facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من سلوكيات المجتمع الأردني 9


أبو جون
14-10-2019 02:44 PM

ظاهرة ملفتة في مجتمعنا الأردني تتمثل: في وجود حالة من الفصام أو التناقض في سلوكهم بين قيم الدين وبين ممارستهم في الواقع المعاش؛ ويكاد تنطبق علينا مقولة الياباني نوبواكي نوتوهارا الذي قال فيها : " العرب متدينون جداً فاسدون جداً "!

فدور العبادة في أوقات أداء الشعائر الدينية تكاد تكون ممتلئة عن بكرة أبيها ، حتى يُخيّل للمراقب أنهم بعد أن خروجهم منها سيتخلقون بأخلاق ومقاصد هذه العبادة من تسامح وأمانة وابتعاد عن الغش ...الخ لكن المفاجأة أنك إذا تعاملت مع شريحة كبيرة منهم تصدمك سلوكياتها البعيدة عن قيم السماحة والأمانة والصدق في التعامل!

فكأني بلسان حالهم يقول لا علاقة بين ما كنت عليه من خشوع أثناء أدائي لطقوسي الدينية وبين ما هي عليه حياتي في الواقع المعاش واليومي !وهذا في نظري يمثل قمة الفصام والتناقض؛فكيف ترضى أن تفصل بين التدين والمعاملة ، أليس الدين هو المعاملة؟

فحقوق الله بإمكانك إن قصرت فيها يكفيك أن تتوب فيغفر الله لك ،أما حقوق العباد ومعاملتهم فليس لك إلا أن تؤديها كاملة وإلا سيطالك إثم ما بعده إثم ،بل إنك لا تسطيع تأدية بعض شعائر العبادة إلا بعد أن ترجع الحقوق لأصحابها ليسامحوك.

لذلك كله، نلاحظ أن قسماً كبيراً من خصوماتنا و مشاكلنا اليومية مردها لحالة الفصام التي يغيب فيها أثر التديّن على تصرفاتنا مع الناس؛ فعند أقرب معاملة مالية تجد أن شريحة من المحافظين على أداء الشعائر والأكثر تديناً من اسوأ الناس تعاملاً ،بل إنك إذا تورطت في حوار أو نقاش مع هذه الشريحة من مجتمعنا تجدها قد نسيت كل آداب الحوار في لحظة فينقضون عليك بأقذع الشتائم والأوصاف لمجرد أنك خالفتهم الرأي أو أنك طرحت رأياً مخالفاً لما يعتقدونه أنه صواب!

اسأل افراد مجتمعنا هؤلاء كيف تقيم سلوكياتك هذه المخالفة لقيم الدين التي تحث على التدين العاقل الذي يعامل الناس بالسماحة والحوار بِالَّتِي هي أحسن ؟

وأختم حديثي بنصيحة لمن تحكَّم فيه هذا الداء بأن يراجع نفسه ويتخلص من :سب وشتم هذا وأكل مال هذا ،لأن الدين المعاملة، وبغير ذلك يكون مجتمعنا يمارس تديناً لا روح فيه وهو بذلك يخالف جوهر ومقاصد الدين وما حث عليه من مكارم الأخلاق.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :