facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لا تزعجوا السفير .. إنه يلعب البولو


د. موسى برهومة
05-10-2009 05:09 AM

أغدق علينا سفيرنا في الصين بكرم منقطع النظير، كما فعل من قبله زميله سفيرنا في الإمارات العربية الذي لا يترك وفدا أردنيا أو شخصية سياسية أو إعلامية إلا ويغمرها بمتابعاته واهتماماته.

وعلى مدار عشرة أيام أمضيناها نتنقل بين شنغهاي، ونطل على معالم المدينة التي تعد عاصمة الصين التجارية، وبين بكين التي أبهرت العالم، الخميس الماضي، بعرض عسكري غير مسبوق بمناسبة احتفالها بالذكرى الستين لتأسيسها، لم ينقطع السفير الأردني في بكين عن متابعة شؤوننا واحتياجاتنا لحظة بلحظة، حتى إنه حرص على أن نطلعه على وقائع الاجتماع الذي جرى بيننا وبين مساعد وزير الخارجية الصيني، وكان والطاقم المسؤول في السفارة يدوّنون الملاحظات بانتباه شديد، لا سيما ما اتصل منها بتصريحات المسؤول الصيني عن الأردن، وعن موقف بلاده من الصراع العربي الإسرائيلي.

وكان السفير، متعه الله بالصحة واللياقة البدنية، قد ترك لعبته المفضلة، البولو، ليتفرغ للسهر على راحتنا، والسؤال المتواصل عن أحوالنا، ولم يتردد في الوقوف على سائر مشكلاتنا، ما صغر منها وما كبر، وما خفي منها وما ظهر.

ولأنني أكتب هذه المقالة وأنا على ارتفاع 40 ألف قدم، فلربما اختلطت عليّ الوقائع، وامتزج الحلم باليقظة.

أما وقد أزفت لحظة المكاشفة، وانقشع الالتباس، فإنني أعترف بأن ما تقدم ليس إلا أضغاث أحلام لا أكثر ولا أقل، أو ربما تكون حفنة أمنيات أراد العقل الباطن أن ينثرها في دروب الشوك والتشاؤم، كيلا تكون الحياة أضيق من مرور الرمح في خصر نحيل.

الحق أقول إننا لم نر السفير قط، ولا سمعنا عنه أو سمع منا أيما شيء. ولربما أن ثمة أشغالا خاصة حالت دون أن نكحل أعيننا المسهدات برؤيته، ومعانقة طاقم السفارة الممجدين.

وليس في تصرف سفيرنا المحبوب في بكين أي غرابة، فلم يكن زميله في الدبلوماسية، سفيرنا الأغر في الإمارات بأوفر كرما منه، ما يشي أن المعضلة ليست محصورة في هذين السفيرين، فالأمر يكاد يكون سمة طاغية لعدد غير قليل من سفرائنا في الخارج، بخلاف سفراء الدول العربية الذين أكلتنا نيران الغيرة ونحن نشاهد كيف يتعاملون من أبناء بلدهم، ويحسنون ضيافتهم ويكرمون وفادتهم.

ويحدثنا زملاء لنا شيوخ في مهنة المتاعب عن حفاوة السفراء أيام زمان التي يبدو أنها أضحت عصية المنال في وقتنا الراهن. هؤلاء عندما كانوا يحلون ضيوفا على بلد، يجدون السفير الأردني بانتظارهم في المطار، ولا يتركهم إلا وقد أوصلهم إلى مدرج الطائرة في رحلة العودة.

لم يعد الزمان الجميل متوافرا الآن، لأن أولئك الرجال ليسوا رجال الراهن المشغولين بالبولو والصفقات التجارية، والذين لا يملكون وقتا لممارسة أبسط مهمات البروتوكول التي تحض على تفقد الرعايا الأردنيين ولو بشكل إنساني، فالكلمة الطيبة صدقة.

عدنا من الصين، وقبلها بأشهر من دبي وأبو ظبي، وكان يحفّنا أصدقاء وزملاء كرماء ونبلاء أمطروا علينا بوابل من سخائهم وسماحتهم، ومنحونا الكثير من وقتهم الثمين جدا، وحسبنا هؤلاء سفراء حقيقيين، لكن بلا أعلام وطنية ترفرف على مقدمة سياراتهم.

m.barhouma@alghad.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :