facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المفاجأة السنوية .. غياب الجامعات العربية


د. عامر السبايلة
10-11-2009 08:37 PM

في كل عام وعندما تطالعنا التقارير الدولية وسلم الترتيب العالمي لجامعات العالم تبدأ التساؤلات و التحليلات و المقابلات التلفزيونية و الندوات وكلها تناقش – و تحت نظام الفزعة- صدمة غياب أي اسم لجامعة عربية في مصاف الجامعات المتقدمة أو حتى المتأخرة.
لكننا لا زلنا لا نجد ,إلى الآن ,أي محاولة جدية للوقوف عند مشاكل السقوط المتسارع للأنظمة التعليمية و تحولها إلى أنظمة استثمارية مادية متناسية تماماًً لهدفها الأساسي كونها أنظمة استثمارية بشرية تستثمر بالبشر و لا تستثمر البشر. و لنتذكر دائماً أن التعليم الحكومي المتاح للجميع هو استثمار المستقبل الفعلي.

لن أخوض في التحليل للأسباب – فتلك باتت واضحة للجميع- و إن عامل الدهشة المتعلق بالوضع التعليمي المنحدر لم يعد موجوداً أصلاً عند الكثيرين. و بالرغم من هذا فان إعادة النظر بطرق التعليم و التي تفتقر للجانب العلمي و التي لا تزال تعتمد أسلوب التلقين الذي يعطل الإبداع و يقتل الرغبة بالبحث والتحفيز و التفكير لدى الطالب.

من هنا تلعب طبيعة العلاقات السائدة في المجتمع دوراً سلبياً واضحاً بتحديد العلاقة بين المدرس و التلميذ و التي تتسم بالعلاقة الهرمية و التي تجعل من الطالب مُستقبلاً و حافظاً للتلقين و التلقي العشوائي. و للأسف فان من كوارث التعليم الحقيقية هو سيادة مناخ أحادية الطرح و ذلك لأن سيطرة جهة واحدة على الطرح يعمل على سيادة النمط "اللاحواري" و ذلك باستثناء المتكلمين الآخرين أو تجاهلهم.

إن الاعتقاد بأن الإصلاح التعليمي هو عملية تُأتي أُكلها بإصلاح التعليم الجامعي هو اعتقاد خاطئ تماماً و ذلك لأن المشكلة لا تكمن فقط بالنظام التعليمي الجامعي بل تكمن أيضاً بمدخلات التعليم و الذي لا يمكن لمخرجاته أن تكن بأفضل حال من مدخلاته, فكما أكد أفلاطون قبل ثلاثة آلاف عام: " إن الاتجاه الذي يبدأ به المرء تعليمه يحدد حياته المستقبلية."
فاليوم الواجب يكمن بإعادة النظر في الطريقة التي نبدأ بالتعامل بها مع أبناؤنا منذ الصغر و لا كلام ممكن أن يضاف هنا عل كلام مفكرنا الكبير هشام شرابي في دراسته للمجتمع العربي عندما أكد على هذه النقطة بالقول: " لا شك أن ما نعتبره في الطفل ذكاءً حاداً أو مقدرة متميزة كثيراً ما يكون صفات الفرد في طفولته لكنه يفقدها من جراء التربية التي تفرضها عليه المعاملة التي تعرضه إليها و التي تقتل سريعاً شعلة الذكاء الطبيعية في نفسه و تقضي على القدرات الفردية فيه."

إن العملية التعليمية و نتائجها لا يمكن فصلها عن النظام الاجتماعي السائد, فدراسة الحالة النفسية للطلاب المتخرجين و التي تكون مشبعة بروح الخضوع و الاتكالية و فقدان الإرادة الشخصية لا يجب أن يخلص فقط للنتائج المعتادة و التي تتعلق بعدم كفاءة الأساتذة في نقل المعلومات و قصورهم عن امتلاك المناهج العلمية, فموضوع الدراسة أعمق من هذا الجانب
"البسيط" و الذي تعودنا على سماعه, فهو بالحقيقة يرتبط ارتباطاً تاماً بتخلف مختلف المجالات و لا يمكن أن يقتصر على تخلف المجال التربوي فقط, و عليه فان إصلاح التعليم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بإصلاح مختلف النظم التي بني عليها المجتمع.

إن انحدار مستوى التعليم هو في الحقيقة مسؤولية الجميع و لا يمكن أن يكون مسؤولية فئة واحدة, و بوجهة نظري المتواضعة, إن الموقف السلبي الذي يتخذه الطلاب يساهم في عملية الانحدار و يجعل من الطلاب أيضاً مسئولين عن هذا السقوط و ذلك بانحسار اهتمامهم بالحصول على الشهادة الجامعية التي تدعم من مركزهم الاجتماعي و ليس الاهتمام بالدرس أو مدى الاستفادة المرجوة .

إننا اليوم مدعوون لمراجعة كل السياسات التي تساهم في السقوط المتسارع للعملية التعليمية و لنتذكر دائماً قول رائد عملية تطوير التعليم في الولايات المتحدة فرانس باركر:" إن هدف و غاية التعليم هو بناء شخصية إنسانية."
وعليه فنحن جميعاً مدعوون اليوم للمساهمة بمهمة بناء عقول مبدعة و مفكرة و منتجة لا عقول ناعسة و مقلدة و ببغائية.

amersabaileh@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :