اتحاد الكتّاب الأردنيين يعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة
05-12-2025 10:12 AM
عمون -نظّم اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين بالتعاون مع الملتقى العراقي للثقافة والفنون، مساء الخميس 4/12/2025، ندوة حوارية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، الذي يصادف في 25 تشرين الثاني من كل عام استنادًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة. وشهدت الندوة حضور عدد من المثقفين وأعضاء الاتحاد والملتقى.
شارك في الندوة الكاتبة الدكتورة سارة طالب السهيل، والباحثة والأكاديمية الدكتورة هداب الكبيسي، فيما أدار الحوار رئيس الملتقى ضياء الراوي.
العدوان: الاتحاد يحمل رسالة ثقافية وإنسانية على المستويات كافة
افتتح رئيس الاتحاد الشاعر عليان العدوان الندوة بكلمة أكد فيها حرص الاتحاد على أداء رسالته الثقافية عربيًا ومحليًا، معربًا عن اعتزازه بالتعاون مع الملتقى العراقي في تنظيم فعاليات تعزز الوعي المجتمعي.
ونبّه العدوان إلى أن العنف ضد المرأة –بجميع أشكاله– مرفوض إنسانيًا وأخلاقيًا، لأن المرأة هي الركن الرئيس في بنية الأسرة والمجتمع، بما تمثله من أم وزوجة وأخت وابنة، معتبرًا أن الاتحاد يحمل كذلك رسالة عالمية في دعم القضايا الإنسانية.
سارة السهيل: العنف ضد المرأة أزمة تنموية ومجتمعية تتطلب سياسات وطنية شاملة
قدّمت الكاتبة الدكتورة سارة طالب السهيل ورقة سياسات موسعة تناولت فيها التأثيرات السلبية للعنف ضد المرأة على الأسرة والمجتمع والاقتصاد. وأوضحت أن النساء في مختلف الدول ما زلن يواجهن تحديات بنيوية وثقافية وقانونية تعيق تمتّعهن الكامل بحقوق الإنسان، رغم وجود اتفاقيات دولية متقدمة مثل سيداو والعهدين الدوليين واتفاقيات العمل الدولية.
ولفتت السهيل إلى أن النزاعات العسكرية والحروب –كما حدث في غزة والعراق وسوريا ولبنان والسودان– جعلت النساء أكثر الفئات تضررًا، حيث يتعرضن للنزوح والعنف والاستغلال بمستويات مضاعفة.
وتطرقت السهيل إلى قضايا الزواج القسري وزواج القاصرات باعتبارهما من أبرز أشكال العنف، مشيرة إلى أن الفضاء الرقمي أصبح أيضًا بابًا للترويج للاتجار بالبشر والإساءات التي تستهدف النساء.
وأكدت السهيل أن مواجهة العنف تتطلب:
إصلاحًا تشريعيًا يحقق المساواة ويجرّم العنف الأسري صراحة.
تأسيس نظام حماية وطني يشمل وحدات شرطية وقضائية مختصة ومراكز إيواء.
تمكينًا اقتصاديًا للنساء الأكثر هشاشة لرفع استقلاليتهن.
استراتيجية توعية وطنية تُشرك الأسرة والمدرسة والإعلام والقادة المجتمعيين.
منصة وطنية للبيانات لرصد الانتهاكات وصنع سياسات مبنية على الأدلة.
وشدّدت على ضرورة حملات تثقيفية بحقوق المرأة التي أقرّها الدين الإسلامي، محذّرة من بعض الأجندات الخارجية التي تسيء لقضية المرأة وتتناقض مع الثقافة العربية والدينية.
هداب الكبيسي: العنف ضد المرأة يتفاقم عالميًا والحروب ضاعفت معاناة النساء
قدّمت الدكتورة هداب الكبيسي عرضًا تاريخيًا لفكرة اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، المرتبط بحادثة اغتيال الأختين في جمهورية الدومينيكان عام 1960.
وأشارت إلى خطاب الأمين العام للأمم المتحدة الذي بيّن أن النزاعات العسكرية في العالم تضاعفت هذا العام أربع مرات عن السنوات السابقة، وهو ما انعكس بشكل مأساوي على النساء في مناطق النزاع.
وتناولت الكبيسي أشكال العنف بحسب تصنيفات الأمم المتحدة، مثل:
وزواج القاصرات
والعنف اللفظي والجسدي
والعبودية الحديثة
تفاعل واسع ونقاشات حول دور المجتمع والمؤسسات
شهدت الندوة نقاشًا موسعًا بين الحضور حول التحديات التي تواجه المرأة وسبل معالجة فجوة التطبيق بين النصوص القانونية والواقع الاجتماعي. واتفق المشاركون على أهمية:
تعزيز الوعي داخل الأسرة
إشراك المؤسسات التعليمية والإعلامية
تقوية الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني
تطوير التشريعات لمواءمة المعايير الدولية
واختُتمت الندوة بالتأكيد على ضرورة استمرار مثل هذه الفعاليات التي ترفع الوعي، وتدعم ثقافة حقوق الإنسان، وتحفّز المجتمع على حماية المرأة بوصفها حجر الأساس في بناء السلم الاجتماعي.