facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مركزية الدور ومشروعيته


طاهر العدوان
08-10-2009 04:01 AM

منذ ان ترأس الملك مجلس السياسات يوم الاثنين انتقل الموقف الاردني, ضد اجراءات التهويد والاعتداءات على المسجد الاقصى, من الدبلوماسية الناعمة وغير العلنية غالبا, الى اللهجة المتشددة والحركة الاكثر فاعلية ضد هذه الاجراءات والاعتداءات.

والمردود الاولي لهذا التطور ارتياح بين اوساط الرأي العام الاردني, الذي سيعبّر غدا, في العاصمة والمحافظات, عن سخطه وغضبه ضد الاحتلال, ونصرة للقدس الشريف من خلال المظاهرات والمسيرات والصلوات.

لكنني, مثل كثيرين غيري في الاوساط السياسية والاعلامية والحزبية والنقابية نتطلع بل نطالب باجراء تعديل جذري وجوهري على مسار السياسة الاردنية. في عدة محاور تتعلق بالقضايا ذات الطابع المؤثر على مستقبل البلد وامنه واستقراره.

نتطلع الى دور قيادي اردني, اكثر حضورا وفاعلية تجاه تطورات القضية الفلسطينية وملفاتها, من بناء علاقات متوازية بين حكومتي رام الله وغزة اي بين فتح وحماس, الى حضور دبلوماسي وسياسي واعلامي اشد وقعا وتأثيرا تجاه معركة مقاومة الاستيطان والتهويد في القدس المحتلة, ليس فقط من باب الالتزام بالقضية المركزية للامة, ولكن من باب ما اصر عليه الاردن الرسمي والشعبي, في معاهدة وادي عربة من دور اردني, في رعاية المقدسات (الاقصى والصخرة والمقدسات المسيحية) وهي رعاية مهددة بالنسف, ازاء ما يجري على الارض من حفريات وانفاق واعتداءات اسرائيلية.

وبالاشارة الى ارتباط القضية الفلسطينية بالاردن في 4 قضايا ذات طابع استراتيجي هي (1) العامل البشري واللاجئون (2) الحدود (3) المياه (4) الأمن. فان طابع المرحلة التي تمر بها القضية من خطر (التصفية) او (التسوية) يفرض ان ينتقل الدور الاردني من كراسي المشجعين والمتضامنين, الى طرح المبادرات وقيادة العمل السياسي على المستوى العربي والدولي, امام كل لحظة خطيرة وحاسمة تنزلق فيها طرق المفاوضات والمساومات بما يهدد عروبة القدس ومقدساتها ويهدد, بمستوى لا يقل خطورة, الامن الوطني الاردني.

واذا كانت مصر قد اكتسبت مشروعية دورها في الوساطة بين الفلسطينيين وحل مشكلة حصار قطاع غزة, لان القطاع على حدودها, ويؤثر حصاره على صورة النظام ومصالحه وامنه. فان الاردن بحكم حدوده الطويلة مع الضفة الغربية, والتزاماته التاريخية تجاه القدس, وعبئه الاكبر من اللاجئين يمتلك مشروعية دور, لا يستطيع احد ان يجادله فيه او ان ينتقص من اهميته, دور قيادي اهم بكثير من ادوار العواصم العربية الاخرى مهما كبرت او صغرت.

لا يتناسب مع حجم الدور الاردني المطلوب, التمسك فقط بشعار الدولتين امام الاجراءات الاسرائيلية لفرض امر واقع خطير, ولا الاكتفاء بالوقوف في الصف العربي الطويل المتمسك بالمبادرة العربية للحل. ذلك ان اي تطور كارثي على ساحة الضفة والقدس المحتلتين, هو بالدرجة الاولى سيؤثر سلبا على الامن والمستقبل الاردني, وهو ما يؤهل عمان لدور مميز عن الجميع, وبما يجعله قياديا مؤثرا, من منطلقه الديمغرافي والتاريخي والقومي والديني.

وفي يد الاردن اوراق عديدة يمتلكها بفضل تراكم سياسة حكيمة ومعتدلة افرزتها مكانة الملك وحركته الايجابية على الساحة الدولية, خاصة علاقات جلالته المميزة مع العواصم صاحبة القرار العالمي, اوراق تجعل الدور الاردني - ان استخدمت - مركزيا وفي طليعة الادوار, وتضع المصالح الاردنية على رأس اجندات جميع الاطراف, وكل ذلك, ستكون له تداعياته الايجابية المؤثرة على الرأي العربي والمحلي, بما يعيد للاردنيين مشاعر يفتقدونها بأهمية بلدهم كطليعة في الدفاع عن قضايا امته والأهم ما يعزز ثقتهم بالمستقبل.0


taher.odwan@alarabalyawm.net





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :