facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السرطان أكثر وفاء من بعض الأصدقاء والزملاء


عبد الجبار أبو غربية
23-11-2009 06:11 PM

تجربتي مع مرض السرطان والتي بدأت قبل سنة ونصف, كانت مهمة جدا لأكتشف صدق الأصدقاء, وصحة صحبة الأصحاب, وزمالة الكثير من الزملاء, إلا من رحم ربي, فله الحمد والشكر من قبل ومن بعد.

لقد اكتشفت عبر تلك التجربة أن مرض السرطان أكثر وفاء من الكثير من الأصدقاء والأصحاب والزملاء, فاسرطان عندما تعرف علي في زيارته الأولى من خلال استيطانه بالرئة اليسرى التي أحبها وأخذ مني ثلثها, وانصرف بعض الوقت, فقد اشتاق إلي وزارني ثانية من باب الوفاء , فمر من خلال تجواله في جسدي الذي أحب واستقر في الدماغ ليضع تلك الغدة السرطانية اللئيمة التي لا زلت أصارع من أجل استئصالها بكل ما منحني الله سبحانه وتعالى من قوة وعزم وصمود وصبر على هذا الصراع الذي بإذن الله سينتهي لصالحي, كما بدت رحمة الله بي من حيث أنني لا زلت أكتب وأتحرك وكما هي بوادر العلاج من قبل الأطباء المهرة في مدينة الحسين الطبية الإنسانية, الذين بفضل الله عليهم يتمتعون بالخبرة والكفاءة العالية جدا.

هذا عن صديقي السرطان, فماذا عن أصدقائي وزملائي من من بني الإنسان, اين هم وأين اتصالاتهم , وأين زياراتهم ؟؟؟.

في الحقيقة قبل أن أجيب على هذه الأسئلة, أحب أن أسجل بكل الحب لعدد محدود جدا من آلاف الأصدقاء والزملاء, محبتهم وإنسانيتهم, وتفضلهم بالسؤال علي منهم وبشكل يومي الزميل الحبيب الأستاذ أحمد الزغيلات, وشبه يومي كالزميلين الأستاذين محمد أبو غوش, وسليم المعاني, وبشكل متقطع كالزملاء الأساتذة عبد الله حمودة, عليان عليان, نايف الزرو, والفنان الكبير الدكتور أشرف اباظة, والمخرج الحبيب شعبان حميد.

أما بقية الأصدقاء والزملاء, فإن مرض السرطان بكل تأكيد أكثر منهم وفاء , إذ أنه يرفض مغادرتي رغم أنني أطرده طردا, فهل هناك أكثر وفاء منه وهو الذي تعرف علي من الداخل فعرف كم أنا أحب الأصدقاء والزملاء, وكم هم عاقون عاقون عاقون, وكلهم جفاء جفاء جفاء, إلى حين موعد الانتخابات, لأكتشف كم أنا محبوب عند الأصدقاء والزملاء, حيث أتلقى خلال الحملة الانتخابية وبشكل يومي عشرات الاتصالات الانتخابية اطمئنانا عن صحتي , وفي الحقيقة يريدون الاطمئنان عن صوتي إن كان لا زال فاعلا وأنني لا زلت على قيد الحياة..... كما حدث خلال انتخابات رابطة الكتاب الأخيرة ..........عيب , نعم عيب, والأكثر عيبا أن يصلني من زملاء عبر الهاتف الجوال رسائل تدعوني لحضور ندوة أو مسرحية أو توقيع كتاب, وهم لو سالوا عني لعرفوا أنني لا أستطيع الخروج من البيت سوى إلى المستشفى او المسجد لصلاة الجمعة, ومن هنا أقول لهم الخجل مهم في مثل هذه الحالات, فتدعونني لحضور الأمسيات والندوات والمسرحيات , وأنتم تعرفون أنني لم أعتد عن التغيب عن أي نشاط ثقافي او نقابي, أو وطني عندما كنت بصحتي, فكيف تستفزونني وتوجهون إلي مثل هذه الدعوات الآن أيها.... لا استيطع أن أقول غير كلمة " الأحبة ".

أليس كذلك يا فلان وفلان وفلان وفلان وفلانة التي اتصلت لدعوني على حفل توقيع كتاب لها, فاعتذرت بسبب المرض, وأنني لا استطيع المشي, فلم تقل لي سلامتك, بل قالت حاول الحضور, لأنه يهمني حضورك, قلت سأحاول إن شاء الله, وأغلقت السماعة وأنا أقول لا حول ولا قوة إلا بالله, وحسبي الله ونعم الوكيل, وأهلا بالسرطان, هذا الوفي الذي سابقى أستامره حتى أخرجه أو يخرجني إن استطاع, فليخسأ ... ( ال أ ) , لا ليخسأ السرطان, مهما كان عقوق وجفاء الأصدقاء والزملاء.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :