facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما بين الفن والسياسة


د.خليل ابوسليم
05-11-2009 11:59 AM

قديما كنا نستمع إلى الأغنية الوطنية تنطلق من حناجر المطربين الوطنيين الملتزمين بأداء فن راقٍ يشحذ الهمم ويدغدغ العواطف والعقول، أمثال فارس عوض وغيره من الفنانين دون أن يكون هناك أي امتهان لكرامة هذا المطرب أو ذاك الفنان، مثلما كنا نستمع أيضا إلى الأغاني العاطفية تصدح من أفواه مطربين عمالقة حفروا أسماءهم في ذاكرة التاريخ أمثال عبد الحليم وفريد الأطرش وأم كلثوم وغيرهم، حيث كانت أغنياتهم تلامس هموم النفس وتقف على تخوم القلوب، وبقيت خالدة إلى يومنا هذا على الرغم من رحيل هؤلاء العمالقة.
اليوم بتنا نرى أكثر مما نسمع عن فنانات وراقصات تبوأن سدة الفن من خلال أجسادهن وكشف مفاتنهن الشيطانية بحيث لم يبق من جسدهن مقدار شبر إلا وتم تحريره بطريقة رخيصة ومهينة بحثا عن المال والشهرة، حيث سقطت في سبيل ذلك كل الأقنعة لتكشف كل مستور.
والمدهش أن هؤلاء الفنانات والراقصات صرن يتنافسن فيما بينهن على درجة الجرأة –الوقاحة- من خلال التشليح والتبويس وال.... حيث في ذلك مصلحة عليا – حسب ادعائهن- خدمة للفن والنهوض به، وفي سبيل تحقيق ذلك أصبحن يتهافتن على مراكز التجميل في محاولة منهن لتعديل أجسامهن بطريقة النفض الكامل لتظهر بشكل تصبح معه أكثر ابتذالاً وامتهانا، لتحتل بذلك عناوين الصحف والمجلات.
هؤلاء الفنانات لا يتورعن أبدا عن كشف المزيد وفعل المشين، لا بل وصلت وقاحة البعض منهن بعدم ممانعتهن القيام بأي مشاهد ساخنة – إن بقي شيء لم يفعلنه- من خلال الفيديو كليب إعلاءً للفن وخدمة للإنسانية، وعلى اعتبار أن ذلك يدخل في باب الحرية الشخصية والانفتاح على الآخر.
الغريب في الأمر أيضا هو عندما تسال تلك الفنانة فيما إذا تم استخدام جسدها بشكل مغري كوسيلة للإغراء والشهرة، تسارع إلى نفي ذلك وبشدة، حتى يخيل إليك انك أمام امرأة طاهرة عفيفة شريفة.
أفعال وتصرفات البعض ممن تبوءوا سدة المسئولية من مسئولين وسياسيين، ليست بعيدة عن أفعال وتصرفات تلك الفنانات والراقصات، وتكاد تكون مطابقة لها من حيث الهدف والغاية، مع اختلاف في الوسيلة،حيث وسيلة الفنانة جسدها بينما الوسائل لدى المسئول عديدة والسياسات مبتكرة،فمن سياسة التطفيش والتطنيش إلى وسيلة التجويع والتركيع، وكل ذلك خدمة للمصلحة الوطنية.
بقي أن نشير إلى أن مهمة نفي وتبرير وتجميل أفعال وتصرفات المسئولين أنيطت بالناطقين الإعلاميين الذين تقع على كاهلهم مسئولية الفبركة والتلميع، لدرجة أنهم ما عادوا يعرفون للصدق معنى بعد أن امتهنوا فن الكذب والتزوير، وليتفرغ المسئول لمهام كبرى وخديعة أخرى.
kalilabosaleem@yahoo.com





  • 1 طالبه جامعه 28-04-2010 | 01:52 AM

    كــلام كبير دكتورنـا ..
    بجد أصبحت الشهره والمـال يغلب تفكير الكثير ,,


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :