الفقر و"القمرى والربيع" الكرك مثالا ..
الكرك
03-09-2019 07:50 AM
عمون – محمد الخوالدة
كل اصحاب المصالح التجارية في الكرك يشكون ركود تجارتهم ، وغالبية عظمى من المواطنين تتحدث عن اوضاعها المالية العسرة التي اربكت معيشتها ، نعم فوفق مارصدته "عمون" فان معظم المتاجر في المحافظة تراجعت مبيعاتها بشكل كبير ، فصاحب متجر في احدى ضواحي مدينة الكرك قال" كانت مبيعاتي اليومية تزيد عن مبلغ الفي دينار ، اما في هذه الايام – اضاف صاحب المتجر- فمبيعاتي اليومية تتراوح مابين (500 – 600) دينار فقط "، ماقاله صاحب المتجر هذا ينسحب بمشاهدة الواقع على كافة المحال التجارية وبمختلف تخصصاتها ، وفي الاطار ايضا ثمة ارباب اسر يروون قصصا مؤثرة عن اوضاع اسرهم المعيشية .
يقول مهتمون بالشان الاقتصادي في المحافظة ، ان مايذهب اليه التجار وارباب الاسر صحيح ، فاكثر من ثلثي اسر المحافظة تتأتى مداخيلهم المالية مما يتقاضونه من رواتب واجور شهرية ، رواتب واجور "تابع" المهتمون اتاها "الخسف" من فوقها واسفلها ، ثبات مرت عليه عقود رغم تضخم تجاوز السقوف وغلاء اسعار ورسوم وضرائب وكلف خدمات اساسية تضاعفت اضعافا .
وسط هذا الواقع – يضيف المتابعون – ثمة مشاهد معاشة تعطي انطباعا بان الوضع "قمرى وربيع" ، منها مثالا لاحصرا مئات الشباب الذين يملأون مساء وليلا جنبات مقاهي "الكوفي شوب" التي تتزايد اعدادها في المحافظة من شهرلاخر كيف لاغلبهم تدبر امورهم المالية ، فكلفة الجلسة الواحدة في اي محل كوفي شوب يقدرها المتابعون مابين (2- 5) دنانير .
المشهد الثاني الذي استرعى انتباه المتابعين اياهم هو الاف السيارات الخاصة التي يقودها في اكثر الحالات شباب او ارباب اسر تشكي العوز ، ولو قسمت هذه السيارات بتقدير المتابعين على عدد سكان المحافظة فمن نصيب كل اسرة سيارة ، سيارات يوضح المتابعون تراها في حركة دؤوب في شوارع وطرقات المحافظة ، تتحرك احيانا لحاجة وفي الاعم الاغلب "فشخرة وتعاظما" ، وامتلاك سيارة براي المتابعين يتطلب محروقات وصيانة وتصليحا ، والسؤال بحسب المتابعين من اين لسائقيها تغطية هذه الكلف المرتفعة .
يرد المتابعون المشهدين المشار اليهما وهما بقول المتابعين قد لايكونان حكراعلى محافظة الكرك لحالة التبذير وسؤ التدبير وعدم"مد اللحاف بطول الارجل " وترتيب اولويات الانفاق التي تعيشها اكثر الاسر ، فرغم شكوى المواطنين من ضيق الحال وضنك البال الا انهم في اكثرهم منغمسون بالثقافة الاستهلاكية على مبدأ" اصرف مافي الجيب ياتيك مافي الغيب" ، والا مامعني – يتساءل المهتمون – امتلاك كل افراد معظم الاسر لهواتف خلوية يحرصون جميعهم على ابقائها دائمة الفعالية ، هذا ان لم يتابع بعضهم محدثات التطور فيغير هاتف الخلوي وفقا لهذا المقتضى ، ثم مامعنى يضيف المتابعون ان تعمد بعض ربات الاسر وهن يشكين "الطفر وقلة الزفر" الى تجديد اثاث المنزل رغم صلاحيته كل عام او ازيد بقليل ، هذه قال المتابعون بعض المظاهر المعاشة في مجتمعنا وفي الجعبة كثير. ثم مامعنى "زاد" المتابعون ان يقف سائق سيارة في محطة المحروقات ليعبىء خزانها بوقود بقيمة دينارين او ثلاثة دنانير .
في قناعة المتابعين ان ميل اكثر اسرنا للانماط الاستهلاكية غير المبررة يجعلها توجه جل مدخولها المالي لانفاق غير ضروري ، وعلى حساب حاجاتها الاساسية ذات الصلة باسباب حياتها ، من هنا يقول المتابعون يشكو الركود تجار المواد الغذائية وتجار الملبوسات والخضار والقصابون وحتى اصحاب المخابز .
روى احد المتابعين شهادتين ل"عمون" قال في اولهما ان الصدفة قادته ليكون حاضرا عليهما ، اولى الشهادتين اللتين رواهما ، انه كان وبحكم الصداقة جالسا في مكتب احد المسؤولين حيث دخل للمكتب شخص بصحبة ابنه الشاب ، جاء راجيا المسؤول ان يوظف الابن ليساعده في نفقة الاسرة وليتدبر هذا الشاب نفقته الشخصية ، واضاف المتابع ماحصل ان رن الهاتف الخلوي الفاخر الذين كان يحمله الشاب بيده ، وحين اطلع المسؤول على الهاتف الفاخر اعتذر من مراجعه قائلا "هناك اشخاص اولى بالوظيفه ممن يحمل هاتفا خلويا بهذا الطراز .
وفي الشهادة الثانية اشار المتابع الى شاب دخل بسيارته الى محطة محروقات طالبا لعامل المحطة ان يبيعه وقودا بثلاثة دنانير ، هذا يعني بحسب المتابع ان الشاب لايملك من النقود سوى الدنانير الثلاثة معطيا الاولوية لوقود سيارة ليس بحاجة لامتلاكها على حساب امر اكثر اهمية له او لاسرته ، هذا مايعكسه وفق المتابع منظر السيارة وهندام الشاب الذي رايت .