facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مفهوم الاعتذار وثقافة الرجوع عن الخطأ


اسامة احمد الازايدة
02-10-2019 01:36 AM

لا أستغرب تشدّد الحكومة بالامتناع عن الاعتذار للمعلمين ؛ فهي حكومة كغيرها من حكومات العالم الثالث بُنيت عقليتها التراكمية على أساس السلطة من جانب و الشعب من جانب آخر فتكرست بذهنيتها -وهماً- أن للحكومة هيبة يجب ألّا تُكسَر ، و مردّ ذلك أنها تظنّ أن الوطن و دولته يمثلهما الحكومة و ذلك غير صحيح ، الحكومة أداة تنفيذية واجبها هو ضمان سيادة القانون و حماية المجتمع ؛ وذلك المجتمع هو الذي يحدد جمعياً معايير الصواب و الخطأ .. هو الذي يتولد من ممارساته العرف و الذي يصبح بعدها قانوناً ، فالمعروف عرفاً كالمشروط شرطاً ، و ما دور الحكومة و السلطة التشريعية إلا بأن تترجم نتاج المجتمع و أي سلطة في الكون يسعى أفرادها الى مناكفة المجتمع فهي زائلة لا محالة ، و لربما ان الدول الاستعمارية اقتنعت بذلك أمام الشعوب المحتلة و ادركت منذ سبعة عقود هذا الامر في حين اننا نرى ان حكومات محلية لم تدرك ذلك و تظن أن المجتمع قابل للتطويع و الامتثال لفكرة يضعها فرد او أفراد لبسوا مؤقتاً ثوب السلطة ؛ و اقتنعوا - دون مبرر- انهم يمثلون هيبة الدولة بالرغم انهم حطموا النوافذ بجهلهم، فالهيبة التي يجب ألّا تنكسر هي هيبة هذا الوطن بمكوناته أما الحكومة فهي أفراد يخطئون .. لهم الشكر إن أحسنوا و عليهم الاعتذار إن أخطأوا ، هذا المفهوم الذي بلغته هذه العقلية التي و إن حاولت أن تلبس ثوب الانفتاح على العالم و مع الشعب فهي رجعية جدا و كثيرا ، و لطالما كان الاعتذار من المسؤول الى الرعية طريقاً نحو تكريس المسؤولية و المساءلة ، ولعل معظم المسؤولين يحتاجون فهم اللغة حتى يدركوا ان اصل المصطلح ( مسؤول) هو (سأل سائلٌ مسؤولا) ، فمن له حق السؤال له حق الجواب و للسائل -عند عجز المسؤول -حق الاعتذار ...

هذا العجز الحكومي البائس اليائس المنطلق من فراغ ذهني اسفنجي مشبع بالهُلام تنتابه أعراض جنون البقر فيرى ان المجتمع فريق و هو فريق في الجانب الاخر إنما يؤدي ليس فقط الى كسر هيبة الدولة بل الى كسر هيبة الوطن مجتمعاً و مؤسساتٍ ، تلك الهيبة التي إن انكسرت فلن تعود..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :