facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحاجة إلى تطوير القطاع الحكومي من جسم المؤسسات و ليس من خارجها


د. اسماعيل ملحم
03-07-2019 12:12 PM

تعرف (المهارة القيادية ) بأنها قدرة القائد على أحداث المواءمة بين الفريق و البيئة الخارجية و الداخلية ، و (المدير القائد ) هو من يعمل على تحقيق النتائج المتوقعة منه بحكم منصبه.

و بنظرة تقييمية إلى مؤسسات القطاع العام عبر الخمسة و العشرين سنة الماضية نجد أن غالبيتها تقوم بواجباتها مشكورة بشكل مقبول ، لكن دون أن تصل إلى حالة الرضى من متلقي الخدمة ، حيث يطمح المواطن دائما إلى الأفضل و يقارن بين ما يقدم له و ما يراه في بلدان آخرى ، خاصة في مجال الخدمات في المياه و الصرف الصحي و التعليم و الصحة و شبكات الطرق و غيرها ، بل إنه حين يقارن مع انجازات القطاع الخاص في بلده يصاب بصدمة ، رغم توافر الموارد البشرية و المادية في كلا القطاعين و لكن طرق الإدارة و التعليمات الناظمة هي من تختلف .

و من هنا تبرز الحاجة إلى وجود إدارات قيادية نوعية تحسن إدارة الموارد و ذات رؤية واضحة هدفها صالح الوطن و الارتقاء بالعمل نحو الافضل و زيادة الإنتاج ، و لعلنا في تدقيق وجوه الإدارات العليا التي تعاقبت على كثير من مؤسسات القطاع العام عبر السنوات الماضية مع كل الاحترام و التقدير لها ، نجد أن عددا منهم قد تم تعيينه من اكاديميي الجامعات أو رجال الاعمال - مع الاحترام الشخصي لهم - مما تسبب في نتائج غير مرضية على صعيد الانتاج و النوعية ، اذ ان افتقارهم للخبرة في القطاع العام و العمل الحكومي جعلهم رهينة لحاشيات ذات مصالح ذهبت بهم الى الشكليات و تناست الجوهر ، فبدل الإنتاج و تقديم الأفضل أصبح التركيز على تنقلات و احالات على التقاعد ، و بدل اشعار المواطن بوصول حقوقه أصبح المواطن إلى حد ما فاقد الثقة بالخطط و المشاريع الموعود بها . و حتى من ملك منهم شخصية مستقلة و فكر ، ذهب إلى تطبيق نظريات اقتصادية أو تربوية أو إدارية متأثرة بالفكر الغربي أو الاشتراكي او غيره لا تناسب واقعنا بتاتا ، فالبيئة و الموارد و الظروف تختلف.

و على الجانب الاخر فأن مؤسسات القطاع العام بها كثير من الخبراء و المتميزين و لا حاجة لجلب إدارات غريبة على جسم مؤسساتها ينقصها الخبرة و قوة التأثير، و يكفينا فخرا ان معظم القيادات الإدارية في بلدنا العزيز ممن نتغنى بانجازاتهم كانوا من رحم القطاع العام و بدأوا موظفين صغارا إلى أن ارتقوا لأعلى المناصب مثل : المرحوم وصفي التل و المرحوم عبد الحميد شرف و مضر بدران و المرحوم ذوقان الهنداوي و غيرهم ، أما من أدار دفة عديد من مؤسسات القطاع العام من خريجي الجامعات الغربية و الشرقية ،فقد أخفق معظمهم في تحقيق الأهداف المطلوبة منه و خاصة في الملف الاقتصادي الذي يثقل كاهلنا ،
، و الدليل ما نلمسه من تراكمات تلك الإخفاقات و تراجع الجودة .

ان المهارات القيادية العامة المتمثلة بالاتصال و التفكير و التحليل و القدرة على اتخاذ القرار اذا ما توفرت عند موظف الدولة يضاف إليها الرصيد الاخلاقي و نظافة اليد تعطي صاحبها القدرة على القيادة و النجاح و الإبداع في مؤسسته . فلديه حصيلة خبرة طويلة و لديه تشخيص لحل مشاكلها و لديه افكار ابداعية للدفع بنجاح مؤسسته و رفد الاقتصاد الوطني بموارد جديدة بشرية و مالية و تقديم الخدمة المثلى ، وحتى من ناحية الكلفة المالية يبقى موظف الدولة أقل كلفة بكثير ممن يتم ربطهم بعقود و برواتب عالية الكلفة من خارج القطاع العام.

وبعد ، فهل لحكومتنا الرشيدة ان تحسن في اختيار القيادات الإدارية الجديدة من رحم مؤسسات الدولة ممن افنى عمره في الخدمة العامة و صقل خبراته بالدورات التدريبية و التثقيفية و التخطيط الاستراتيجي ، و في الاخذ بمعايير الخبرة المؤسسية و القدرة على الإبداع و حل المشاكل و وجود برنامج عمل يحاسب عليه المسؤول، ام نبقي اشغال هذه المواقع الإدارية طموح الساعين إلى المكاسب و حمل الألقاب الرنانة .
حفظ الله الاردن الغالي و رحم من قدم لوطنه بإخلاص من جيل الأوائل ووفق كل من يعمل على تحقيق ازدهاره





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :