facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




احمد خاني والمسالة القومية الكردية 1650م- 1707م


أمل محي الدين الكردي
26-10-2019 07:39 PM

ليست المسألة القومية ومطامح الأمة الكردية عند الشاعر والكاتب والفليسوف أحمد خاني بحلم شاعر وأمنية للتخلص من الاحتلال العثماني – الفارسي ,بل هي رؤيا علمية للمسألة تنسجم مع الواقع وامكانيات العصر وتسبق الاخرين في التحليل ,انطلاقا من فكر نابغ ورؤية رائدة للمسألة .

يحدد خاني جوهر المسألة الكردية في عصره بتسلط الامبراطوريتين الفارسية والعثمانية على اجزاء كردستان ومحاولتهما انهاء نفوذ الامارات الكرديةحيث كانت الحروب سجالا وكانت امارات تتدهور وتنهار ,وأخرى تعود .ويحدد احمد خاني اسباب هذا الاحتلال علميا ,ويرى في موقع كردستان الاستتراتيجي ووقوعها بين الامبراطوريتين الطامعتين ببعضهما ,السبب الاول لرغبتهما في السيطرة على كردستان .

فيقول :هذا الروم الأعجم يحصران بهم (اي بالاكراد)

والكرد جميعاً في الأطراف الاربعة

هذان الطرفان يجعلان من الشعب الكردي

هدفاً لسهام اقدارهم – اذا انهم على الحدود مفاتيح

وكل عشيرة سد سديد امامهم – بحر الروم وبحر التاجيك

كلما خرجا وتحركا – تلطخ الكرد بالدماء

وفصلوهم كالبرزخ عن بعضهما

ورغم الروح المتمردة ,الثائرة عند خاني فانه لا يثور على شعبه ولا يرى فيه السبب في الركود والخضوع والاتكال والتلطخ بالدم ,بل يرى كأبن واعي للشعب ان وضع الأمراء الاكراد وعدم انقيادهم معا هو السبب الحقيقي ,ويسمي وضعهم هذا العار .

ومع ثورته ووضعه لوحة العار على جبين الأمراء والحكام فانه يحاول إيجاد تعليل حسن يبرر فيه المظاهر في الحياة القومية ولا يهاجم الشعب كما اعتاد على ذلك ممن خلفوه من الشعراء الرومانتيكين وغيرهم .

وينظر خاني الى واقع شعبه ويبحث عن حلول له مستفيدا من تجارب الامم الأخرى وفق التاريخ وإزاء تفحصه للتجربة يتوجه واثقاً الى الشعب وطاقاته ويبحث عن السبب في تخلفه فينعرج على معينه الفلسفي الجبري ليحلل به بعض ما احتارت ادلته في اثباته وكمفكر واعي وشاعر عالم لا ينكر دور الفكر في نيل الأماني ولا يتجاهل ذلك وكأن استفهاماً كبيراً قد وضع أمام عينيه عن دور الفكر فيجيب دون أن يطرح بنفسه السؤال؟ ولا يقف خاني ند عتبة الحيرة الجبرية وكأنه لا يرى في جبر الماضي ملزماً للمستقبل فلا تدفعه جبريته الى الخنوع للماضي ومد المستقبل بل يرى المستقبل صورة اخرى قد تكون هي ايضاً جزء من الجبر داخلاً في علم الله ولم يتحقق بعد.

ان الفكر القومي لخاني قد برز حقاً كحلم شاعر عند واحد ممن سبقوه من اركان الشعر الكردي وهو الشيخ الجزيري اذ يقول : انا وردة في بستان ارم بهتان .

يربط خاني الازدهار السياسي دوماً بأفق واسع من الازدهار الاقتصادي والعلمي والادبي وهذا ينفي كون افكاره مجرد عاطفة او مشاعر شاعرية او رغبة في التسلط بل يحدد خاني اقصى امانيه الشخصية في التمكن من رفع علم الشعر وإحياء الراحلين من الشعراء .

فصور الرواية والملحمة وعدالة القضية والشرف وطيبة القلب ...الخ في هذه اللقطات الفنية أفق القضية التي أصبح رائداً لها وكأنه يصور الخديعة الكبرى التي رأى بعض مأسيها خديعة انقياد الأمراء الاكراد للصلح الذي تم مع السلطان على يد العالم الجليل الملا ادريس البتليسي عام 1514م 920 الهجري الذي نقضته الدولة العثمانية بعد خمسة عشر عاماً من التوقيع عليه شيئاً فشيئاً حتى أتت على آخر امارة كردية عام 1850م وما زال الكرد الى هذا اليوم من المعاناة والظلم الجائر .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :