facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




زيارة عائلية


عرار الشرع
25-08-2019 01:11 AM

يوميات أبو نافز (3)

سحب أبو نافز نفسا عميقا من النرجيلة في قهوة "البحارة"* على تخوم الرمثا وهو ينتظر ابن اخته العائد من سوريا بعد رحلة سريعة فهو كبحار يحب زيارة سوريا الشقيقة أكثر من مرة في اليوم.

لكن ما الذي حمل أبو نافز إلى الحدود؟ وماذا يريد من ابن اخته المتزوجة في الرمثا؟ التي لم يعرج عليها وذهب مباشرة إلى الحدود.

كل ما في الأمر أن أبو نافز أراد أن يفاجئ الزوجة الغالية بجلباب وحجاب وحذاء، لكن الأسعار حتى في المخيم كانت أكثر من قدرته، ما دعاه إلى بث شكواه إلى ابن أخته سامر أثناء زيارته لخاله، فما كان من سامر إلا أن تعهد بجلب المطلوب وعلى حسابه، تعزز أبو نافز وهو راغب وأجاب موافقا بعد جدل لم يستمر طويلا، وها هو في الرمثا ينتظر سامر ليفي بوعده.

وما هي إلا لحظات حتى هل سامر منشرحا وبيده أكياس المطلوب، تناولها أبو نافز بسرعة، حتى أنه نسي أن يشكر سامرا، فعاد أدراجه لفعل ذلك وكان الجواب الدائم: له يا خال عيب عليك ما في شي من واجبك، خيرك سابق، فقاطعه أبو نافز: ياخال لا تنسى دخانات جارنا الدكتور ترى وصاني مرتين واستحيت أقله ما معي مصاري*، رح أقله وصيتلك وهاليومين بوصلن، أومأ سامر بالموافقة وأكد لخاله أنه لن ينسي "كروزين المارلبورو الأحمر" وسيجلبهما خلال يومين.

هرول أبو نافز نحو المجمع، فأمامه باصان ليركبهما وصولا إلى البيت، وكان فرحا بأن ابن أخته "بيّضلُه وجهه".

تلك القصة وقعت في عام 2009، حين كان البحارة "متنغنغين"*، فلم تكن الحرب قد فتكت بسوريا، ولم تغلق الحدود مع الأردن، ولم ينقطع رزق البحارة بعد.

وفي 2019، يحمل أبو نافز علبة شوكولاته وعشرين دينارا في جيبه الأيسر ليعايد على أخته في الرمثا، فهو لم يزرها منذ العيد الماضي، ولا يريد أن يثقل عليها بهمومه التي يرويها كلما زارها عن ضنك العيش والفقر فالحال بعد الحرب غدا من بعضه، ولم تعد تلك الأخت الميسورة التي تلمع ذراعاها ذهبا، فالحال تغير، وكسائر البحارة فإن زوجها وأولادها الثلاثة لم يدخروا قرشا أبيض لهذا اليوم الأسود.

دخل على أخته زهرية وقد أحاط بها زوجها وأولادها الذي لم يكن يوما ليجدهم جميعا في البيت، لكن الحال تغير، فهم "عواطلية"* على رأي نسيبه، ولا يكاد يدخل دينار إلى البيت كل أسبوع، فسامر الأكبر عاطل عن العمل، وأحمد يعمل يوما ويغيب عشرة، والصغير مصعب لا يزال على مقاعد الدراسة.

قبّل أخته وعائلتها وجلس وما كاد يضع علبة الشوكلاته على الأرض حتى سارع الأولاد لفتحها والتهام مافيها وما زالت أمهم تقول: ليش غلبت حالك يا خوي؟ ما إحنا عارفين الوضع، ولم تكد تنهي زهرية حتى بادرها أبو نافز، بالعشرين ودسها في يدها محاولا أن يخفيها عن ا لحاضرين، لكن زهرية فضحته عندما غمزت زوجها الذي تناول المبلغ بسرعة وهرع إلى السوق، فنسيبه عنده ويجب أن يقوم بالواجب ويشتري لحمة وأرز وباذنجان وبطاطا "لزوم المقلوبة" لإكرام أبو نافز، حاول أبو نافز التملص من العزيمة لكنه كان موقنا أنهم لن يستجيبوا ولن يوفروا قرشا ما دام هناك ضيف داس بساطهم.

ملاحظة: أم نافز لم تأت لأنها "بتكره أخته زهرية اللي شايفة حالها".

• بحارة: مهربو البضائع على الحدود.

• مصاري: مال

• متنغنغين: يعيشون في سعة

• عواطلية: عاطلون عن العمل





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :