facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الكرك .. شعر لا يطعم خبزا!


سميح المعايطة
21-10-2009 02:26 AM

زيارة كريمة للملك إلى محافظة الكرك، واقتراب ملكي من قضايا الناس، وهناك من حضر واستمع وهنالك كلمات سمعها الملك من بعض المسؤولين والوجهاء مثل كل الكلمات، وهنالك من حضروا وهنالك من لم تتم دعوتهم وعتبوا، وعاد معظم الحضور إلى عمان، لأنهم من سكانها، وتابع أهل الكرك الصور وشاهدوا من تحدثوا على شاشة التلفزيون، وعلى صفحات الصحف والمواقع الإخبارية، وعادت الحكومة إلى عمان وتحول الخبر إلى أرشيف، لكننا نبحث عن المتابعة والفرق بين الكرك الأمس والقادم من الأيام.

وربما لو اختزلنا الكثير من الأمور لوجدنا أن الكثير من المطالب التي يتم الحديث فيها تتكرر الآن، وما زالت الكرك هي الكرك متخمة بالانتماء والصدق والرجولة، وأيضا مكتظة بالإهمال التاريخي، ومطالبها ليست معجزة أو تعجيزا، ولا تحتاج إلى كثير من الخطابات، مثل حال كثير من محافظاتنا، التي كانت الأقل حظا على أولويات الحكومات، وكان يقال بحقها الشعر والمديح ويتم رفعها إلى السماء عبر البلاغة، لكنها تكون في ذيل الأولويات عندما يكون الأمر متعلقا بالعمل وبناء حالة تنموية.

الكرك محافظة السياحة والزراعة والموارد الطبيعية، لكنها مثل من يملك ثروات نظرية لأنها لا تنتفع إلا بقدر يسير من مواردها، فالزراعة تتراجع بسرعة والسياحة على ما تيسر، والموارد الطبيعية لم تترك آثارا تنموية كبيرة عليها.

لهذا فالنسبة الأكبر من أبناء الكرك هم من الموظفين في أجهزة الدولة المدنية والعسكرية ومن أصحاب الرواتب المحدودة، والمطلوب ليس مزيدا من الشعر بجمال وأصالة الكرك من السياسيين والمثقفين، بل بناء حالة تنموية حقيقية تجعل ابن الكرك يجد عملا في محافظته ولا يكون مضطرا للهجرة الدائمة أو المؤقتة إلى عمان والزرقاء ليعمل موظفا صغيرا أو عاملا براتب لا يكفيه لحياة عادي.

لم تعد الكرك بحاجة إلى مزيد من الشعر، بل إلى عمل حقيقي وخطة واضحة لتحويلها إلى منطقة جاذبة لأهلها وشبابها، وتوفير فرص عمل فيها لكل طبقات المهن والتعليم، فالمدينة الصناعية فيها فرص عمل، لكنها فرص صغيرة من حيث المردود.

وجامعة مؤتة حملت الكثير من أعباء ضعف التنمية عبر التعيينات لكنها لم تعد تملك القدرة على مزيد من التعيينات، ولهذا فإن العمل الحقيقي هو رفع مستوى التنمية الاقتصادية فيها حتى لو عبر مشاريع اقتصادية عامة.

والمعجزة الأخرى أن تكون الحكومات جادة في استثمار الموارد، فهل هنالك سياحة في الكرك تشكل مردودا على المدينة؟ الجواب يمكن ملاحظته لمن يزور الأماكن السياحية، فالكرك فيها القلعة وأضرحة الصحابة والمياه المعدنية في وادي بن حماد، لكن السياحة متدنية، لأن الاهتمام متواضع.

بدلا من الكلمات الرنانة حول الأصالة وعبق التاريخ، فلتدفع الحكومة جهدا ومالا لرفع مستوى السياحة والزراعة، وبذل كل أمر يحول الكرك إلى محافظة خارج إطار الإهمال.

الكرك لا تطلب المعجزات، لكنها تبحث عن خطوات كبرى يجد معها أهل المحافظة فرقا بين سنة وأخرى.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :