق بعض التزاماتها بالاتفاق النووي الحالي وبالتالي قد تعود إلى تخصيب اليورانيوم.

لا تريد طهران محاربة الولايات المتحدة بحسب تصريحات المرشد الإيراني الذي أفاد بأن لا حرب جديدة في الخليج، هذه التصريحات أيدها ترامب الذي دعا الإيرانيين إلى الاتصال به لوضع اتفاق جديد مقابل التطبيع الاقتصادي ودمج إيران في الاقتصاد العالمي، لذا سيبقى التحشيد والردع بالقوة دون استخدامها حتى تبدأ المفاوضات من خلال طرف عُماني أو سويسري .

ويذهب الكاتب إلى أن اتفاقاً جديداً قد لا ينزع نفوذ طهران في المنطقة بشكل كامل ولكنه سيركّز على حماية أمن حلفاء واشنطن، وقد تقبل طهران التخلي عن السلاح النووي مقابل عدم السعي لإسقاط نظام طهران، مع طمأنة دول الخليج باستمرار الدعم العسكري لهم وتعهد إيراني بعدم السعي للمساس بدول الخليج والاكتفاء بما حققته طهران من مواقع نفوذ تضمن به أمنها القومي، وقد تسحب طهران قواتها من الجنوب السوري وسحب الحوثيين من ميناء الحديدة اليمني، وربما يقود الاتفاق إلى تسوية للأزمتين السورية واليمنية على نحو يضمن توزيع النفوذ على مستوى الأطراف المتصارعة، مقابل رفع العقوبات الأمريكية من جديد على طهران عقب مع مراقبة عن كثب للتأكد من عدم استخدام طهران للأموال التي ستحصل عليها في زيادة نفوذها .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :