facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اوباما فـي الصين .. «الندية» التي تقترب؟


محمد خروب
15-11-2009 02:43 PM

لا يذهب باراك اوباما الى بكين للنزهة أو تزجية للوقت، وبالتأكيد لا يهمه كثيرا أن يمضي معظم أيام زيارته للسير على سور الصين العظيم، أو الاقتراب من ساحة تيان آن مين التي تتذكر واشنطن احداثها وتسارع الى وضعها على مسار علاقاتها مع الصين، كلما بدت محرجة أو راغبة في ابتزاز بكين أو دفعها الى تقديم تنازلات في ملف ما، من الملفات المتراكمة التي باتت تميز علاقات البلدين وخصوصا بعد أن بدأت بكين مرحلة الصعود على سلم الكبار بثقة وصبر، وربما يمكن وصفها بالنـهم الذي لا حدود له، ما دام القطب الاكبر قد بدا بالترنح أو هو على الاقل لم يعد يستطيع التفرد بالقمة التي وصلها قبل عشرين عاما (منذ انهيار جدار برلين في مثل هذه الايام) الى أن جاء جورج بوش وزمرة المحافظين الجدد، وهم يحملون (ويحلمون) مشروع القرن الاميركي الجديد، الذي انتهى الى ما يشبه الفشل في العراق وهو على وشك الغرق في المستنقع الافغاني وتداعياته، وبخاصة على جاره الباكستاني الآيل للسقوط..

اوباما اذا في بكين، وجدول الاعمال مع هيو جنتاو (رجل الصين القوي) مزدحم وربما - بل هو - خلافي، بدءا بالملفين المالي سعر صرف العملة الصينية مثلا والتجاري حيث بكين الشريك التجاري الاول لواشنطن وهي ايضا - وهذا هو الأهم - الدائن الاول، رغم انها لم تعد ميزة للصين، لأنها سلاح ذو حدين، فهي ديون على شكل سندات بالدولار، وما ادراك ما الخسائر التي تكمن خلف الهبوط المتواصل للورقة الخضراء التي باتت غير جاذبة في التعاملات الدولية المالية والتجارية، وإن كانت الولايات المتحدة ما تزال صاحبة الاقتصاد الاقوى أو المؤثر وذات القوة العسكرية الهائلة والنفوذ السياسي والدبلوماسي الذي يستطيع كتابة وفرض أي جدول اعمال دولي، وإن لم تعد بالسهولة التي كانتها قبل الازمة المالية والاقتصادية التي عصفت بالاقتصاد الاميركي مصحوبة بتراجع مضطرد في مكانة هذه الدولة التي استحقت ذات قرن إنصرم لقب الدولة الاعظم في التاريخ.

لن يتحدث اوباما بلهجة جورج دبليو بوش وسلفه بيل كلينتون عن حقوق الانسان وهو إن اختار الذهاب الى هذا المربع المعقد فإنه سيكون اشارة على فشل مباحثاته مع جنتاو، ما يعني أن الامور ستأخذ ابعادا اكثر توترا على الصعيد الدولي، وهي مسألة لن يخاطر الفائز بجائزة نوبل للسلام اثارتها في ظل اوضاع ادارته المضطربة على اكثر من صعيد داخلي وخارجي.. وهنا لا بد من استدعاء التصريح المثير الذي ادلت به هيلاري كلينتون عندما ذهبت الى بكين قبل اشهر وقالت ما معناه: ليس بالضرورة ان يحتل ملف حقوق الانسان الاولوية في علاقاتنا مع الصين.

يهبط اوباما في بكين قادما من طوكيو التي يرأس حكومتها زعيم المعارضة السابقة يوكيو هاتوياما الذي يوصف بأنه أقل ولاء لواشنطن من قادة الحزب الليبرالي الديمقراطي، الذين تعاقبوا على حكم اليابان منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية التي هـزمت فيها دول المحور..

مكانة الصين ودورها المتصاعد على الساحة الدولية، أحد هموم الادارة الاميركي، كذلك الحال مواقفها الملتبسة من ملفي ايران وكوريا الشمالية النوويين، ناهيك عن تعاظم الميزانية العسكرية الصينية التي تؤشر الى قوة عظمى عسكرية واقتصادية آخذة في البروز والتشكل، على نحو يفرض اعادة بناء نظام دولي جديد على انقاض النظام المشوه الذي قام بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط عالم القطبين..

نتائج القمة الصينية الاميركية لن تكون كما يريد اوباما، لكنها بالتأكيد قد ترضي بكين... كثيرا..

Kharroub@jpf.com.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :