facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




على هامش الصخب حول نتائج التوجيهي


فتح رضوان
31-07-2019 08:52 PM

بكل صراحة طفح الكيل كثيرا بالمزاودين على الوزارة ومنهم ربما وزراء سابقون، فإذا كانت هناك منهجيات حافظت على احترامها ووقارها على مدار عشرات السنين فعلى رأسها امتحان الثانوية العامة والذي يضع ابن الوزير وابن الفقير على مسطرة واحدة حتى لو قلنا أن ابن الوزير يدرس في مدرسة خاصة جدا وابن الفقير يدرس في مدرسة حكومية قد اهترأت مقاعدها.

لقد فاجأنا امتحان الثانوية دائما، فبالكاد يكون الأول على الامتحان من مدرسة خاصة فمعظم الأوائل أتوا من مدارس حكومية أو خاصة في بعض الأحيان أو من مخيمات وحتى لو أتوا أحيانا من مدارس خاصة فغالبا ما تكون هذه المدارس قد استدرجتهم بالمنح الدراسية من مدارس التربية، فالامتحان عادل شئنا أم أبينا وعدالته لم تتبدل ولم تتلون على مدار عقود وهذا تاريخ صنعته وزارة التربية بكل جنودها المجهولين.

هل أصبحت الأردن كلها مختصون تربويون وأليس من حق الوزارة أن تمارس سياسة في صعوبة أو سهولة الأسئلة .

ألم يكن يشتكي الطلاب وأولياء الأمور من صعوبة الأسئلة كل عام فإذا مررت الوزارة سنتنا هذه بأسئلة مريحة فهل على الجميع أن يصبح خبيرا ومعلقا تربويا.

يذكرني ما يجري من نقاشات وعلى ألسنة الجميع هذه الأيام بقصة صانع الشاي الهندي الذي يفقه السياسة والاقتصاد وهندسة المرور والسياسات العامة ولكن الزبائن يشتكون من رداءة الشاي الذي يصنعه.

أنا على ثقة مطلقة بأن من ينتقد النتائج ولا سيما من الوزراء السابقين كان سيتصرف بنفس طريقة الوزارة في امتحانات هذا العام ولنفس الأسباب.

على من ينتقد الامتحان وسهولته أن يبتهل إلى الله بالدعاء أن تتعلم كل مؤسساتنا من مهنية وعدالة الامتحان ، فلم يحدث في تاريخ الأردن مثلا أن خاف عامل وطن على ابنه أن يتقدم لامتحان ثانوية عامة غير ذاك الذي يتقدم له أبناء الوزراء.

إذا كنتم يا سادة من أصحاب المناصب الرفيعة تريدون أن تقدموا للوطن شيئا فتعلموا من امتحان الثانوية العامة عدم استخدام الواسطة في تقلد المناصب واكتساب المزايا والمكاسب.

إذا كانت الجامعات تشتكي من ارتفاع المعدلات هذا العام، فلتقدم لنا نموذجا عادلا في كيفية الابتعاث لنيل درجات الماجستير والدكتوراه لنضمن خريجا جامعيا كفؤا للعمل.

على كل من ينتقد ويوجه سهام التجريح أن يتقن ما هو فيه ويترك وزارة التربية تمضي في طريقها لإزالة رهاب التوجيهي.

إن التربية والتعليم ليس مسؤولية وزارة التربية فالبيت والعائلة والمجتمع والمؤسسة والشركة والمصنع والمزرعة وكل صاحب مسؤولية مسؤول عن التربية والتعليم.

في كل اتجاه ذهبنا نرى خريجي مدارسنا يطوفون العالم ويقدمون للعالم أرقى النماذج في الخلق والتربية والالتزام والتفوق، ألا يُحسب هذا لوزارة التربية وكوادرها على مدار السنين، هل علينا دائما أن نقدح، دعونا نتعلم أحيانا كيف نمدح.

إن ما أخشاه أن تتأثر الوزارة بما تسمعه من تعليقات، فنعود الى كهربة البيوت بأجواء التوجيهي مرة أخرى، هذا الرهاب الذي عشناه دهرا طويلا ليس موجودا في الدول التي تصنع الطائرة والسيارة ووصلت لأعلى مراتب التقدم والرفاه.

إن ما صنعته الوزارة من فرحة هذا العام ربما كان أصعب عليها من كل الخوف الذي كانت تصنعه الامتحانات في كل السنوات السابقة، وننتظر أن تتطور مؤسسة امتحان التوجيهي أكثر وأكثر ليصبح التقدم للامتحان متعة وصناعة نجاح متراكم بدأ منذ الصف الأول الابتدائي.

وفي الخلاصة ولأول مرة أسمع في غريب التعليقات أن الحكومة أصبحت شعبوية، فهل المقصود أن الحكومة يجب أن تكون مفصلة لنخبة في هذا الشعب.

أن حكومة شعبوية بمهنية وعدالة خير من حكومة لا تخدم سوى بضع طبقات في المجتمع، نعم نريد حكومة شعبوية بمهنية وعدالة في الصناعة والزراعة والتجارة ولن يُعيق تقدمنا سهولة امتحان التوجيهي كما لم تنفعنا صعوبته في كل العقود الماضية.

إن النجاح قصة وليس حدث ورواية باهرة يرويها ويصنعها الجميع كل في موقعه وعودا على بدء فكل الشكر التحية لوزارة التربية التي سهرت وتعبت وابتكرت وأنتجت لتُعطينا مساحة فرح عريضة لم نعرفها لعقود خلت وليتحمل كل وزير مسؤوليته الآن لصناعة فرح مماثل في قطاعه ومجال اختصاصه، فصناعة الفرح المنضبط والمشروع هو التحدي وليس التحدي صناعة الفشل والإحباط.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :